أكد اللواء جمال حماد أحد الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة يوليو، والضابط الذى كتب بيان الثورة الأول، أن ثورة يناير هى امتداد لثورة يوليو، وأنه لو تحققت مبادئ ثورة يوليو لما قامت ثورة يناير. واستبعد حماد فى حواره مع «صوت الأمة» أن يزور الرئيس محمد مرسى قبر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وإن كان سيحتفل بذكرى ثورة يوليو، وقال إن الصراع بين المجلس العسكرى والإخوان عادى ومتوقع ولن يصل للصدام، وتطرق حماد إلى قضايا أخرى فى حواره التالي: حدثنا عن رؤيتك لدورالجيش فى ثورتى يوليو و يناير؟ ثورة يناير امتداد لثورة يوليو، ولا تعارض بينهما ،ولوكانت تحققت مبادئ ثورة يوليو لما قامت ثورة يناير، وخصوصا البند السادس الذى ينص على إقامة حياة ديمقراطية سليمة. وعن دور الجيش فى ثورة يوليو فهو كان صانعها وبعد نجاحها أيدها الشعب.أما ثورة يناير فقام بها الشباب الوطنى وأيدها الجيش وحماها. حدثنا عن أوجه الشبه والاختلاف بين أداء مجلس قيادة الثورة عقب ثورة يوليو وأداء المجلس العسكرى عقب ثورة يناير ؟ ثورة يوليو كان لها قائد هو اللواء محمد نجيب ومجلس قيادة برئاسة المقدم جمال عبد الناصر. أما ثورة يناير فلم يكن لها قيادة واضحة. ما أكبرخطأ ارتكبه المجلس العسكرى عقب ثورة ينايرمن وجهة نظرك ؟ محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكرى. ما الفرق بين الإخوان المسلمين بعد ثورتى يوليو ويناير؟ جماعة الإخوان عقب ثورة يوليو شعرت بأن لها فضلاً كبيراً فى نجاحها بحكم العلاقات الوثيقة التى كانت تربطهم ببعض أعضاء مجلس قيادة الثورة وعبد الناصر شخصياً والذى طلب من قادتها الاشتراك مع الجيش فى حال زحف القوات الإنجليزية من أمام قناة السويس للقاهرة لإخماد الثورة، كما طلب منهم حماية بعض المنشآت مما جعلهم يتوقعون أن يسند إليهم بعض المناصب الهامة فى الحكم وأن يشاورهم فى الأمور الهامة، ما أشعرعبد الناصر بأنهم يريدون الوصاية على الثورة فرفض هذه المطالب، ماترتب عليها حدوث شقاق وسوء تفاهم بين الطرفين أدى إلى صدور قرار من مجلس قيادة الثورة بحل الجماعة واعتقال قياداتها فى السجن الحربى، وتضاعف هذا الشقاق عقب محاولة اغتيال عبد الناصرفى ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954،وأنشأ عبد الناصر محكمة عسكرية برئاسة جمال سالم حكمت بالإعدام على 7 من كبار قيادات الإخوان وعلى رأسهم المرشد العام آنذاك «الهضيبى» ثم خفف الحكم عليه للأشغال الشاقة المؤبدة لكبر سنه. أما الإخوان بعد ثورة يناير فقد انضموا للثوار تأييداً الثورة والدفاع عن الثوار الشبان، وتصدت معهم فى موقعة الجمل وكان لانضمامهم الفضل فى فشل معركة الجمل التى كان الغرض منها القضاء على الثورة وإخلاء ميدان التحرير. وما وجهة نظرك فى صدام الجماعة مع المجلس العسكرى ؟ هذا صدام متوقع وعادى ولم يصل لمستوى الصراع وهو ناتج عن أنهما ثقافتان مختلفتان، إحداهما عسكرية والأخرى مدنية ذات بعد دينى، وهما يحكمان فى نفس الوقت. وأتوقع انتهاء هذا الصدام بعد وضع الدستور وحصول الرئيس على كامل صلاحياته وانتخاب مجلسى الشعب والشورى. وتفسيرك لمقولة الرئيس مرسى فى أحد خطاباته «الستينات وما أدراك ما الستينات»؟ أرى أن الرئيس محمد مرسى هنا كان يقصد أن الإخوان قد تعرضوا فى تلك الفترة للسجن والتعذيب والاعتقال ونكل بعدد كبيرمنهم، ففى عام 1965 اعتقل عبد الناصر عدداً كبيراً من زعماء الإخوان المسلمين، وكانت التهمة الموجهة لهم هى عمل نشاط سرى لقلب نظام الحكم، وتم وضعهم فى السجن الحربى وتعذيبهم، وكان السبب الرئيسى لما حدث فى الستينيات هو أن بعضاص ممن كانوا حول عبد الناصر يوهمونه بأن الإخوان يخططون لاغتياله والتخلص منه ومن أبرزهم صلاح نصر مدير المخابرات العامة وشمس بدران وزيرالحربية وقتها. البعض يرى أن ثورة يوليو كانت انقلاباً عسكرياً على عكس ثورة ينايرالتى كانت ثورة شعبية ؟ إذا قارنا بين من قاموا بثورتى يوليو ويناير نجد أن من قاموا بالأولى مجموعة من شباب الجيش أطلق عليهم اسم «الضباط الأحرار»،ولم يكن الجيش فى ليلة ثورة يوليو إلا الأداة المنفذة لإرادة الشعب، وحينما نجحت الثورة وتهاوى العرش وأرغم الاحتلال بعد فترة قصيرة على أن يرحل عن البلاد لم يكن ذلك إلا تتويجاً لنضال وجهاد أبناء مصر جميعا، فثورة يوليو لم تكن حدثاً عابراً فى تاريخ الشعب المصرى بل كانت نقطة تحول فاصلة فى مسيرته وتاريخه المجيد ولم يكن ما جرى ليلة 23 يوليو انقلاباً عسكرياً بل هى كانت ثورة حقيقية بكل معانيها. أما من قاموا بثورة يناير فمجموعة من الشباب المثقفين ينتمون للطبقة المتوسطة الغيورين على سمعة وطنهم، وكانوا يمثلون عدداً من الحركات المعارضة مثل كفاية وشباب 6أبريل والإخوان المسلمين، بالإضافة إلى عدد كبيرمن الشباب المستقلين. يرى بعض السياسيين أن ثورة يناير جاءت لتحرر مصر من الحكم العسكرى الذى امتد لستين عاماً.. ما ردك ؟ ثورة ينايرقامت للقضاء على نظرية الديكتاتور الحاكم التى كان يمثلها حكم الرئيس السابق مبارك ومن قبله السادات وعبد الناصر، وهى نظرية يمكن أن يمثلها أى شخص عسكرياً كان أو مدنياً. حدثنا عن شكل العلاقات مع أمريكا عقب ثورة يوليو وعقب ثورة يناير؟ أمريكا وقفت ضد ثورة يوليو وتوترت العلاقات بينها وبين مجلس قيادة الثورة، لأنه كان من أحد مبادىء الثورة القضاء على الاستعمار الذى يتمثل فى الكتلة الغربية ومن ضمنها أمريكا التى كانت أحد رموز الاستعمار، ما أدى لمنع صفقات السلاح بين مصر والكتلة الغربية واضطرت مصر لشراء السلاح من الكتلة الشرقية المتمثلة فى الاتحاد السوفيتى ويوغوسلافيا، وضغطت أمريكا لمنع تمويل السد العالى فرد عبدالناصر بتأميم قناة السويس، وعقب ذلك حدثت حرب 1956 والتى حولها عبد الناصر إلى انتصار سياسى، أوصل مصرعقب ذلك إلى حرب 1967 والتى كان من أهم أهدافها القضاء على شعبية عبدالناصر وعلى الجيش المصرى، ما أدى لقطع العلاقات بين مصر وأمريكا وأعاد الرئيس السادات العلاقات مع أمريكا. هل ترى أوجه تشابه بين محمد مرسى وجمال عبدالناصر ؟ لا، حيث إن كل منهما له أسلوب مميز فى الحكم، وكذلك اختلاف الوقت الذى تولى فيه كل منهما الحكم ومدى الثقافة التى كان يتمتع بها الشعب المصرى وقت عبد الناصر والآن، وكذلك اعتناق الشعب لمبدأ الديمقراطية الآن على عكس الوقت الذى تولى فيه عبدالناصرالحكم الذى لم يكن به أى شىء من الديمقراطية إلا بثورة عسكرية وكذلك عبد الناصرتولى الحكم بناء على اختيارالشعب. هل تتوقع أن يحتفل الرئيس مرسى بثورة يوليو؟وأن يزور قبر عبد الناصر ؟ ثورة يوليو ستظل مصرتحتفل بها لمبادئها دون النظر إلى الرؤساء، ولا أعتقد أن يزور مرسى قبر عبد الناصر رغم احتفاله بثورة يوليو، وأعتقد أن سبب عدم الزيارة أن الإخوان ما زال عدد كبير منهم يحمل ضغينة من أسلوب عبد الناصر فى التعامل مع المعارضين لحكمه والإخوان كانوا منهم. تم نشره بالعدد رقم 606 بتاريخ 23/7/2012