تمكن الإعلام المصرى من استعادة بريقه في وقت قصير، وذلك بفضل خطة محكمة نجحت في حصد ثمارها على مدار 5 سنوات مضت، وحققت ما كان ينظر إليه على أنه درب من المستحيلات بالعديد من المجالات، سواء في عالم الدراما أو السينما وحتى أشكال البرامج الحوارية التي تطورت بصورة كبيرة، وهو الأمر الذى جعل قطاعا كبيرا يعبر عن إعجابه بما يحدث من خلال هاشتاج باسم #اعلام_محترم خاصة مع اقتراب شهر رمضان وظهور البروموهات الضخمة التي عكست التطور الحاصل فى زمن قياسى. وعادت الدراما التليفزيونية إلى مكانتها الطبيعية على الساحة الفنية بالشرق الأوسط، واستعادة الريادة بعد تخبطات كثيرة كادت تؤدى بها لطرق غير محمودة العواقب.
وهو الأمر الذى بات واضحاً بصورة كبيرة خلال رمضان المقبل، في موسم ممتلئ بأمور لم يكن يتخيل لها أحد أن تحدث فى تلك الفترة الزمنية القليلة، بمعادلة صعبة تمكنت الشركة المتحدة من القيام بها في فترة وجيزة، سواء من خلال الاتفاق مع شركات أخرى على تخفيض الأجور والتعاون معاً نحو هدف واحد هو الارتقاء بالمحتوى وترضية المشاهد بأعمال ذو قيمة وخطة منوعة ترضى كافة الأذواق قبل أي شيء.
وبالتالي بات المشاهد أمام موسم به ثنائيات كبيرة بأعمال واحدة مثل الاختيار ونسل الأغراب، مع كريم عبد العزيز وأحمد مكى، بالإضافة لأحمد السقا وأمير كرارة، أيضاً تقديم نجوم أعمال من 15 حلقة فقط مثلما يحصل مع يوسف الشريف.
كل ما سبق ساهم فى تقليص الخسائر وإعادة ضبط السوق فبعد خسائر وصلت عام 2015 لنحو 4 مليارات جنيه انخفض فى 3 سنوات للنصف بحلول عام 2018 واقتربت اليوم المحطات من تحقيق معادلة التوازن بين النفقات والعائدات الإعلانية وهو أمر تأخر بسبب تراكم المديونيات التي يجري سدادها عن سنوات الفوضى الإعلامية.
بالإضافة إلى التركيز على السينما بأعمال في غاية الأهمية، حققت إيرادات كبيرة، وبات ينظر لها على أنها طفرة في عالم السينما بأفلام مثل الفيل الأزرق، كازبلانكا، وغيرها من الأعمال بعد فترة من التخبط التي عاشتها السينما بعد 2011 وظهور شكل جديد لم يكن يتماشى مع تاريخ الفن المصرى بأفلام مستواها ضعيف وتكلفة انتاجيه قليلة عرفت باسم أفلام المقاولات.
كما لم يتم إغفال مواكبة العصر بتأسيس منصة watch it، في إطار خطة محكمة للسير على خطط الشركات الكبرى على مستوى العالم، في النظر للأمام مع الحفاظ على التراث، وذلك عبر أعمال نادرة تم حفظها ووضع خطة لانتاج أعمال كبرى عليها لكبار النجوم.
أيضاً تم الاهتمام ببرامج المنوعات على الشاشة، لتعود تلك النوعية للواجهة من جديد مثلما كان يحصل في الماضى مع مذيعين ومذيعات لا يزال المشاهد يحفظ أسماءهم، وهو الأمر الذى ركز عليه القائمون حالياً بتشكيلة من البرامج الهادفة، وعدم التركيز على التوك شو فقط، خاصة مع انسحاب البساط فترة إلى البرامج اللبنانية الذى كان المشاهد ينتظرها لمشاهدة نجومناً.
إلا أننا مؤخراً صرنا أمام تشكيلة من البرامج التي تسعى في محتواها لظهور الضيف بشكل مختلف، وعدم الانتظار حتى شهر رمضان لإنتاج تلك البرامج مثلما يحصل حالياً مع خطة محكمة ببرامج مثل السيرة، وأبلة فاهيتا، وغيرها من البرامج التي تبرز الضيف بشكل مغاير.
كما بات واضحاً الالتزام بالقوانين المنظمة للهيئات الإعلامية وبروز دور المتابعة لمدى الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامية من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مع اتخاذ إجراءات عقابية بحق التجاوزات، أو بث اتهامات مرسلة، وبالتالي بات واضحاً الانضباط بصورة أكبر مع التراجع عن الانتهاكات الإعلامية بما أسهم في زيادة الثقة بالمحتوى المقدم على الشاشات.
أيضاً تمت مخاطبة جميع الفئات الاجتماعية، فجاءت قناة الحياة سينما لتكون القناة المتخصصة بعرض الأفلام السينمائية في المجموعة، وقناة مصر قرآن كريم لتكون المحطة المصرية الوحيدة التي تعرض القرآن على مدار الساعة، بجانب قناة اكسترا نيوز التي توفر تغطية إخبارية للأحداث داخل وخارج مصر على مدار الساعة وصولاً لقنوات أون تايم سبورت التي تنقل الفعاليات الرياضية لعشاقها ولا تقتصر على كرة القدم فحسب ولكن تعرض منافسات بطولات عديدة في مختلف الرياضات، وهي قنوات تتبع المجموعة المتحدة اللاعب الأهم والمؤثر الأكبر في السوق.
