«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لم يصبهما الدور .. الفن والإعلام فى انتظار ثورة
نشر في الأهرام العربي يوم 01 - 01 - 2012

أعد الملف: أحمد إسماعيل /ريم عزمى / عماد بركات/ المعتصم بالله حمدى/أحمد سعد الدين / زينب هاشم - شهد عام 2011 ثورة تليفزيونية ألقت بظلالها على الشاشات العربية خصوصا المصرية فقد أقبل رجال الأعمال المصريون على إنشاء فضائيات جديدة مثل CBC والنهار وصدى البلد والتحرير ومصر25. الناقد سيد الغضبان أوضح أن مصادر تمويل القنوات الفضائية التى خرجت أخيرا فى مصر غير معروفة ، ولا بد من معالجة سريعة لضبط الأداء، فمعظمها لا يمتلك حصصا إعلانية مسبقة لتكون أحد مصادر التمويل، كما أنه من المستبعد أن تكون لها أهداف خيرية أو لمصلحة الوطن، موضحا أن القنوات الفضائية تحتاج إلى تمويل ضخم، وجميعها خرج أخيرا بشكل غامض انعدمت فيه الشفافية.
وطالب الغضبان بضرورة وجود هيئة غير حكومية من نقابة الصحفيين ومجلس حقوق الإنسان، تراقب هذه القنوات الخاصة التى ليس معروفا من يقف خلفها، وتجدد السؤال مع الفضائيات التى ظهرت بعد الثورة، حول من يدعم استمرار تلك القنوات، ومع أننا نعلم ما يوفره رجال الأعمال من ميزانيات للجوانب الإعلامية إلا أن إطلاق قناة خاصة يحتاج إلى ميزانيات ضخمة، ولن يتم استخدامها من دون الرغبة فى الوصول إلى أهداف قوية ومهمة.
وشهد العام نفسه حركة تنقلات بين المذيعين حيث إنتقل معتز الدمرداش من المحور إلى قناة الحياة 2 ليقدم على شاشتها برنامج"مصرالجديدة" وحل مكان مذيع العربية محمود الوروارى الذى لم يستمر طويلا فى تقديم برنامج"90 دقيقة" ثم تم التعاقد بعد ذلك مع المذيع عمرو الليثى الذى ترك هو الآخر قناة التحرير التى شهدت هجرة لنجوم التوك شو مثل محمود سعد الذى يقدم حاليا برنامج"آخر النهار" على شاشة قناة النهار بالاشتراك مع الإعلامى حسين عبدالغني. المذيعة ريهام سعيد تركت قناة المحور وانتقلت لقناة النهار لتقدم برنامج"صبايا الخير" وحلت محلها مذيعة روتانا إيمان أبوطالب التى تقدم برنامج"صبايا".
المذيعة لميس الحديدى تركت التليفزيون المصرى وانتقلت لقناة CBC التى ضمت إليها الإعلامى خيرى رمضان، وكان لافتا للنظر اعتمادها الأساسى على الصحفيين فى تقديم البرامج، لذلك ضمت أيضا مجدى الجلاد وعادل حمودة وكذلك تقديمها لوجوه جديدة مثل الشاعر عبدالرحمن يوسف والشيخ مظهر شاهين. المذيعة رولا خرسا انتقلت لقناة صدى البلد ومازالت تختار برنامج توك شو لتقدمه، فى حين عاش المذيع تامر أمين تجربة مريرة فى قناة LTB التى تعانى من ضائقة مالية كبيرة أدت إلى انقطاع بثها. وانتقلت المذيعة لمياء فهمى عبدالحميد من قناة دريم إلى تليفزيون الحياة لتقدم برنامج"كلام من القلب".
المذيعة دينا عبدالرحمن انتقلت من قناة دريم إلى قناة التحرير لتقدم برنامج"اليوم" فى حين حلت محلها المذيعة جيهان منصور. الإعلامى حافظ المرازى ترك قناة العربية وانتقل إلى التليفزيون المصرى ولكن برنامجه"بتوقيت القاهرة" لم يخرج إلى النور وتعاقد بعدها مع قناة دريم. الإعلامى اللبنانى جورج قرداحى تأزم موقفه مع محطة mbc التى أوقفت برنامجه “إنت تستاهل" لتأييده للرئيس السورى بشار الأسد، وهو ما قد يفقد المحطة العربية الشهيرة جماهيريته، قرداحى أكد تمسكه بعقده الممتد لثلاثة أعوام مع mbc برغم العروض المقدمة إليه من عدد من الفضائيات العربية مثل الحياة وlbc وغابت الفنانة اللبنانية رزان مغربى عن تليفزيون الحياة بعد الكليب الذى ظهر لها على مواقع الإنترنت وما صاحبه من ضجة وتعاقدت الحياة مع مواطنتها رولا سعد التى أكدت أنها ليست بديلة رزان وبرنامجها"رولا شو" يعد مختلفا فى الشكل والمضمون.
وشهد العام تألق عدد من المذيعين فى مصر مثل الإعلامى يسرى فودة الذى نجح فى تقديم برنامج"آخر كلام" على شاشة قناة ON TV التى تألقت فيها أيضا المذيعة ريم ماجد التى تقدم برنامج"بلدنا بالمصري". كما طرح المذيع معتز مطر نفسه من خلال برنامج"محطة مصر" على قناة مودرن حرية. من الأشياء التى فرضت نفسها خلال العام الماضى استمرار تقديم نجوم الفن لبرامج تليفزيونية مثل داوود حسين فى تليفزيون دبى وعباس النورى فى MBC وأشرف عبدالباقى الذى قدم برنامجين فى قناتى المحور ودريم، وقدم رامز جلال برنامج مقالب على شاشة قناة الحياة بعنوان"رامز قلب الأسد" وحقق جماهيرية كبيرة وقدم الفنان ماجد الكدوانى برنامج “حلاوة شمسنا" على شاشة قناة النهار وطل الفنان أحمد حلمى على شاشة CBC من خلال برنامج"شوية عيال" الذى عرض بعد ذلك على محطة MBC التى عرضت برنامج “يالا نغني" وهو التجربة الأولى للمطربة التونسية لطيفة فى عالم التقديم وعاد الفنان شريف منير إلى العمل مجددا كمذيع من خلال برنامج"شكرا" وقد أكد أن تجربته كمذيع الهدف منها دائما خدمة الجمهور، وهو يركز دائما على قيمة البرامج التى يقدمها والقضايا التى تعرضها، وفى برنامجه الأخير قدم تجارب مثالية لحالات إنسانية ضحت كثيرا من أجل غيرها. أما الفنانة السورية أصالة فقدمت برنامج"صولا" على شاشة تليفزيون دبى وهى ترى أن من حق النجوم التواصل مع جماهيرهم من خلال البرامج التليفزيونية طالما يمتلكون الموهبة والكاريزما والحضور على الشاشة.
ومن الأمور التى لفتت الانتباه فى عام 2011 ، عدم ظهور برامج منوعات جديدة فى الفضائيات العربية مقارنة بالشكل المعتاد فى كل عام، وتوقعت المذيعة نجلاء بدر أن يقل الإقبال على إنتاج برامج المنوعات فى عام 2012 بسبب ظروف إنتاجية مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية، كما أن هناك اهتماماً من التليفزيونات المصرية ببرامج التوك شو والبرامج السياسية لمواكبة الأحداث الحالية هذا مع مراعاة الحالة المزاجية للجمهور. وبالنسبة إلى الفضائيات الغنائية فقد شهدت ظهور فضائيات شعبية وأخرى متخصصة فى الرقص الشرقى مثل دربوكة والتيت والمولد والمصراوية وشعبولا وغيرها، فى حين قل إنتاج الكليبات الغنائية واعتمدت الفضائيات الغنائية المصرية الشهيرة مثل مزيكا وميلودى على عرض الكليبات القديمة لكبار النجوم.
الملحن والمطرب محمد ضياء أكد أن ما نشاهده الآن من فضائيات يمكن أن نطلق عليها “فضائيات الباب الخلفى لدخول الفن" واستكمال طوفان العرى فى الغناء والرقص، فتلك القنوات تفهم الحرية بشكل خاطئ لأن ما يقدم بها يروج للرذيلة تحت شعار العمل الفضائى. الفضائيات المتخصصة فى الدراما زاد عددها بشكل كبير مثل كايرو دراما وسيما وبانوراما وتايم وسما سينما، وستار سينما أبرز شىء فى هذه الفضائيات أن الوكالات الإعلانية لا تقبل عليها لذلك فإن إعلاناتها تقتصر على TV SHOP.
وتباينت ردود الفعل حول مستوى مقدمى برامج التوك شو خلال عام 2011 بسبب الاختلاف حول موضوعيتهم ومهنيتهم وهو ما فسرته الباحثة شيريهان نشأت المنيرى مدير وحدة الدراسات الإعلامية والمعلوماتية بالمركز الدولى للدراسات المستقبلية والإستراتيجية، بأن القائمين على البرامج التليفزيونية المصرية بما فيها برامج التوك شو لم يدركوا حتى الآن أن هناك خيطا رفيعا يفصل بين الحرية والمهنية الاحترافية وبين المشاركة فى خلق حالة من الفوضى والبلبلة لدى الرأى العام والذى ينساق خلف ما تقدمه من مواد إعلامية.
صراع عنيف ..على كعكة الإعلانات
أما بالنسبة لسوق الإعلانات فى القنوات التليفزيونية الأرضية والفضائية فى مصر و الذى يبلغ حجم التعاملات المالية فيه ما بين مليار ومائتى مليون جنيه إلى مليار ونصف المليار جنيه فى العام، حسبما أكده رئيس إحدى الوكالات الإعلانية الكبرى فى مصر، فشهد أيضا تغييرات كبيرة لم تكن متوقعة، تمثلت فى وجود شركات أو بمعنى أدق وكالات جديدة ظهرت مصاحبة، للقنوات الجديدة التى ظهرت عقب ثورة 25 يناير ودخلت فى صراعات مع الوكالات للحصول على قطعة من تورتة الإعلانات، حيث استغلت فترة الركود وتراجع المعلنين عن الإعلان عن منتجاتهم فى وسائل الإعلام المختلفة، وقامت بإبرام تعاقدات مع بعض مديرى التسويق فى الشركات العملاقة على عرض إعلاناتهم فى القنوات التى يريدونها مقابل مبالغ صغيرة كانت مفاجأة لهم تحت مسمى «باكدج» بنسبة خصم لا تقل عن 70 % عن الأسعار المعتادة من قبل، أو إضافة دقائق إعلانية مجانية ضمن الباكدج، كما أعطتهم تسهيلات كبيرة فى السداد، الأمر الذى دفع باقى الوكالات إلى السير فى نفس الاتجاه وقامت بتخفيض أسعار إعلاناتها حتى تستمر لدرجة وصلت إلى اتباع سياسة حرق أسعار الإعلانات، حتى وصل سعر «سبوت» الإعلان ومدته 30 ثانية فى بعض القنوات الشهيرة مثل الحياة ودريم والمحور وأون تى فى، و بانوراما و بعض قنوات التليفزيون المصرى إلى 400 جنيه للمرة الواحدة، فى الوقت الذى كان سعر سبوت الإعلان فى هذه القنوات قبل الثورة يتراوح بين 15 إلى 20 ألف جنيه فى المرة الواحدة أيضا.
كما أن الأحداث التى شهدتها مصر خلال عام 2011 أثرت بقوة على قواعد الإعلانات واتجاهاتها، فبعد أن كانت مباريات كرة القدم والأفلام والمسلسلات وبرامج المنوعات والمسابقات وعدد محدود جدا من برامج التوك شو تحتل المرتبة الأولى فى جذب الإعلانات إليها بقوة، تراجعت لتحتل ذيل القائمة وحلت مكانها البرامج والفترات المفتوحة السياسية، وتحديدا التى تنقل وتناقش ما يحدث فى ميدان التحرير وباقى الميادين فى محافظات مصر، مما دفع القنوات إلى تغيير خرائطها البرامجية، وأصبحت الشاشات تتحدث سياسة، كما أن الإعلانات أصبحت مرتبطة ببعض الضيوف الذى يظهر فى البرامج والقنوات المفتوحة، وليس بمقدميها مثلما كان يحدث من قبل، حتى لجأت بعض القنوات إلى توقيع عقود استضافة لبعض الشخصيات من المثقفين والسياسيين وخبراء الإعلام للظهور على شاشاتهم لتحليل الأحداث السياسية التى تجرى فى مصر، فضلا عن اتخاذ عدد من القنوات السياسة شعارا لها من أجل جذب المشاهدين والمعلنين إليها فى آن واحد، و تحديدا قناة السى. بى. سى التى منذ انطلاقها فى يوليو وحتى الآن وهى يغلب عليها الطابع السياسى.
وبرغم ذلك أصبحت أكثر القنوات جذبا للمعلنين عن أى قناة أخرى. الخبير الإعلانى طارق نور أكد أنه برغم القنوات الكثيرة الموجودة فى مصر، فإن سوق الإعلانات يتركز فى قنوات بعينها، لذلك تجد قنوات مليئة بالإعلانات طوال اليوم أخرى ليس بها سوى إعلانات التى فى شوب، وقد أرجع بعض خبراء الإعلان وأصحاب الوكالات الإعلانية هذا الأمر إلى عدة أسباب أهمها أولا: جماهيرية ونجومية مقدمى البرامج فى القناة، ثانيا: مكانة الوكالة الإعلانية وعلاقاتها داخل السوق الإعلانى وتحديدا علاقة مندوبى كل وكالة بمديرى التسويق فى الشركات المختلفة، وثالثا العروض الحصرية لبعض الأفلام والبرامج والمسلسلات والمبارايات التى تنفرد بها كل قناة عن أخرى. وقد شهد هذا العام ظاهرة جديدة من نوعها داخل بعض الوكالات الإعلانية تمثلت فىقيامها بشراء نسب من أسهم بعض القنوات مقابل تطويرها أوضع إعلانات عليها، بعد أن كانت الوكالات الإعلانية هى التى مطالبة بالتزام مادى مقابل كونها الوكيل الإعلانى الحصرى لها، وهذا ما حدث أخيرا فى صفقة قنوات النهار ومودرن سبورت وكورة، حينما قام رجل الأعمال محمد الأمين صاحب قنوات السى. بى .سى بشراء نسبة من أسهم هذه القنوات مقابل تطويرها وشراء أعمال تعرض حصريا على شاشاتها دون أن يدفع شيئا لأصحابها، وعندما تيقن أصحاب قنوات النهار بأن هذه الصفقة خاسرة بالنسبة لهم طلبوا فسخ العقد، كما شهد أيضا انخفاض نسبة الإعلانات فى الموسم الرمضانى بشكل كان متوقعا للجميع، برغم انخفاض أسعار الإعلانات مما أدى إلى خسارة عدد كبير من القنوات لأنها لم تستطع تغطية نفقاتها فى هذا الشهر، كما أنها لم تحصل على باقى مستحقاتها المالية من الوكالات الإعلانية عن الإعلانات التى عرضت على شاشاتها فى هذا الشهر حتى الآن. بيات درامى فى 2011..
والكبار حجزوا أماكنهم فى 2012 أما فيما يخص حال الدراما المصرية والعربية وتحديدا السورية باعتبارها الدولة العربية الوحيدة التى رفعت من معدلات إنتاجها الدرامى فى السنوات السابقة بشكل ملحوظ، فقد تراجع إنتاج المسلسلات الدرامية بجميع أنواعها سواء كانت طويلة أم قصيرة أم سباعيات أم سهرات فى عام 2011 لأكثر من 50 % عن المعدلات الطبيعية بسبب الأحداث السياسية التى شهدها البلدان ومازالت تحدث مع اختلاف طبعية كل منهما، ففى مصر فرضت الأحداث على الجهات الإنتاجية الحكومية والخاصة، بحالة من الخوف والفزع وأحجموا عن التمويل ودخول بلاتوهات التصوير وإنتاج أعمال درامية جديدة. وبالرغم من إعلان كثير من الفنانين عن خفضهم لأجورهم إلى النصف وأكثر تماشيا مع الأوضاع الاقتصادية السائدة، فإن ذلك لم يؤثر بقوة قرار المنتجين فى تعليق إنتاجهم بكامل قوته والاكتفاء بعمل أو اثنين على الأكثر للوجود داخل الموسم ولشروط التعاقدات المبرمة مع الفنانين، فضلا عن أن تخلى جهات الإنتاج الحكومية الثلاث وهى مدينة الإنتاج الإعلامى وشركة صوت القاهرة وقطاع الإنتاج عن الإنتاج المباشر أو المنتج المشارك هذا العام أسهم بشكل كبير جدا فى تراجع الإنتاج، لأن هذه الكيانات كانت تنتج وحدها ما يعادل 60 % تقريبا من حجم إنتاج الدراما فى مصر، وأنها إذا ظلت هكذا سيظل الإنتاج الدرامى فى فى مصر قليلا جدا مقارنة بالسنوات السابقة، أيضا شهد الموسم الدرامى هذا العام غياب كثير من النجوم عن الشاشة فى رمضان الماضى وهم يسرا ويحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وإلهام شاهين وممدوح عبدالعليم وعادل إمام، الذى توقف مسلسله لأسباب إنتاجية، ومن المقرر عرضه فى رمضان المقبل،.
أما بالنسبة لحال الدراما فى العام الجديد 2012 فى توقع عدد من المنتجين والنقاد منهم عصام شعبان وإسماعيل كتكت وصفوت غطاس وتامر مرسى وطارق الشناوى وماجدة موريس استعادة سوق الدراما المصرى لقوته الضاربة من حيث حجم الإنتاج، خصوصا بعد اتجاه أغلب القنوات الفضائية إلى الإنتاج ومنها سى. بى. سى، التى تعاقدت أخيرا على الإنتاج المباشر لثلاثة مسلسلات جديدة دفعة واحدة للفنانين خالد صالح وأحمد عز وغادة عبدالرازق للعرض على شاشتها فى رمضان المقبل، وبانوراما وميلودى والحياة وأوسكار والنهار، بالإضافة إلى شركات الإنتاج الخاصة التى قررت استئناف نشاطها والبدء فى تصوير أعمال جديدة خلال الأيام المقبلة، أيضا اتجاه كثير من السينمائيين إلى خوض تجربة الدراما التليفزيونية هذا العام ومنهم أحمد حلمى ومنى زكى فى أول مسلسل يجمع بينهما كتبه تامر حبيب وتدور أحداثه فى إطار كوميدى منفصل متصل، وكريم عبدالعزيز الذى يعود للتليفزيون بعد غياب عشر سنوات من خلال مسلسل كتبه بلال فضل، أيضا أحمد السقا الذى قرر هو الآخر العودة للتليفزيون، بالإضافة إلى الفنانة اللبنانية هيفاء وهبى من خلال مسلسلها الجديد «مولد وصاحبه غايب» من إخراج مجدى الهوارى الذى تعود معه أيضا الفنانة صفية العمرى وأحمد عدوية، كما سيعود إلى الشاشة النجوم القدامى هذا العام وهم يسرا التى قررت العودة من خلال مسلسل «شربات لوز»، ونور الشريف الذى سيعود لاستكمال تصوير مشاهده فى مسلسل بين الشوطين، والذى كان قد صور عددا منها قبل ثورة يناير،.
أما النجم يحيى الفخرانى، فقد استقر على مسلسل الخواجة عبدالقادر ويجرى مخرجه شادى الفخرانى حاليا اختيار مواقع التصوير، أما إلهام شاهين فقد قررت استئناف تصوير مسلسل قضية معالى الوزيرة بعد أن انتهت من تصوير 25 % من أحداثه، كما تعاقد هانى رمزى على مسلسل بعنوان «ابن النظام» وشريف منير على الصفعة، وداليا البحيرى على أحلام مشبوهة ووفاء عامر على كاريوكا، والسورية سولا فواخرجى على مسلسل شجرة الدر، كما أعلنت شركة صوت القاهرة عن إنتاج مسلسلى «النار والطيب» إخراج أحمد فهمى، و«ورد وشوك» إخراج تيسير عبود، كما استقر قطاع الإنتاج على مسلسل «أشجار النار» إخراج عصام شعبان، و«ابن موت» إخراج سمير سيف، أما بالنسبة لمدينة الإنتاج الإعلامى فلم تتضح الرؤية الإنتاجية الخاصة بها حتىالآن سوى فى إعلانها عن إنتاج مسلسل «ابن النظام» للفنان هانى رمزى، أما فى سوريا، فقد غاب عدد من الفنانين فى 2011، وهم جومانة مراد وسمر سامى، وسوزان نجم الدين، ودينا هارون، وفرح بسيسو، وندين سلامة، ولورا أبو أسعد، وديمة بياعة. فنانون اتجهوا للسياسة مع قيام الثورة في الدول العربية ظهرت ميول بعض الفنانين السياسية وكان في مقدمة هؤلاء الفنان آسر ياسين الذي أكد أن انخراطه في السياسة بعد ثورة 25 يناير لم يؤثر بشكل كبير علي نجوميته سواء بالسلب أم الإيجاب لأنه يركز فقط في مصلحة بلده وأوضح أنه يرفض تقديم أى عمل فنى حاليا لأن لديه رغبة فى الفهم واستيعاب الأحداث والمتغيرات السياسية والاجتماعية، فحتى الآن الرؤية غير واضحة على الإطلاق. وردا علي سؤال حول ما إذا كان علي الفنان أن يلعب دورا سياسيا مؤثرا فى المجتمع أعرب الفنان خالد أبو النجا عن رفضه التام لما يقال عن أنه دخيل علي عالم السياسة وأنه يبحث عن تحقيق نجومية من تصريحاته السياسية، مؤكداً أن انشغاله بالسياسة قد يؤثر سلبا علي نسبة وجوده في الأعمال الفنية ولكن هذا الأمر لا يشغله علي الإطلاق. العمل السياسى فى نظر عمرو واكد بمثابة الواجب الوطني وأنه مستمر فيه حتي الوصول إلى خارطة طريق توضع بأيدي مجلس مدني انتقالي بأي شكل تتفق عليه الأحزاب والتيارات والشارع قبل كل شيء.مشدداً على أن انخراطه في السياسة يحتم عليه تقديم المزيد من الأعمال الفنية الجادة التي تساند ثورة يناير وألا يتوقف دوره عند الحديث في وسائل الإعلام. الفنانة تيسير فهمي التي قامت بتأسيس حزب جديد تحت اسم «المساواة والتنمية» وخاضت انتخابات مجلس الشعب ولم توفق فيها أوضحت أن المناخ السياسي قبل الثورة لم يكن يسمح بوجود حياة سياسية حقيقية حيث كانت الأحزاب بلا دور أو فاعلية وهو ما تغير تماما بعد الثورة حيث أصبح للأحزاب دور كبير في تشكيل الواقع المصري ليس علي المستوي السياسي فقط، وإنما علي المستوي الاجتماعي والاقتصادي والصحي لافتة النظر إلي أن السياسة تبدأ بلقمة العيش التي يفكر فيها الناس كل صباح وقالت لم يعد منطقيا أن نذهب إلي ميدان التحرير كلما أردنا أن يصل صوتنا للمسئولين، أو كلما أردنا مراقبة رئيس أو حكومة أو من ينوب عنهم.
الفنانة بسمة كانت تعانى من الإحباط واليأس قبل ثورة 25 يناير، ولم تكن تتوقع أن يقوم الشباب بهذه الثورة العظيمة التى غيرت وجه مصر إلى الأبد. لكنها تؤكد إيمانها بمبدأ الحرية لذلك لا ترحب بتقييم الآخرين وآرائهم وتصنيفهم فى قوائم، فمحاولات التفريق فى الآراء كانت مهمة النظام الأولى بكل أسف وهذا اتضح بين الفنانين، بسمة تشتكى كمية النفاق التى طفحت بعد نجاح الثورة من مؤيدى النظام السابق، وحاولوا تغيير آرائهم بعد سقوط، وهذا النفاق غير مقبول، ففى النهاية المعارضون والمؤيدون أحرار فى آرائهم طالما عبروا عنها بشكل محترم ،ولذلك فإنني سأختار أعمالى الفنية بعناية وسأركز مع الأسماء المشاركة فيها. الفنان خالد الصاوي يؤمن بإيجابية انخراط الفنان في السياسة ولكن يجب عليه أن يركز أيضا في عمله الفني ويقدم فناً إيجابياً يخدم ثورة يناير وهذا الأمر يعني أن الحديث في الأمور السياسية يمكن أن يكون من خلال عمل فني وليس شرطا أن يكون من خلال وسائل الإعلام. أما الفنانة السورية أصالة نصري فقد أكدت أنها لا تفهم كثيرا في السياسة ولكنها رفضت مشاركة الفنانين السوريين في تمثيليات دعم النظام لأنها تشعر بأهلها في سوريا وتسمع صرخاتهم التي تزلزل قلبها وتشعر بالحزن لما هم فيه، لكن سوريا ستبقى شامخة، ومن حبها لسوريا أطلقت على ابنتها اسم شام لتنطق اسمها دائما لأنها بقلبها. أما الفنان الليبي حميد الشاعري فأوضح أن الفن والسياسة لا ينفصلان، فكلاهما يعبر عن حال الشارع العربي وكانت مساندته للثورة الليبية من البداية مرتبطا بعشقه لوطنه ورفضه لفساد الطغاة الذين فضلوا أنفسهم وأهملوا شعوبهم، كما أن الثورات العربية عكست دور الفن الحقيقي في التعبير عن هموم الوطن.
الفنانة التونسية هند صبري قالت إن الثورات العربية أحدثت مزيدا من التغيير والتحول فى المفاهيم السياسية والاجتماعية لدى المجتمع الشرقى كمفهوم المواطنة، لذلك جاءت شخصية أسماء المواطنة المصرية العربية المتعايشة مع مرض الإيدز التي قدمتها أخيرا في السينما لإحداث تغيير فى نظرة المجتمع لمصاب الإيدز، تقوم على فكرة قبول الرأى والرأي الآخر خصوصاً بعد فلسفة الفكر الواحد التى طغت علينا طوال السنوات الماضية. الأغانى الوطنية فى الصدارة .. والعاطفية بلا جمهور عاشت الأغنية العربية حالة خاصة عام 2011، وقل الإنتاج الغنائي بشكل ملحوظ حيث تقلص عدد الألبومات الغنائية العربية وغاب النجوم المصريون عن سوق الكاسيت باستثناء ألبومات قليلة لعمرو دياب وتامر حسني وآمال ماهر وياسمين وحكيم ووردة، ولم تحقق أرقام مبيعات كبيرة في ظل تراجع الإقبال عليها واستمرار ظاهرة القرصنة التي كبدت شركات الإنتاج خسائر فادحة، وتراجع عدد الحفلات وتدهورت صناعة الفيديو كليب كما تراجع الإقبال علي مشاهدة الفضائيات الغنائية العربية في ظل انشغال الجمهور بمتابعة البرامج السياسية والأخبار المرتبطة بالثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا.
الموسيقار حلمي بكر ،يتوقع خسارة شركات الإنتاج العربية التى ستدعم الأصوات الضعيفة والأمر نفسه ينطبق على الفضائيات الغنائية التى كانت تعتمد بشكل كبير على إنتاج كليبات هابطة لمغازلة المراهقين، كما أن فضائيات الغناء الشعبي التي انتشرت أخيرا في مصر ستنتهي قريبا ،فهي ظاهرة سلبية استغلت غياب الرقابة علي الفضائيات وهي خطر علي الذوق العام. بكر طالب التيارات الإسلامية في الوطن العربي أن تعيش زمننا الحالي دون مبالغة وتعصب، وأكد أنه يرحب بتدخل الإسلاميين المتوقع تصدرهم للمشهد السياسي المصري خلال الفتره المقبلة في الفن، وخصوصاً الغناء، طالما أن ذلك سيمنع العري والأصوات النشاز ويعيدنا إلي زمن الريادة الفنية، وأنه إذا كان تفكيرهم متجهاً إلي إلغاء الغناء فإن هذا مرفوض تماما. منير الوسيمي، نقيب الموسيقيين السابق يتمنى أن يظهر جيل جديد من الشعراء والملحنين والمطربين يستطيع أن يخرج ما لديه من أعمال تليق بالثورات العربية، ووجه الوسيمي تحية خاصة للفنان محمد منير، لأنه قادر على توحيد أبناء الشعب المصري بأغنياته البديعة مثل إزاى التى حققت نجاحاً كبيرا على المستوى العربي.
وأوضح المطرب أحمد سعد أن هناك ظواهر إيجابية فرضت نفسها على الساحة الغنائية العربية خلال العام الماضي وهذا ما شجعه لتقديم ألبوم غنائى يضم أغنيات الشيخ إمام وقت عرض فيلم الفاجومي لأنها تتناسب مع الفترة التى تعيشها مصر فى الوقت الراهن، ولم يكن غريبا أن يتجاوب الشباب مع هذه الأغانى لأنهم وصلوا لحالة من الوعي والنضج الثوري. مخرج الكليبات سامح عبدالعزيز أكد أن الأغانى المصورة في الفضائيات العربية ستشهد تراجعا فى عددها خلال العام المقبل، خصوصا أن تكلفتها الإنتاجية غالية وأغلب شركات الإنتاج والفضائيات لن تستطيع تحمل إنتاج كليبات باهظة الثمن، وقد كان الاتجاه السائد خلال الفترة الماضية هو تصوير أغنيات وطنية وعاطفية بسيطة فى فكرتها وميزانيتها ضئيلة. أما المطربة آمال ماهر التي حقق ألبومها نجاحا خلال عام 2011، فتؤكد أنه لولا القرصنة لحقق ألبومها أرقام مبيعات كبيرة، كما أن هناك جمهوراً لم تتقبل حالته المزاجية سماع ألبومات غنائية وهو يشاهد علي شاشات التليفزيون مظاهرات واعتصامات وقتلي وجرحي. وتمنت آمال أن يشهد العام المقبل تغيرا ملموسا في شكل الغناء المصري مع ظهور نجوم جدد يتمتعون بأصوات جيدة لأن ثورة يناير تحمس الشباب على الارتقاء بالفن المصري والتصدي للعري والابتذال.
وطالب المنتج محسن جابر، بدعم صناعة الكاسيت خلال العام المقبل لأن شركات الإنتاج الغنائي علي مستوي مصر والعالم العربي ستغلق أبوابها لو استمرت القرصنة التي تتسبب في خسائر مالية فادحة، كما أن دور الدولة المصرية لابد أن يكون مؤثرا في حماية الفن وتحديدا الإنتاج الغنائي. المطربة الجزائرية وردة قالت: إن احتكار شركات الإنتاج مثل روتانا لبعض الأصوات المميزة والتباطؤ في إنتاج ألبومات لها يؤثر سلبا علي الغناء العربي، لأن غياب النجوم الكبار يعطي فرصة للأصوات الضعيفة التي تمتلك المال للتواجد باستمرار من خلال ألبومات وكليبات متتالية. ربيع العرب فى السينما العالمية .. لا خوف بعد اليوم المهرجان الدولى للفيلم الفرانكوفون« فيف» FIFF الذى يقام فى مدينة نامور يمس قلبنا بعرضه لقضايا العالم العربى، المهرجان وقدم فى دورته ال 26 فيلمين وثائقيين بارزين عن الثورة التونسية» علمانية إن شاء الله «ولاخوف بعد اليوم. وإذا عدنا قليلا بالذاكرة للوراء فى دورته ال 25 فى عام 2010 ,فقد عرض الفيلم الراوئى التونسى العيش هنا، وهو سيناريو وإخراج محمد زران ومن إنتاج 2009الذى بدا وكأنه يمهد للربيع العربى, وقبل انقضاء العام كانت الثورة التونسية التى عرفت بثورة الياسمين قد اندلعت!! يحكى العيش هنا عن بقالة يملكها رجل يهودى يحظى بثقة السكان, وتلتقى عنده مجموعة من شخصيات مختلفة تناقش أموراً فلسفية وسياسية.ومن المعنى ندرك أن هناك من يتمسك بهويته ومن يسعى للتفرنج وبينهما من يسعى لحالة توافقية!
وفى دورة هذا العام قررت المخرجة التونسية نادية الفانى المثيرة للجدل كشف المجتمع على طريقتها, وهى طريقة الصدمة من خلال فيلمها الوثائقى علمانية إن شاء الله أو كما تكتب بالطريقة التونسية المأخوذة من الفرنسية لائكية إن شاء الله، ومن العنوان الساخر ندرك الصراع المرير بين الذين ينادون بالمرجعية الإسلامية وتعرضوا للقمع على مدار سنوات طويلة, وبين النظام العلمانى الديكتاتورى الذى من نتيجته إشعال الثورة ! والأفيش مكتوب بخطوط الجرافيتى الذى تستخدم فيه ألوان بخاخ الدهان على الجدران, تستخدم لإيصال رسائل سياسية واجتماعية, وأصبحت مرتبطة بالغضب والثورات, وتحولت لشكل من أشكال الفن الحديث .فاز الفيلم بجائزة العلمانية العالمية للجمهورية فى فرنسا, ويعتبرونه فى الغرب محملا برسالة تسامح! نشاهد الفيلم وفى أذهاننا أحكام مسبقة عن الفيلم بسبب العنوان السابق الذى تم تغييره لفجاجته وتعرضت المخرجة بسببه لمشاكل جمه مع الإسلاميين, ويتلخص الموضوع فى أنهم شعروا بأن الرئيس السابق زين العابدين بن على لم يحافظ على الخط العلمانى الذى رسمه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.
وفى الفيلم الوثائقى الثانى خلال هذا العام «لا خوف بعد اليوم» من إخراج مراد بن شيخ الذى يعمل فى إيطاليا, نشاهد نفس السيناريو المصرى فى هذا الفيلم, فكما أطلقوا على مصر وتونس توأم الثورة, فهما قادرتان على التشابه أيضا فى تفاصيل أخرى مثل أداء الثورة وصراع الإسلاميين والعلمانيين على السلطة، ويستعرض الفيلم بشكل سريع ومكثف عدة تجارب لناشطين سياسيين أثناء حكم زين العابدين بن على, ولقطات أرشيفية أيضا لإندلاع الثورة فى تونس, واللجان الشعبية التى تحرس الأحياء ليلا, والمعتصمين فى الميدان, والتساؤلات حول المستقبل, وقد حظى بعرض خاص فى مهرجان كان السينمائى الدولى أيضا فى آخر دوراته. سينما الثورة.. للخلف در حاول بعض المنتجين استثمار الثورة بإدخال بعض مشاهد الميدان، أو رفع بعض الشعارات الثورية، لكنها جاءت مقحمة ولم تستطع الدخول فى النسيج الدرامى للسيناريو مما جعل الجمهور يعزف عن مشاهدة هذه الأفلام كما حدث مع فيلم “صرخة نملة" الذى أضاف بعض مشاهد الثورة قبل عرض الفيلم بساعات قليلة، كما لم يستطع مخرج فيلم “الفاجومى" أن يستثمر هذا الحدث الجلل فى فيلم بنى أساساً على المشاعر الثورية مما جعل معظم النقاد والإعلامين يهاجمون الفيلم على مستواه الذى جاء دون المتوسط رغم أن بطل الفيلم الفنان “خالد الصاوى" هو واحد من أهم الفنانين الذين شاركوا فى الثورة، وعلى المنوال نفسه حاول الفنان محمد سعد استغلال هذه الحالة فى فيلم “تك تك بوم" الذى كتبه بنفسه، لكن الفيلم وبطله سقطا فى غيابة السطحية التى ظهر عليها السيناريو والتى جعلت الجمهور يخرج من صالات العرض قبل نهاية الفيلم، وبالتالى لم يستطع السينمائيون استغلال الثورة على الشاشة أسوة بما فعله الراحل رمسيس نجيب بعد حرب أكتوبر مباشرة، فى المقابل استطاع عدد من المخرجين الشباب أن يصوروا عدداً من الأفلام القصيرة سواء الروائية أم التسجيلية من داخل الميدان عبرت بشكل مباشر عن الثورة والأسباب التى أدت لاندلاعها.. منها على سبيل المثال فيلم “برد يناير" و “أنا والأجندة" اللذين فازا بجوائز فى مهرجان الإسكندرية ثم مهرجان بغداد لكن تبقى التجربة الأهم هى اشتراك عشرة مخرجين كبار مثل يسرى نصرالله وشريف عرفة ومروان حامد، فى إخراج فيلم “ 18 يوم" حيث أخرج كل واحد منهم فيلماً قصيراً لمدة 10 دقائق من داخل الميدان تتجمع فى كيان واحد ليحكى عن يوميات الثورة، أيضاً هناك تجربة جيدة تمثلت فى فيلم “ التحرير 2011" الطيب والشرس والسياسى الذى تناوب على إخراجه ثلاثة مخرجين هم على التوالى تامر عزت وآيتن أمين وعمرو سلامة، حيث قام كل منهم بإلقاء الضوء على جزء معين من الثورة سواء قبل أو أثناء اندلاعها، وفاز الفيلم أخيراً بجائزة من مهرجان أبوظبى السينمائي.. مصر فى عيون العالم قام مهرجان “كان" الفرنسى والذى يعد من أهم المهرجانات السينمائية فى العالم بالاحتفال بالسينما المصرية وعرض خلال دورته ال 64 عدداً من الأفلام المصرية القديمة مثل فيلم “البوسطجى" للمخرج الراحل حسين كمال، بالإضافة لعرض فيلم “18 يوم" الذى قام ببطولته عدد كبير من الفنانين الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير، وعلى نفس النهج توالت المهرجانات العالمية والعربية فى تكريم السينما المصرية بعرض عدد كبير من الأفلام المصرية سواء الروائية أو الوثائقية التى صورت من داخل الميدان أثناء الثورة. نجوم توارت من الظواهر الغريبة فى سينما 2011 أن هناك نجوما تأثرت بالقائمة السوداء التى أطلقت على المعارضين للثورة مثل الفنان “طلعت زكريا" الذى قاطع الجمهور فيلمه لدرجة أنه رفع من دور العرض بعد أقل من أسبوع على نزوله، مما سبب له حالة نفسية سيئه، فى الوقت الذى ابتعدت فيه نجوم أخرى عن الساحة الفنية خوفاً من مقاطعة الجمهور لأعمالهم مثل “تامر حسنى" الذى طرده الثوار من الميدان بعدما قال عنهم إنهم بلطجية، لذلك أجل نزول فيلم “عمر وسلمى 3" لشهر إبريل المقبل، والفنان عادل إمام لم يصور أى عمل سينمائى طوال العام فى ظاهرة لم تحدث منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، لكن خوف “إمام" من وجود اسمه على رأس القائمة السوداء كان دافعاً لابتعاده عن الساحة الفنية خلال عام 2011، ومن الفنانات التى تأثرت كثيراً لتبنيها وجهة نظر مخالفة للثورة، غادة عبدالرازق “ التى قام المخرج خالد يوسف بحذف بعض مشاهدها من فيلم “كف القمر" رغم أنها كانت على أعتاب النجومية السينمائية. كيانات جديدة من الظواهر الإيجابية للثورة على المستوى السينمائى، ظهور كيانات إنتاجية صغيرة تعتمد بشكل كبير على أهمية الموضوع والمشاركة الجماعية للفنانين المتميزين بعيداً عن الأسماء الرنانة التى تبتلع ثلثى ميزانية الفيلم، لذلك شاهدنا أعمالا بطولة الفنانين خالد أبو النجا وآسر ياسين وعمرو واكد وبسمة وجيهان فاضل وهند صبرى وخالد الصاوى وخالد النبوى، وحققت بعض الأفلام جوائز فى مهرجانات عربية وأوروبية مثل أفلام “ميكروفون، حاوى، 18 يوم، التحرير 2011، وأسماء “ وظهرت أسماء مبشرة فى عالم الإخراج مثل “عمرو سلامة وأحمد عبدالله وإبراهيم البطوط وآيتن أمين" والتى سيكون لها شأن فى المستقبل القريب، رغم حالة عدم الوضوح والخوف الذى ينتاب بعض السينمائيين وعلى رأسهم الناقد الكبير سمير فريد الذى يرى أن السينما المصرية حاليا فى حالة مخاض نظراً لظهور التيار الإسلامى واكتساحه فى الانتخابات البرلمانية الحالية، مما يضع صناع السينما فى حالة ترقب مما قد يحدث، بالإضافة للخسارة الكبيرة التى منيت بها السينما المصرية عام 2011، لذلك يرى فريد أن الرؤية الحقيقية للسينما فى العام الجديد لن تتبلور سوى بعد مرور عدة أشهر من بداية انعقاد البرلمان، بعدها سوف يقرر أصحاب رؤوس الأموال المشاركة فى صناعة السينما من عدمها، وقتها ستتحدد الموضوعات التى تناقشها الأفلام الجديدة، التى أتوقع أن يكون هناك تغيير كبير فى تناولها بعيداً عن القيم الاستهلاكية التى كانت سائدة، فى المقابل نجد أن الناقد “طارق الشناوى" متفائلا جداً بالعام الجديد سواء فى مصر أو على مستوى العالم العربي، رغم أن العام المنصرم كان شديد الصعوبة على السينما المصرية نظراً للحالة الأمنية التى أبعدت الجمهور عن دور العرض، ويضيف الشناوى، أن سبب تفاؤله هو ظهور عدد من الشركات التى تعتمد على تقديم موضوعات جادة بتكلفة قليلة بعيداً عن مشكلة أجور النجوم التى أعتقد أنه سوف تعاد صياغتها مرة أخرى، أما على مستوى العالم العربى فنجد أن المغرب تسير بخطى جيدة حيث تنتج مؤسسة السينما المغربية حوالى 15 فيلما فى العام، لكن حتى الآن تعانى السينما المغربية من مشكلة اللهجة التى تحد إلى حد ما من انتشارها بشكل كبير، فى الوقت الذى بدأت فيه السينما الأردنية فى تقديم عدد قليل من الأفلام مثل فيلم “مدن ترانزيت" الذى عرض فى مهرجان وهران، وفيلم “الجمعة الأخيرة" الذى حصل على جائزة من مهرجان دبى، أما السينما اللبنانية فأعتقد أنها سوف تقدم أفلاما جيدة خلال 2012 بعد التجارب الناجحة للأفلام اللبنانية وآخرها فيلم “هلأ لوين" ل نادين لبكى، فى المقابل نجد أن السينما فى تونس تراجعت خطوات خلال 2011 وهو ما ينطبق على السينما السورية التى لم تنتج أى أفلام خلال 2011.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.