«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعلام «الريادة».. علي هوي السلطان !
هل أصبح الشعب المصري مهيئا لقبول الوريث رئيسا ؟
نشر في صوت الأمة يوم 06 - 07 - 2009


هل أصبح الشعب المصري مهيئا لقبول الوريث رئيسا ؟
إعلام «الريادة».. علي هوي السلطان !
· فهمي هويدي: الإعلام المصري «ضابط نفسه علي هوي السلطة»
· بثينة كامل: وصول «جمال» للحكم -سيؤدي به للندم لافتقاده للمشروعية
هل أصبح الشعب المصري مهيئا لقبول الوريث جمال مبارك رئيسا لمصر.. ومامدي تأثير الحملات الإعلامية علي الناس في الشارع.. وهل تقبله المعارضة والحركات الشعبية، وهل أصبحت الحملات الإعلامية كافية لإعداد المصريين لقبول جمال مبارك رئيسا؟
تلك التساؤلات وغيرها يجيب عنها السياسيون وقادة الحركات الشعبية وقادة الاحزاب وخبراء القانون.
قال الفقيه القانوني والدستوري عصام الاسلامبولي، وطبقا لتعديلات المادة 76 من الدستور نجد أنه من شروط الترشيح أن يكون المرشح عضوا في الهيئة العليا للحزب، وأن يكون مر عام علي الأقل علي توليه منصبه، والمتابع للمؤتمرات العامة للحزب الوطني يمكنه أن يكتشف أن هناك تعديلا بسيطا جعل جمال مبارك عضوا في الهيئة العليا للحزب بالإضافة إلي عدم وجود من يستطيع الاعتراض علي ترشيح شخص جمال مبارك من داخل الحزب، ونستطيع القول أن تعديل المادة76 وضع مجموعة شروط، لم يكن ينقصها سوي فقرة واحدة تضاف إلي المادة، وهي علي أن يكون الرئيس أو المرشح جمال مبارك، وقال د.عاطف البنا - الفقيه القانوني بغض النظر عن الحديث عن اسماء بعينها فما نستطيع أن نؤكد عليه أن الحزب الوطني هو من يحدد رئيس الجمهورية المقبل وليس غيره إذن فدستوريا مصر جاهزة لاستقبال جمال بعد أن فصل ترزية القوانين مواد الدستور لصالحه، ولكن هل يكفي هذا فقط، فالإعلام له دور هام جدا في التسويق له والمتابع الجيد للإعلام الحكومي يري أنه لا يمر يوم إلا وتجد خبرا حول أنشطة مبارك الصغير وزياراته وإذا أدلي بحديث تليفزيوني تجد الصحف الحكومية تعيد نشره مرة أخري وقالت الإعلامية بثينة كامل: أنا شخصيا لا أتابع ولا أقرأ الإعلام والصحف الحكومية، وأستطيع أن أقول أن هناك كثيرين مثلي لا يتابعونها، ولكنها كما تعلم تهتم بكل ما يفعله جمال مبارك سواء في تصريحاته أو زياراته عديمة القيمة.
وأكد الكاتب الصحفي فهمي هويدي: أن الإعلام الحكومي ظابط نفسه علي هوي السلطة، ولو لاحظت جيدا مايحدث ستجد أن نسبة الاهتمام بجمال مبارك في الاعلام ترجع إلي بوصلة التوجيه ودرجة هذا التوجيه، فمثلا إذا زار جمال مبارك أي مكان وطلب من الجوقة أن يهتموا بالزيارة فتجد اهتماما مبالغا فيه، وإذا لم يطلب منهم ذلك مثلما حدث في زيارته السرية إلي واشنطن، فلا تجد أي حديث عن الزيارة بمعني أنه يمكننا القول أن الاعلام الحكومي هو اعلام تحت الطلب ولا يقصر في أي شيء يطلب منه، من قبل السلطة ولا تتوقع منهم أن يتبنوا موقفا معارضا وحتي محايدا في هذا الموضوع، وقال عبدالله السناوي - رئيس تحرير جريدة العربي - «جمال مبارك» ليست له أي صفة دستورية لحضور اجتماعات رسمية يحضرها الرئيس وكذا لا يجوز له إصدار توجيهات للحكومة، ولا أن يترأس اجتماعات الوزراء، إذن فنحن أمام وضع غير دستوري، ولكن لأن كل هذا يحدث، ولأن أكثر منه يحدث مثل اعلانه عن أمور هامه وقرارات - كما شاهدنا في اعلانه عن البرنامج النووي المصري - فقد اعطي ذلك انطباعا أنه «رئيس جمهورية مواز» وأضاف انهم ينظرون له داخل الحزب الحاكم والاعلام الحكومي باعتباره مصدر ثقل في أمور كثيرة.
الدكتور محمد المهدي استاذ الطب النفسي بجامعة الازهر وقال: التهيئة النفسية تتم منذ فترة طويلة لأن جمال يظهر بقوة في مناسبات عامة، كما أنه الشخصية الأبرز في الحزب الحاكم وفي معظم الاجتماعات المهمة وبذلك فهو يتجاوز دوره الرسمي إلي دور أكبر وهذه أمور تتم دون أي معارضة وبالتدريج وهناك العديد من بالونات الاختبار التي أطلقت لمعرفة رد فعل الناس مثل سفره إلي أمريكا وبعد ذلك يتم الكشف عن الخبر ويدور جدل حول ما إذا كان يتحدث مع الإدارة الأمريكية عن ملف التوريث، وهكذا فقد تمت عملية تهيئة نفسية تدريجية، ومنها استخدام بعض النجوم اللامعين ليظهروا في برامج تليفزيونية ويتحدثون عن حق.
***********
البداية جيل المستقبل وأمانة السياسات
الحصان و«اللجام»!
شكلت أمانة السياسات وجمعية جيل المستقبل رأسي حربة يعتمد عليهما جمال مبارك لتحقيق أحلامه في وراثة كرسي الرئاسة عن والده وقد استطاع الوريث بهما الوصول إلي مكانة كبيرة داخل الحزب الحاكم، والتسلل إلي قطاع الشباب من خلال جمعيته وبريقها الذي يعمي الأنظار، رغبة منه في الفوز بتأييدهم في حالة خوضه أي انتخابات.
الوريث تعامل مع الجمعية باعتبارها الحصان الذي يمتطيه منطلقا في قطاعات الشباب أما أمانة السياسات فتعامل معها الوريث المنتظر باعتبارها «اللجام» الذي يقود من خلاله الحزب والحكومة بل وقطاعات الدولة التنفيذية ولذلك لم يكن غريبا أن ينفذ اقتراحاً اعتبره ذهبياً بتأسيس جمعية جيل المستقبل في عام 1998 وهو نفس العام الذي أنهي فيه عمله ب«بنك أوف أمريكا» ليكون في يده كيان يسيطر به علي الشباب ويدخلهم في عباءته ليكسب تأييدهم في حال حدوث انتخابات متوقعة.. ولتحقيق هذا الهدف مارست الجمعية دورها بشكل بارع بدأ ببرامجها التي تركزت علي فكرة اكساب خريج الجامعة المهارات الأساسية للعمل، وذلك بدعم من مؤسسات عديدة مثل مايكروسوفت والكاتيل وأوراكل مروراً بإقامة المقر العملي للتدريبات في حرم جامعة القاهرة بجوار كلية دار العلوم وهو مكان له دلالته وراء ترشيحه الدكتور علي الدين هلال - أستاذ جمال - لكن الاختيار أثار الأساتذة عليه فأبدوا اعتراضهم علي وجود جمعية داخل الحرم الجامعي ولكن لأنها جمعية «ابن الرئيس» فقد ضربت باللوائح عرض الحائط، إذ يحظر ممارسة العمل العام أو الحزبي داخل الجامعات.. ولكن انتفاضة الأساتذة لم تصمد أمام نفوذ نجل الرئيس.. ونظراً لبريق الجمعية وفوائدها سرعان ما التف الشباب من خريجي الكليات المختلفة حولها فهي توفر لهم فرص التدريب التحويلي وتأهيلهم لسوق العمل وخصصت الجمعية رابطة يشترك بها خريجو الدورات التدريبية يرأسها الدكتور شريف والي ابن شقيق يوسف والي وزير الزراعة الأسبق. ولها هدف واحد هو الاجماع علي جمال مبارك وذلك من خلال لقائه بشبابها مرة كل عام حيث ينبهرون برؤية نجل الرئيس وهو يظهر «متباسطاً» دون كرافتة، وأحياناً بدون البدلة.. أما المؤتمر السنوي للجمعية فيستضيف «سدنة» جمال من الوزراء والمسئولين والإعلاميين ليدلي كل منهم بدلوه في مدح سياسات الجمعية أما أكثر ما تمارسه الجمعية خطورة فهو انشاء مكتب التوظيف الخاص بأعضاء الرابطة فقط، حيث تقتصر عروض التوظيف علي خريجي الجمعية، كل ذلك يعتمد علي المنح الخارجية وخاصة تبرعات الأمير السعودي الوليد بن طلال، أما داخليا فهناك رجال أعمال من المؤسسين للجمعية علي رأسهم جمال يليه معتز الألفي صاحب مجموعة أمريكانا ويشغل نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية.. ويمثل الأعضاء وزيري الصناعة والإسكان وجلال الزوربا رئيس اتحاد الصناعات المصرية ورئيس شركة النيل للملابس أما عبدالسلام الأنور فهو أمين صندوق الجمعية ورئيس مجلس إدارة «إتش إس بي سي» والعضو المنتدب ويشغل محمد فاروق حفيظ الأمين العام للجمعية بجانب أحمد عز عضو مجلس إدارة الجمعية.. أما رأس الحربة في الجمعية فهو الدكتور شريف والي عضو مجلس الإدارة ورئيس رابطة خريجي الجمعية، فهو دائم الحضور لجميع اجتماعات الرابطة والعضو العاشر هو هشام الشريف رئيس مجلس إدارة شركة «آي تي» أما شريف الجابري فهو الرئيس التنفيذي للرابطة وعليه يعتمد شريف والي.
أما أمانة السياسات التي استحدثها أو بالأدق تم استحداثها لجمال مبارك بالحزب الوطني فقد شكلت احدي أكبر البوابات لعبوره نحو تنفيذ «حلم العمر»، وللأهمية الكبري والوظيفة الخطيرة لهذه اللجنة كان لابد من اختيار أعضائها «علي الفرازة» وبمواصفات خاصة ليتحول رجال اللجنة إلي «أشاوس» يكلفون بمهام خاصة كلها «تخدم» علي الوريث.
واستطاع الوريث توظيف أعضاء الأمانة لخدمة وسهولة انتقال عملية التوريث وتضم اللجنة عشرة أعضاء يترأسهم النجل بجانب عضوية وزير المالية يوسف غالي وأحمد عز ووزير الاستثمار والصناعة وحسام بدراوي، ومحمد كمال ومستشار الرئيس محمد الدكروري والدكتورة عالية المهدي وحسني عبدالله.. هؤلاء الأعضاء بجانب نفوذهم المالي إلا أنهم لديهم الخبرات المتراكمة في شتي المجالات ليستطيع جمال توظيف كل منهم في مكانه المناسب.. فبجانب وجود عز في البرلمان لتوجيه الأعضاء كان محمد الدكروري لصياغة القوانين التي يريد الحزب الوطني تمريرها.. أيضا اختيار رشيد وزير الصناعة يؤكد أن جناح أي دولة قائم علي صناعتها برغم فشل هذه الاستراتيجيات إلا أن الوريث يريد معرفة كل كبيرة وصغيرة عن حجم تجارة مصر ومدي قوتها مع جيرانها من الغرب ولم يكن اختيار صديقه محمود محيي الدين بمحض الصدفه فهو يستطيع تنفيذ أجندة الوريث بكل دقة، التي بدأت بالخصخصة وستنتهي ببيع البلد.. أما الدكتورة عالية المهدي فهي خبير اقتصادي لها ثقلها يشترك معها في ذلك الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية.. وبذلك يستطيع جمال أن يتحكم في مصر بأكملها إذا أجاد استخدام سياسة السير علي الخيط الرفيع لأمانة السياسات التي تنقسم لعدة لجان اشتملت علي لجان اقتصادية وتعليمية وصناعية وصحية والمرأة والشباب ولجنة مصر والعالم - علاقات خارجية - وأخيراً لجنة الزراعة.. ويشترك في هذه اللجان صفوة المجتمع وخبراؤه الأكاديميون وبلغ عددهم 200 عضو.. في جميع اللجان.. وصفها صفوت الشريف بأنها القلب النابض للحزب الوطني وذلك بعد توليه منصب الأمين العام للحزب الوطني.. وهي احدي الأمانات المستحدثة في عملية التطوير الجديدة للحزب كما زعم صفوت الشريف.
***********
ماذا لو وصل وماذا لو أخفق؟
المصير
· وصول جمال للحكم يعني وصول «الجوقة» المحيطة به إلي مستويات أعلي في الحكم.. وفي حالة فشله سنكون أمام لحظة فارقة وحاسمة وتاريخية لأنه سيتم فتح ملفات من ساندوه
المغفلون فقط هم من يستبعدون تولي جمال مبارك الحكم في 2011 فقد دقت طبول التوريث منذ زمن بعيد واقتربت الزفة المشئومة لعرس أسود سيكون وبالا علي الجميع والذين يعلمون جيدا أن هناك حاشية محيطة بالوريث هي التي جهزت الطبخة الفاسدة، لوصول جمال مبارك إلي الحكم وهذه الشلة ستصعد إلي الحكم في ذيل الوريث في حالة نجاح ما يخطط له النظام وتتم مكافأتهم بالمقاعد الوزارية والنفوذ، هكذا تري القوي الوطنية أما في حالة فشل هذا المخطط فالمتوقع محاكمة هذه الحاشية وفتح ملفاتها الفاسدة، وقد يصل الأمر لشنقهم في الميادين العامة نظير ما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب المصري.
المهندس أحمد بهاء الدين شعبان أحد مؤسسي حركة كفاية قال: إن وصول جمال مبارك إلي الحكم يعني وصول الجوقة المحيطة به خاصة أعضاء لجنة السياسات إلي مقاعد وزارية مهمة في الدولة ومستويات أعلي في الحكم ليكون لهم تأثير في القرار السياسي والاقتصادي، ويشير بهاء الدين شعبان إلي أن هذه المجموعة خربت كل المجالات في السنوات السابقة، ومنذ بداية صعود نجم جمال مبارك ظهرت نتائج ما قامت به هذه الشلة في قضية الخصخصة التي تخلت عنها أمريكا بعد أن ثبت فشلها - وهي معقل الرأسمالية في العالم - ولكن في مصر نجد تقلص الدور الاجتماعي للحكم في دعم الطبقات الفقيرة والمطحونة، مؤكدا أن بشائر حصول جوقة جمال علي المقاعد والجوائز بدأت بالفعل بعد تعيين د. عبدالمنعم سعيد رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام والمعروف أن عبدالمنعم سعيد أحد كبار المبشرين الكبار بالتوريث والداعمين لنظام حكم مبارك وابنه أما في حالة عدم وصول جمال للحكم وعدم مقدرة الرئيس علي ممارسة مهامه لأي سبب كان، فإننا سنكون أمام لحظة فارقة وحاسمة وتاريخية لأنه سيتم فتح ملفات من ساندوا جمال مبارك وعملوا علي توريثه الحكم للحفاظ علي مصالحهم الخاصة ومكتسباتهم وهي مرحلة لن تأتي إلا بغياب مبارك الأب وفشل جمال في الوصول للحكم.
أما البدري فرغلي النائب السابق عن حزب التجمع فوصف من لا يتصور وصول جمال مبارك للحكم بالمغفلين الذين لا يريدون تصديق الواقع فكل المؤشرات تدلل علي قرب انتهاء ونجاح مخطط توريث الحكم بعد أن تم تعديل وتفصيل الدستور علي مقاس نجل الرئيس والأيام القادمة سوف تثبت أنه لا يوجد سوي سيناريو واحد بعد وصول هؤلاء للحكم وستزداد ثرواتهم ويزداد «سعارهم» في السلطة والثروة ليكون كل شيء في متناول أيديهم فهم صنيعة هذا النظام وسيمتد ولاؤهم الزائف إلي نظام حكم جمال مبارك وكل هذا سيأتي علي حساب شعب جائع ومهان ولا يملك من أمره شيئا.
أما جمال أسعد المفكر السياسي كان همه الأكبر في محاولة منع وصول جمال مبارك للحكم عن طريق زيادة ضغط الرأي العام حتي ترتبك خطة النظام الساعي لتمرير التوريث عام 2011، وإذا حدث التوريث فعليا فإن جمال سوف يأتي فاقدا للشرعية الجماهيرية، ولكن في هذه الحالة فإن كل مستنفع من وجود جمال مبارك مجهز الكرسي بتاعه وأحد المحيطين به، أكد لي أنه يريد أن يحصل علي منصب رئيس جامعة حلوان حالة مجئ جمال للحكم وهو بالمناسبة أستاذ جامعي كبير وعضو بلجنة السياسات وفي حالة عدم مجئ جمال للحكم فإن المحيطين به سوف يستميتون حتي لا يحاكموا وربما يغيرون جلدهم السياسي للمواءمة مع المرحلة الجديدة، أما د. كريمة الحفناوي عضو حركة كفاية فأكدت أن مصر في مرحلة فارقة وحاسمة تتراوح ما بين خيارين إما مبارك الأب أو مبارك الابن ولا يوجد طرح ثالث للاختيار مما دعا حركات التغيير لرفع مطالب محددة هي لا للتمديد ولا للتوريث وليس مصادفة أن النظام بدأ في تلميع أحد الأشخاص حتي يكون محللا سياسيا لجمال مبارك والذي سوف يصل بالفعل إلي الحكم عن طريق الصفقات المشبوهة التي يري النظام أنها تكفي لتمرير هذا المخطط، وكذلك حاشيته والتي سوف ينالها الكثير من الحظ الوافر ومقاعد وزارية وتفوز حالة وصوله إلي نهاية طريق التوريث أما في حالة فشل هذا المخطط وغياب الرئيس فسوف يعلق لهم الشعب المشانق. ويؤكد محمد الأشقر - ناشط سياسي - أن حاشية الوريث في حالة صعوده سيكون لها السطوة والقوة وهذا مؤكد بدليل السيطرة شبه الكاملة علي الحالة الأمنية في البلد معتمدين في ذلك علي الحاكم - الإله - وبذلك فهم قاب قوسين أو أدني من تحقيق مطالبهم لكن في حالة عدم تمكن الوريث من الرئاسة فإن الهروب خارج البلاد هو الوسيلة الممكنة لأمثال محمد كمال وأحمد عز وكل «الجوقة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.