يبدو أن الكاتبة فاطمة ناعوت، تبحث عما يمكنها من حفظ ماء الوجه بعد مقالها الصادم الذي تتشدق فيه وتتمسح باليهود، والذي أثار غضب الكثيرون لما حمله من عبارات تدعم اليهود والكيان الصهيوني الملطخ بدماء الفلسطينيين، فلم تجد إلا أن تقوم بالإعلان عن حصولها على لقب "سفيرًا لذوي الاحتياجات الخاصة" وإرسال خبر صحفي مرفق به شهادة حصولها على ذلك اللقب وعليها اسم "الأممالمتحدة للفنون، المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا". ناعوت، عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، كتبت أنه تم تكريمها ومنحها لقب سفيرة الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة من الأممالمتحدة للفنون، فما حقيقة ذلك اللقب؟ وما قيمة تلك الشهادة؟ وهل تتبع تلك المنظمة حقًا الأممالمتحدة؟ وعلى أية معايير تم اختيار الكاتبة للحصول على تلك الشهادة وذلك اللقب. ودُون على تلك الورقة "الشهادة" أنه تم اختيارها "سفيرًا لذوي الاحتياجات الخاصة، على انجازاته وإسهاماته في مجالات ذوي الاحتياجات الخاصة" في الوقت الذي يخلو فيه تاريخ ناعوت من أية دعم لذوي القدرات الخاصة اللهم مجموعة من الصور التي تقوم بنشرها عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، فهل الصور أصبحت هي المعيار الأساسي للحصول على الألقاب؟ أم أن الألقاب لم تعد ذات قيمة فأصبح من لا يملك يعطي لمن لا يستحق؟ يخلو الموقع الرسمي للأمم المتحدة من أية إشارة إلى تبعية "الأممالمتحدة للفنون، المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا" لها، في حين سبق واعترف نبيل رزق المدير الإقليمي للمنظمة بعدم تبعية المنظمة إلى الأممالمتحدة، وقال في تصريحات صحفية له إن "المنظمة مستقلة ولا تتبع الأممالمتحدة"، وأنها مجرد منظمة تحاول أن تجمع بعض فناني العالم، مؤكدا أن هذا موضح على موقعها الإلكتروني. فاطمة ناعوت
لقب "سفير" يتعرض كثيرًا للاحتيال، كغيره من الألقاب التي يمنحها الأشخاص لبعضهم البعض، أو تمنحها منظمات وهمية لأشخاص ربما لم يحفل تاريخهم سوى بعلاقات شخصية معهم، وفي السنوات الأخيرة، خرج علينا "سفراء" عدة، كغيرهم ممن أطلقوا على أنفسهم خبراء استراتيجيين، ومستشار، وحكماء المشرق والغرب والشمال والجنوب. وعانت الأممالمتحدة من الادعاء بمنح لقب السفير عليها، وسبق وأكدت الأممالمتحدة أن اختيار سفراء النوايا الحسنة للمنظمة يتم وفقًا لمعايير صارمة جدًا، مشيرة إلى أنه عندما تقرر الأممالمتحدة تعيين سفير للنوايا الحسنة فإنها تعلن ذلك دائمًا من خلال قنوات الاتصال الرسمية للأمم المتحدة (البيانات الصحفية الرسمية والمواقع الإلكترونية للأمم المتحدة، والمتحدثون باسم الأممالمتحدة). ولا يخول لأي فرد أو أي منظمة أخرى التحدث باسم الأممالمتحدة. وأوضحت الأممالمتحدة -فى بيان صدر اليوم الأربعاء عن مركزها الإعلامي بالقاهرة- أن بعض وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة تنشر من وقت لآخر أنباءً مغلوطة عن قيام الأممالمتحدة بمنح لقب "سفراء النوايا الحسنة للأمم المتحدة" أو "منح جوازات سفر وامتيازات الأممالمتحدة" لشخصيات ومشاهير فى مصر ومنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وعادة ما يتم نقل هذه الأنباء المغلوطة من قبل أفراد وأحيانًا منظمات تدعى أنها "جزء من منظومة الأممالمتحدة" أو أنها "أعضاء بالأممالمتحدة". ولفت البيان إلى أن شراكة المنظمات غير الحكومية مع إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية أو مع إدارة شئون الإعلام أو حصولها على مركز استشاري بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي لا يمنحها الحق أو التفويض للتحدث باسم الأممالمتحدة أو الادعاء بأنها "أعضاء في الأممالمتحدة"، فعضوية المنظمة تقتصر فقط على الدول ذات السيادة. ودعت الأممالمتحدة المنظمات غير الحكومية، بما فيها تلك المسجلة لدى إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية أو إدارة شئون الإعلام أو الحاصلة على مركز استشاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والتي تدعى أنها "أعضاء بالأممالمتحدة" أو تحاول التحدث أو التصرف باسم الأممالمتحدة (مثل تعيين سفراء للنوايا الحسنة أو جمع تبرعات خيرية أو لنشاطات وغيره)، أن تجتنب القيام بمثل هذه الأعمال غير الشرعية باعتبارها احتيال يعاقب عليه القانون. أمر ناعوت يذكرنا بأحد السياسيين الذين أدعوا حصولهم على لقب سفير للأمم المتحدة، فسرعان ما نفى المنظمة منحه ذلك اللقب، وذكرت في بيانها "إذ يستغرب مركز الأممالمتحدة للإعلام صدور هذا الخبر الزائف وانتشاره الواسع، فإنه يدعو كل وسائل الإعلام التي تداولت هذا الخبر إلى نشر هذا التكذيب لتجنب تضليل الرأى العام، كما ندعو وسائل الإعلام إلى التواصل مع مركزنا ومع مكاتب الأممالمتحدة الأخرى فى القاهرة للتأكد مسبقا من صحة أي خبر عن الأممالمتحدة قبل نشره".