قد ظهر للحكومة مالم يظهر لنا حتي الآن فمشكلة مصر وأقاليمها من العاصمة وحتي آخر حدودها في أسماء قراها ومدنها التي عرفت بها عبر التاريخ، فلو أننا غيرنا هذه الاسماء بصرف النظر عن أي مدلول لهذه الاسماء لكانت باقي مشاكل مصر سهلة الحل! فقط علي المصريين أن يقتنعوا، وأن يتجملوا بالصبر حتي يعتادوا الاسماء الجديدة بتكرارها عليهم كل يوم في المكاتبات والراديو والتليفزيون والتكرار يعلم «الشطار» وتحديث مصر لابد أن يبدأ بتحديث اسماء انحائها! ولاقيمة لصراخ أحد من أجل الاسماء القديمة! إذ كفانا بكاء ونواحا علي تراثنا من الاسماء ولننطلق إلي التغيير والتطوير الذي لابد أن يبدأ بتغيير الاسماء لنبدأ بعد ذلك في حل المشاكل، حتي لو كان تغيير الاسماء يخلق مشكلة! و لعلكم تتذكرون معنا- وأثقال الذاكرة تتراكم علي رؤوسنا يوما بعد يوم أن أحد المحافظين كان قد يقرر بعد فترة من توليه أعمال محافظته أن يغير اسمها- الذي ليس له معني كما رأي المحافظ من كفر الشيخ إلي اسم جديد تزهو به المحافظة التي كانت أيام بزوغ فكرة تغيير اسمها قد أصبحت تحت رحمة أزمة طاحنة في الخبز ومياه الشرب! ومع تسارع البحث عن حلول عاجلة لمشكلة شرب وخبز الناس في المحافظة كان هناك الهدف الذي لم يغب عن أذهان المبدعين لاسم جديد للمحافظة! لكن الهدف مات فجأة بالسكتة القلبية بعد شخطة فيما يبدو- نزلت من فوق تطالب المبدعين بالكف والتوقف عن ابداعهم الاسم الجديد للمحافظة!، علي وعد بعدم العودة إلي ذلك وإلا..! ولكن الإبداع في مجال تغيير الاسماء لم يتوقف!، وإذا سقط واحد من المبدعين في كفر الشيخ، فإن هناك من ينهض علي الفور حاملا الراية، وقد هدته بوصلة الإبداع إلي قرية في محافظة المنيا يعرفها أهل الصعيد ومصر كلها بقرية «دير أبو حنس» ودون أن يفكر المبدع في مدلول هذه التسمية والكنائس المنتشرة في هذه البقعة التي جعلت منها منطقة ذات تركيبة مسيحية محضة!، وكان لابد أن يغضب أهالي القرية من التغيير الإبداعي الذي سيحل علي اسم قريتهم فيجعله «وادي النعناع»! وبادرت المحافظة إلي طبع أوراق المكاتبات الإدارية بالاسم الجديد بدلا من «دير ابوحنس»! وبدأ الكلام الكبير في الظهور! المستشار القانوني لقداسة البابا قال في تصريحات لزميلنا «حسام عبدالبصير في جريدة الوفد- الأحد 21 يونيو: لقد وصلتنا معلومات مؤكدة مفادها أن السلطات تريد أن تغير من معالم قرية ابوحنس بضم مناطق حدودية مجاورة لها بحيث يحدث تغيير في بنيتها السكانية ذات التركيبة المسيحية!، ووصف مستشار قداسة البابا الأمر بأنه شديد الخطورة، داعيا الحكومة - طبقا للمنشور لئلا تفقد رشدها لكي لاتقدم علي خطوة من هذا النوع الذي يندرج تحت جرائم التطهير العرقي»! نهارنا أسود- كما نري- مع هذا الكلام الكبير!، خاصة أن المستشار القانوني نجيب جبرائيل قد رأي في ذلك الذي تفعله السلطات أنه سوف يؤدي إلي حدوث فتن لم تعهدها مصر في قبل وأن الكنيسة ستقدم بلاغا جديدا إلي رئيس الوزراء د. أحمد نظيف لكي يضغط علي الجهات المختصة لكي تعود إلي الاسم القديم للقرية «دير ابوحنس»!، ونفي المستشار القانوني مايتردد حول عزم جهات قبطية تدويل قضية «دير أبو حنس»! وياأيها الناس من المبدعين في جهات حكومتنا بكل محافظة.. توقفوا قليلا- أونهائيا- عن ابداعاتكم التي من نوع «وادي النعناع» الجاني علي «دير أبوحنس».. علشان مصر- بجد- مش ناقصة!.