«اللقا نصيب».. لبنان تجمع مصور الحرب ببطلته بعد 33 عاماً (صور)

تأتي الحروب وتنتهي، ونعتقد زوال آثارها مع مرور الوقت والتطور، ولكن لبنان وعلى مدار 33 عاماً، ظلت شاهدة على الحرب التى طالتها وشعبها، فنجد المصور ماهر عطار صاحب الصورة الشهيرة للأم التى تسير بعكازين وطفلتها فى لبنان إبان الحرب، قد ظهر بعد مرور 33 عام فى لبنان مرة أخرى مع سمر بلطاجى بطلة صورته، ولكن بعد أن تدهورت حالتها وفقدت رجلها الثانية أيضا، بحسب جريدة الجارديان.

عام 1985 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية كانت سمر بلطاجى هي الأم الوحيدة في الصورة تمسك بيد ابنتها المشوهة ، نسرين ، أثناء سيرها عبر مشهد بيروت في الحرب، فيما ظهر راديو ترانزيستور فى يدها ، وكانت تحدق مباشرة في كاميرا المصور الشاب الذى كان يغطي الاشتباكات بالقرب من مخيم صبرا شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، فيما تحولت صورته لواجهة صحيفة نيويورك تايمز فى ذلك الوقت.


في الأسبوع الماضي ، خلال ذهاب المصور إلى صالة ألعاب رياضية في حي فردان في بيروت. كانت سمر تتسول في مكان قريب. وباتت مبتورة الساقين، حيث فقدت ساقها الثانية بسبب المرض قبل 12 عاما، فيما شعر المصور وببطلة من خلال الغريزة أنهما قد ألتقيا فى وقت سابق وبدأ حديثهما حين توجه لها مبتسما فيما ردت هى "ماهر؟!".

تتذكّر سمر فترة الصورة فى 2 يونيو 1985 ، خلال هدنة نادرة لإطلاق النار بعد أيام من القتال بين الفصائل الفلسطينية والميليشيا الشيعية حركة أمل، وقالت: "حين ضبطوا ماهر وضربوه حيث كان يلتقط الصورا من نافذة السيارة وأسقط كاميرته".


كانت سمر قد فقدت ساقها الأولى بعد أن تم قصف منزلها بصاروخ والثانى فقدته جراء المرض حيث أضطرت للخروج للعمل لإعالة أطفالها الأربعة، كما حال 150.000 مدنى آخر جراء الحرب، وتحكى سمر: "توفي زوجي. فيما يعمل ابني ولكن إيجار المنزل يصل إلى 400 دولار في الشهر ، ولذلك قررت التسول للحفاظ على مبلغ الإيجار وتوفير مبلغ مناسب للإعاشة، وذلك بعد أن رفضت مؤسسات الحكومة والمؤسسات الخيرية مساعدتها، فيما تشعر بالأسف فتعلق ،أحياناً أجلس على الشرفة وأفكر وأبدأ في البكاء، ثم أعتقد أنني محظوظة لأنني على قيد الحياة وأعود إلى التحلي بالصبر".


قبل أن يفترقوا ، طُلب من سمر أن تكشف عن الأغنية التي كانت على الراديو خلال الحرب، فردت"كانت أغنية حب تدعى.. قال إيه بيسألوني ، ل وردة ، المغنية الجزائرية".