صدق المثل الصيني الذي يقول: «لاتعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد» وذلك القول ينطبق علي استيراد القمح الفاسد من الخارج، فلو أن الحكومة قد اقتطعت جزءاً من دعم القمح المستورد علي مدار السنين لأصبحت عندنا حصيلة كبيرة تقوم بزراعة مساحات شاسعة من الأراضي بها بدلا من استيراد القمح الرديء الذي تأبي الحيوانات أن تأكله وكذلك فإن الحكومة تأخذ القمح من الفلاح المصري بأرخص الاسعار «240 جنيها للاردب» في حين أن القمح المصري من أحسن الأنواع وهو طازج وغير مخزن ولاتوجد به بذور وحشائش سامة أو معادن ثقيلة تهدد صحة الإنسان المصري بالأمراض والسرطانات لأنها تشترط استلامه علي درجة نظافة ونقاوة لاتقل عن 22 قيراطا من 24 ولذلك القمح المصري يفوق القمح المستورد بمراحل عديدة ثم إن الدولة ربطت شراءه بالسعر العالمي ولنا أن نتساءل: هل يتساوي القمح الفاسد الملئ بالحشرات والسموم بالقمح المصري النظيف؟.. ولماذا عندما كانت الحكومة تشتري القمح بأثمان مرتفعة وصلت إلي 500 دولار للطن رفضت مطالبة الفلاحين بمساواتهم بالقمح المستورد؟ فالدولة دائما تكيل بمكيالين لمصلحتها فقط وليس لمصلحة الشعب والفلاح المغلوب علي أمره، ولو كان الأمر يخص رجال الأعمال لانبري كل الوزراء ورجال الدولة لتدعيمهم والوقوف بجانبهم! أم اننا أصبحنا في مناخ سياسي فاسد مثل القمح المستورد؟! فريد حليم فريد صبحي