مع بداية شهر أغسطس تبدأ معاناة الأسر المصرية، مع مافيا الدروس الخصوصية، ولا تستثي أحدا، فجميع المراحل التعليمية تقع فريسة للدروس الخصوصية، بداية من الصف الأول الإبتدائي وربما مراحل الحضانة أيضا. تقول عزة سليمان ربة منزل لدي ثلاثة أطفال أكبرهم في الصف الثاني الإعدادي، منذ أمس وبدأت الدروس الخصوصية في كل المنازل بالقرية، فلا يوجد بيت لم يدخله مدرس، وتابعت، الرياضيات، واللغة الإنجليزية أكثر المواد التي يتم فيها إعطاء الدروس الخصوصية، وبالنسبة لي فأولادي يأخذوا المادتين خصوصي وباقي المواد في مجموعات صغيرة أقرب للدرس الخصوصي، وأردفت قائلة نضطر لإعطاء الدرس الخصوصي، بسبب الإهمال في المدارس، فبعض المدرسين لايراعون ضمائرهم في الفصل حتي يلجأ الطالب إلي الدروس الخصوصية، لافتة إلي تباري المدرسين في الوصول للحد الأقصي من حصص الدروس الخصوصية، فبعضهم يتباهي بأنه ليس لدية وقت كاف لأخذ المزيد من الطلبة. فيما يؤكد عبد البصير محمد والد 4 أبناء في مراحل مختلفة منهم الأكبر في ثانوية عامة هذا العام إن الدروس الخصوصية عبء آخر علي أولياء الأمور وشر لابد منه، ويستطرد بعد أن تدني مستوي التعليم في المدارس، فلا حل أمامنا ولا خيار سوي الدروس الخصوصية، مضيفا أنه المدرس يأخذ ألف و400 جنيه في المادة الواحد، لذا أعطي ابني درس خصوصي في الفيزياء وآخر في الكيمياء، في المنزل، والباقي محموعه مكونه من 4 أو 5 طلاب حتي يخف الحمل قليلا، فلدي أبناء آخرون في مراحل تعليم مختلفة، وانا تاجر علي قدي، طيب أعمل إيه؟ أما نادرة سعيد فتقول مازال أولادي في المراحل الإبتدائية، وقد توفي زوجي وترك لي ثلاثة بنات أكبرهن في الصف السادس، وقد بدأ موسم الدروس منذ أمس، وأنا لا أستطيع أن اعطيهم الدروس إلا مع بداية العام الدراسي، لظروفي المادية، فأنا احاول توفير الزي المدرس والشنط والكراريس والأقلام والكتب الخارجية، فمن أين لي بكل ذلك وانا عامله بسيطه في أحد المحلات، وأردفت قائله انا لا اعطي اولادي درسا خصوصيا سوي في مادة الرياضيات فقط والباقي يذهبن إلي المجاميع، والتي تصل فيها المادة إلي مائه وخمسين أحيانا ومع إرتفاع الأسعار إرتفع سعار الدروس الخصوصية. فيما قال يوسف عبده وكيل الإدارة التعليمية بالحسينية سابقا أن مافيا الدروس الخصوصية ترجع إلي عاملين الأول هو جشع بعض المدرسين، ورغبة منهم في تحسين مستوي المعيشة لديهم، والثاني هو الإعتقاد السائد لدي أولياء الأمور بأن الدروس الخصوصية هي عصا موسي السحرية، التي تصب العلم صبا في الروؤس، مضيفا ان بعض الأسر متيسرة الحال تعتبر الدروس الخصوصية مظهرا من مظاهر الوجاهه والمنظرة، بل وتتباهي به، مما جعل كثيرا من المدرسين يضعون شروطهم، ويرفعون سعر الدروس إلي حد يصعب عليه السيطرة، فإن رفض ولي أمر فهناك آخر يرحب. ويشير وكيل الإدارة إلي أن الحياة الحديثة بكل متطلبانها، وتحدياتها أحيانا تدفع بعض المدرسين إلي إعطاء الدروس، ولكن ذلك ليس مبررا للجشع ومص دماء البسطاء، وهم من لا حيلة لهم، سوي الرضوخ والإنصياع لنداء الدروس، وإلا فالبديل، قائم. فيما يؤكد العديد من الأهالي قيامهم بعمل جمعيات منذ العام الماضي حتي يستطعيوا الإيفاء بالمصاريف، ويقول عادل عبد الباسط، إتخدت قراري بعدم إعطاء إبني في الصف الثاني الإبتدائي دروسا خصوصية، حتي أتبين ماسوف يكون عليه، فوجدته لا يفقه شيئا، ونظرا لإنشغالي بعملي كمهندس، وعمل زوجتي، فلا نستطيع متابعته، ووجدت أنه يتدني في مستواه التعليمي شيئا فشيئا، بالإضافة ان بعض المدرسين يقومون ، بتهميش الطلاب الذين لا يأخذون دروسا لديهم، بل ويصل الأمر إلي حد اعتبارهم هم والتخته واحد.