هى نصف المجتمع وهى التى تربى وتؤدب النصف الآخر، لذا قيل: وإذا النساء نشئن فى أمية / رضع الرجال جهالة وخمولا. فمكانة المرأة لا تخفى على أحد، وقد كانت الحضارة المصرية القديمة هى الحضارة الوحيدة التى خوّلت للمرأة مركزا شرعيا تعترف به الدولة والأمة، وتنال به حقوقا تشبه حقوق الرجل فى الأسرة والمجتمع، حتى أن الأسرة الحاكمة تحتفظ بالعرش أيا كان الوريث ذكرا أو أنثى، وحتى فى شئون الحرب وتدبير أمر الدولة، فإن من تصدى للهكسوس وجمع شتات المصريين كانت الملكة إياح حتب التى حملت على عاتقها مسئولية تحرير الأمة بعد مقتل زوجها، فقد اضطلعت بتلك المهام الخطيرة وقادت الأمة للنصر وتحرير الأرض فى الوقت الذى كانت تنظر فيه باقى الحضارات للمرأة على أنها مجرد متاع ومتعة ومصنع لحفظ النسل. وقد كان مصدر سمو المرأة فى الحضارة المصرية القديمة مرجعه للهداية الإلهية قبل أن يهتدى إليها الذين فرضت عليهم.
وفى القرآن الكريم بُنيت حقوق المرأة على أعدل أساس ينصف صاحب الحق، فالحديث عن المساواة المطلقة مع اختلاف الجنسين واختلاف وظيفة كل منهما بحكم الفطرة هو محض عبث، أما الأساس القويم، فهو المساواة بين الحقوق والواجبات فى ظل عدالة اجتماعية وتكافؤ للفرص يجعل المساواة فى الفرصة هو سبيل الإنصاف، فأقر القرآن الكريم أن المرأة مثل الرجل وعليها مثل ما عليه «ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف» البقرة 228 وأقر للمرأة كما للرجل استحقاق جزاء العمل «أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى» آل عمران 195 وأقر الحق فى الكسب من السعى للمرأة كما للرجل «للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن» النساء 32 فأولى بالمطالبات بحقوق المرأة فى الرجولة المدعاة أن يطالبن بحق المرأة الذى لا ينازعها فيه أحد وهو حق الأمومة والأنوثة حتى يستقيم أمر الأسرة والمجتمع.