بالمصادفة فوجئت بمن يطلب مني جواز سفري استعداداً لرحلة سفر أمتدت لعشرة أيام في جمهورية اذربيجان، وضمن وفد رسمي لم يزد عن ثمانية لتفقد وزيارة العديد من الأماكن السياحية والأثرية والاستثمارية وبمجرد الوصول إلي مطار «علييف» بالعاصمة باكو بعد رحلة طيران ما بين القاهرة وأسطنبول حتي الهبوط والتي استمرت ما يقرب من الخمس ساعات ونصف الساعة، لم أشعر بالغربة وكأنني داخل صالة الوصول بمطار القاهرة الدولي وتقدمت إلي ضابطة الجوازات وتسلمت جواز سفري بابتسامة مشرقة ولم يستغرق وقوفي أمامها سوي «دقيقتين» فقط سألتني عن اسمي ودون أي تفاصيل أخري ولم تأمر باستدعاء أحد الضباط ليفتش حقائبي أو يوجه لي الأسئلة والاستفسارات عن سبب مجيئ إلي «باكو» عاصمة الرياح كما يطلقون عليها.. وبعدها طلبت «التاكسي» فقابلني السائق بابتسامة محببة ومرحباً بقدوم مواطن مصري إلي بلاده .. وأثناء تفقدي وسيري في الشوارع والميادين كانت النظافة مطلقة ولم أسمع كلاكس مزعج صادر من سارينة «سيارة» ثم وجدت بساطة التعامل ولم ألحظ أي دورية راكبة أو ثابتة إلا نادراً،.. ثم رأيت الجمال الطاغي علي الطبيعة وكثافة الأشجار والمتنزهات بطول شاطئ بحر قزوين الذي يشهد ثورة تعميرية لإنشاءات استثمارية سياحية.. ناهيك عن أن للمحلات مواعيد حيث يبدأ العمل بها من الساعة 9 صباحاً حتي الحادية عشرة ليلاً وبعدها يكون الغلق التام وبدون تذمر أو احتجاج لأن قانون التعامل هو السيد علي الجميع .. الكل يعرف حدوده والتعامل بأدب «جم» ثم أنني لم أجد متسولاً أو شحاذاً يقول حسنة لله يا محسنين ولم أجد مريضاً يتسكع في الشوارع طالباً النقود لشراء «كيس دم» ، الجميع يتسابق للخدمة ولم أجد أحزاباً هامشية أو ورقية يترأسها مجموعة من الأرزقية ومن لاوزن لهم سياسياً لأننا في مصر أبتلينا بنماذج تهوي المنظرة وإطلاق التصريحات وهناك من يمارس النصب العلني ويرتكب الجرائم وينتحل صفة الطبيب أو المستشار، ولكن ماذا نقول عن المسئول الذي سمح بتواجد هذه العينات التي تمارس عملها الحزبي أو قل الحزني !