رفعوا شعار «يا نعيش عيشة فل».. قيادات «النقل» يهدمون المعبد على الوزير

يبدو أن قيادات الهيئات التابعة لوزارة النقل، وبعد فشلها في إيقاف نزيف الخسائر في تلك الهيئات، اختارت أسلوب «يا نعيش عيشة فل يا نموت احنا الكل»، لإغراق الجميع بدلا من أن يغرق أحدهم وحيداً، فتظاهروا بالجرأة على الحديث عن الخسائر التي لا شك أنهم شركاء في تحقيقها؛ وذلك بعد توجيه وزير النقل الحالي الدكتور هشام عرفات، لهم العديد من الانتقادات حول سوء الإدارة وضعف الإيرادات.
السكك الحديدية
في مجال السكك الحديدية، كان آخر الاعترافات، ما أدلى به المهندس مدحت شوشة رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر في بيان رسمي بتكرار حوادث القطارات وتكرار تأخرها، مقرا بأن السكك الحديدية عانت من الإهمال خلال السنوات الماضية، وكان التركيز على تشغيل القطارات دون الاهتمام بالبنية التحتية، والتي تحتاج إلى استثمارات كبيرة، ما أثر سلبا على حالة الخطوط والسكك الحديدية، وينتج عنها حوادث بسبب سقوط العجل من على القضبان في بعض الأحيان- على حد قول شوشة.
مترو الأنفاق
وفي مترو الأنفاق، في مارس الماضي، اعترفت قيادات المترو باستمرار نزيف الخسائر، فجاء رد المهندس علي الفضالي رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق على شكاوى العاملين من عدم توافر بعض قطع الغيار اللازمة للصيانة، وانخفاض مستوى الرعاية الصحية المقدمة للعاملين بأن ذلك بسبب الأزمة المالية التي تمر بها الشركة.
كما صرح أحمد عبد الهادي المتحدث باسم شركة مترو الأنفاق، في مارس الماضي، أن شركات الكهرباء والمياه، خاطبت شركة المترو بسرعة دفع الفواتير المتأخرة، والتى تقدر ب260 مليون جنيه فواتير كهرباء متأخرة ومبلغ 40 مليون جنيه فواتير مياه متأخرة بإجمالى 300 مليون جنيه.
وحذرت الشركتان بفصل الكهرباء وقطع المياه بالمحطات فى حالة عدم سداد هذه المستحقات واتخاذ الإجراءات القانونية ضد شركة المترو بسبب عدم حصولها على مستحقاتها منذ 18 شهرا.
كما صرح أيضا في ذات الوقت بأن شركة تيسن كروب العالمية، المتخصصة في صيانة السلالم المتحركة والمصاعد الكهربائية بشركة مترو الأنفاق، رفضت توقيع العقد الجديد بعد الترسية عليها، واعتذرت عن البدء بالعقد الجديد قبل استلام المبالغ المتأخرة من العقد السابق، لافتا إلى أنه بسبب رفض الشركة التوقيع عن العقد الجديد، وغياب الصيانة عن السلالم المتحركة والمصاعد الكهربائية بالخطين الأول والثاني بمترو الأنفاق تسبب في تعطل عدد من المصاعد.
يذكر أن الرئيس السيسي قد لفت الانتباه إلى ما حققه المرفق من خسائر عام 2015، بلغت نحو 150 مليون جنيه، وذلك خلال كلمته في الندوة التثقيفية التاسعة عشرة للقوات المسلحة، في 16 أغسطس 2015.
الطرق والكباري
أما في مجال الطرق والكباري، وخلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، محور روض الفرج في 15 ديسمبر 2016، ذكر الدكتور جلال السعيد، وزير النقل السابق، أن تكلفة إنشاء طريق شبرا بنها الحر 2.5 مليار جنيه، وهو المبلغ الذي طلب الرئيس مراجعته والتدقيق فيه من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وكان السعيد برر المبالغة في تقدير المبلغ المرصود للمشروع، بوجود حالات نزع ملكية للأراضي اللازمة للإنشاء، يتم دفع التعويضات لأصحابها.
في حين المذكرة الإيضاحية الصادرة عن وزارة النقل، خلال تولي المهندس هاني ضاحي للوزارة، بشأن قرار رئيس مجلس الوزراء، في حكومة المهندس إبراهيم محلب، برقم 1907 لسنة 2014، باعتبار مشروع إنشاء طريق شبرا / بنها الحر، من أعمال المنفعة العامة، إلى جانب التدقيق في المبالغ التقديرية لإنشاء الطريق الدائري الإقليمي في الجزء من مدينة بلبيس حتى طريق القاهرة الأسكندرية الصحراوي، حيث كان قد أعلن جلال السعيد وزير النقل السابق أنه يتكلف ما يتعدى 8 مليارات جنيه، ولم يتم الافتتاح بعد، وهو ما اعتبره الرئيس رقما مبالغ فيه.

اقرأ أيضا:
رحلة تطوير ترام الرمل بالإسكندرية.. بين وزيرين والوكالة أيهما أصدق؟
مفاجأة.. وزارة النقل وهيئة الطرق والكباري تختلفان في تقدير تكلفة تطوير الطريق الدولي الساحلي
وزير النقل يكشف مفاجأة بشأن تطوير مزلقانات السكة الحديد