فتحت واقعة طرد عدد كبير من شباب الإخوان، من منازلهم بالسودان، الحديث حول علاقة الجماعة وعواجيزها، بالشباب، خاصة أن هذه الواقعة ليست الأولى، فقط سبقها وقائع عديدة من بينها إلقاء متعلقات شباب الإخوان بالسودان من المنازل، والتهديد بالطرد والترحيل، فيما كشف خبير في شئون الحركات الإسلامية، سر دور بنوك جنوب إفريقيا التي كانت الإخوان تحول الأموال عليها قبيل إرسالها لشباب الجماعة بالخرطوم، فيما قطعت الجماعة إرسال تلك الأموال خلال الفترة الأخيرة. التفاصيل التي ذكرتها قيادات إخوانية عبر صفحات «فيس بوك»، و«تويتر» حول واقعة الطرد الأخيرة، لم تشمل كل الوقائع، فما تم الإعلان عنه لا يمثل سوى 10% من الحقيقة، فالأعداد التي أعلنت عنها الإخوان مثلت عشرة من الشباب أو يزيدون قليل، ولكن الحقيقة أن عمليات الطرد تخطت ال 400 شاب من شباب الإخوان، من جبهتي محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، ومحمد كمال، عضو مكتب إرشاد الجماعة الذي أعلنت وزارة الداخلية مقتله. وفقًا لمصادر مقربة من جماعة الإخوان، قالت ل«صوت الأمة» إن الواقعة بدأت منذ 4 شهور، عندما أصدر محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، قرارًا داخليًا بمنع وصول أموال التنظيم إلى شباب الإخوان في السودان، الذين عقدوا انتخابات داخلية بالخرطوم، واختاروا قيادات جديدة لهم بدلاً من الجبهة التي تحكم جماعة الإخوان، الآن والمتمثلة في محمود عزت. المصادر، أكدت أن شباب الجماعة بالسودان، تمرد على هذا القرار ونظم وقفة بأحد الساحات بالخرطوم، للاعتراض على قرارات محمود حسين، وأعلنوا التمرد عليه، وكذلك التمرد على قرارات محمد الحلوجي، مسئول الإخوان في السودان، بل وصلت الأزمة إلى درجة حدوث مشاجرات حادة بين شباب الإخوان المؤيد لجبهة محمود عزت، والمؤيد لجبهة محمد كمال، داخل المنزل الواحد، وقاموا بإتلاف متعلقات بعضهم. قبل طرد شباب الإخوان ب 10 أيام، خرج هيثم أبو خليل، أحد مقدمي البرامج بقنوات الجماعة في تركيا، ليهدد عواجيز الإخوان بنشر اختلاساتهم المالية في العلن، حال أقدموا على طرد شباب الإخوان من السودان، وأكد أن سرقة أموال الإخوان تصل للملايين، ولكن لم تصغي له القيادات، وأقدمت على طرد هؤلاء الشباب. المصادر أكدت، أن قيادات اللجماعة بالسودان، خاطبوا عدد من المسئولين بالخرطوم بترحيل هؤلاء الشباب من السودان، سواء إلى ماليزيا، أو إلى تركيا، أو طردهم بشكل كامل من الأراضى السودانية، دون توفير ملجأ لهم. من جانبه قال أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن الدكتور محمود عزت اصدر تعليماته بوقف الدعم المادي والإقامة لعدد كبير من شباب الاخًوان الهاربين من مصر بعد ثورة 30 يونيو، ويرجع سبب انقلاب محمود عزت هو ان هؤلاء الشباب تابعين لجبهة محمد كمال مسؤول العمليات المسلحة في مصر، وان هؤلاء الشباب وافقوا علي التقيمات والمراجعات التي قامت بها مجموعة محمد كمال في مصر، والتي دفعت أمين عام التنظيم الدولي لجماعة الاخًوان الملياردير ابراهيم منير أن يطلب من الدكتور محمود حسين أمين عام مكتب الارشاد السابق ان يرفع يده وان يتم إيقاف اي اتصالات بين مجموعة السودان ومجموعة تركيا. وأضاف ل«صوت الأمة» أن هذا الأمرا دفع محمود عزت ان يصدر قرارا داخليا بالإطاحة بهذه المجموعة، والسبب انهم يستعدون للتحرك في آطار المراجعات والتقيمات من خلال مؤتمر كان سوف بعقد في الخرطوم من خلال احد قيادات الاخًوان المقيمين في القاهرة والذي انشق عن الجماعة ايام نظام الرئيس السابق مبارك، حيث أشار محمود عزت ان هذا القيادي يلعب دور لتفتيت الجماعة ويطالب العناصر الخارجية لعمل مراجعات والخروج علي الجماعة وإعلان التوبة - فكان رد القائم بأعمال المرشد الدكتور محمود عزت الأسرع بالتخلي عنهم وإبلاغ السلطات السودانية عنهم. وتابع أن القيادات الإخوانية كانت ترسل أموال يصل إحصائها 5 مليون دولار شهريا، كانت تصل عن طريق حسابات التنظيم الخاصة في بنوك جنوب أفريقيا بعد أن يقوم الدكتور محمود حسين بمراجعة القوائم المالية وإرسالها للدكتور محمود عزت. وأشار عطا، إلى أن محمود عزت أعطى أوامر لأحد بنوك أفريقا بوقف التحويلات على خلفية واقعة شهيرة وهي المراسلات بين مجموعة السودان وقيادي اخواني منشق علي الجماعة وهو الذي يتبني عملية تفكيك التنظيم بالخارج - وقد حصل محمود عزت علي هذه المراسلات التي اعتبراها ثورة واختراق للتنظيم - وخاصة أن القيادي له مواقف حادة مع محمود عزت ومهدي عاكف. من جانبه وصف جمال المنشاوي، الباحث الإسلامي، هذه الخطوة بأنها ديكتاتورية الإخوان، حيث أن الجماعه تتبع الديكتاتورية في إدارتها لأمورها الداخلية ولا تقبل النقد أو الرأي الأخر وإن ادعت خلاف ذلك وإن طالبت المخالفين لها بالسماع لها، فتطالب الآخرين بما لم تفعله ولم تمارسه عبر تاريخها. وتابع المنشاوي: عارضت مجموعة أيام الشيخ حسن البنا رحمه الله فتم فصلهم وكونوا شباب محمد وانفصل نائب رئيس الجماعة أحمد السكري واعترض الشيخ الغزالي والباقوري والبهي الخولي قديما فتم فصلهم واعترض أبو الفتوح والزعفراني وخالد داود وكمال الهلباوي ومحمد حبيب وغيرهم فتم إبعادهم ومحاربتهم وتشويههم، فهذه سياسة قديمة جديدة لا تقبل المعارضة ونهايتها التنكيل بالمخالف وإن كان على نفس الفكر. وواصل حديثه عن سياسات الإخوان قائلا: المجموعة المطروده تعارض محمود عزت وإبراهيم منير وتحسب علي تيار محمد كمال الداعي للمواجهة ويرفض المصالحة، وقيادة الجماعة الرئيسية محمود عزت وإبراهيم منير تريد التهدئة والعوده لوضعها أيام مبارك فتغازل النظام المصري. وقال المنشاوي: التداعيات القادمة خطيرة ومتسارعه وبدات باستقاله وجدي غنيم وتهديد القرضاوي بالانسحاب، وكذلك سينفرط عقد التحالف مع بقية التيارات المعارضه للنظام، لكن مجموعة عزت ومنير ستفصل هؤلاء وستسيطر علي الأمر لانها تملك الأموال التي تسيطر بها علي الجميع.