أدت الأحداث المتلاحقة التي تمر بها جماعة الإخوان المسلمين والصراعات العنيفة التي جرت بين جبهتي "محمود عزت" و"كماليون" إلى بحث الشباب عن مخرج جديد يغنيهم عن الجماعة الأم ويوفر لهم كيانًا خاصًا بهم بعد انتخاباتهم التي أجروها مؤخرًا، لكن ظلت العقبة الوحيدة أمامهم هي الدعم المالي. وتسببت قضية طرد الشباب من مساكنهم بالخرطوم، وما لحقها من تصريح لحسين عبد القادر، المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين باتهامه للشباب المتواجدين في السودان بالمسئولية عن انفجار إرهابي في الخرطوم، في تنامي الاحتقان بين الجبهتين. وبينما الوضع كذلك كشفت قيادات إخوانية، عن إعداد شباب الجماعة رؤية جديدة، بمفردهم بعيدًا عن القيادات التاريخية للتنظيم، المتمثلة في محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، وإبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي للجماعة. وكشف محمد الصافي، أحد شباب الجماعة، أن الشباب بدأوا في إرسال الرؤية الجديدة للإخوان، إلى المكاتب الإدارية بالمحافظات، مشيرًا في تصريح له، إلى أنه سيرسل الرؤية الجديد لجميع الشباب. وفقًا لمصادر مقربة من الجماعة، فإن الرؤية الجديدة تتضمن عدم الاعتراف بالقيادة الحالية للتنظيم، وضرورة إجراء انتخابات داخلية شاملة للجماعة، تشمل مكتب الإرشاد، بالإضافة إلى عمل كشف حساب بالأخطاء التي وقعت فيها الجماعة خلال الفترة الماضية. من جانبه، قال محمد العقيد، عضو مجلس شورى الإخوان في تركيا، إن الرؤية الجديدة التي أعدها الشباب تجهز مؤسسات متخصصة للقيادات المتواجدة في الخارج، وكذلك حلول لأزمة طرد شباب الإخوان في السودان. وقال خالد الزعفراني، الباحث في شأن الإسلام السياسي، إن هناك نوعًا من التخبط في الجبهتين واتهامات متبادلة بعنف بينهما، كما أن المهاترات في تزايد مستمر هذه الأيام من الجانب الثوري بسبب التضييق عليهم من قبل جبهة عزت. ورجح الزعفراني أن يكون هذا الخلاف الشديد بين أبناء الجماعة بسبب التحرر من تنظيم الإخوان الذي يعطي المناصب ويمنح الأموال ولم يعد موجودًا الآن. أما سامح عيد، الباحث في شأن الإسلام السياسي، فاستبعد أن ينجح تيار الشباب في الانفصال عن الجماعة الأم، مشيرًا إلى أن "التنظيم" لا يقبل الانفصال والتجارب كلها عبر التاريخ تؤكد ذلك. وأوضح عيد في تصريح خاص ل"المصريون"، أن كل المجموعات التي انفصلت عن الإخوان مثل "مجموعة محمد، وضد التكفير، وإخوان بلا عنف" تشققت ثم انهارت في النهاية، ومن بقى منها مثل "الوسط ومصر القوية" بسبب ما طرحوه من أفكار جديدة، مشيرًا إلى أن هذه المجموعات تتبنى العنف وستتفكك في النهاية.