أثار تصريح حسين عبدالقادر، المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين غضب الشباب الذين وصفوه بالكارثي، بعدما اتهم شباب جبهة "كماليون" المتواجدين الآن في السودان بالمسئولية عن انفجار إرهابي في الخرطوم، على خلفية الضجة التي أثاروها بعد طردهم من مساكنهم بالخرطوم، وطالبوه بالاستقالة وهو ما تم بالفعل. ففي إطار تبرير "عبدالقادر" لطرد عدد من منسوبى الجماعة من مساكن الإيواء بالخرطوم مؤخرًا، أقر بارتباط عدد من الإخوان المصريين بانفجار شقة اركويت 12 فبراير 2017. وأضاف في حوار مع إحدى القنوات الفضائية للإخوان، أن انفجار شقة اركويت، حيث كان يتدرب بعض المصريين وغيرهم على تصنيع المتفجرات، تورط فيه عدد من غير (المنضبطين!) ، بمن فيهم عضو مجلس شعب عن الإخوان، مؤكدًا أن الانفجار سبب لهم حرجًا مع السلطات السودانية، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة ضده باعتباره يفتري على شباب الإخوان ويتهمهم باتهامات تدين الجماعة ككل بالتورط في الإرهاب، خاصة بعد أن تناقل التصريح عدد من المواقع السودانية . وسريعًا جاء الرد من الشباب، فوصف عز الدين دويدار، عضو جماعة الإخوان المحسوب على الجبهة الشبابية، تصريحات "عبدالقادر" بأنها كارثية واتهام بالباطل، متخوفًا من أن يأخذ السودان اتهاماته على محمل الجد . وأضاف دويدار موجهًا سؤاله ل"عبدالقادر": "قولولنا الآن.. شبابنا في السودان هيستفيد إيه من اعتذاره عن تصريحاته؟! هل سيستقيل؟ أبدًا.. فقد ألبسه الله رداء ما كان ليخلعه . لكن خيبت الجماعة ظنه بقبولها لاستقالة "عبدالقادر" الذي أعلن استقالته اليوم، من منصبه، في أول استقالة من قيادات جبهة القيادات التاريخية منذ الإطاحة بحكم الجماعة . أما السيد سليمان، أحد نشطاء الإخوان فوصف ما فعله، المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة بالخيانة من أوسع الأبواب، وبمثابة "تسلم الأهالي"- على حد قوله- مطالبًا باستقالة "عبدالقادر" ومحاسبته على تصريحاته التي تشق الصف وتزيد الخلاف بين أبناء الجماعة . من جهته، أشاد الدكتور محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة" - الذراع السياسية لجماعة الإخوان، والمحسوب على جبهة د. محمود عزت- باستقالة المتحدث "حسين عبدالقادر"، مكتفي بقوله "خيرًا فعل". وأضاف سودان في تصريح خاص ل"المصريون" أن الموضوع به ملابسات كثيرة، ولابد من التواصل مع جميع الأطراف لكشف الحقيقة، رافضًا الخوض في مزيد من التفاصيل . وفي هذا الشأن قال خالد الزعفراني، الخبير في شأن الإسلام السياسي، إن هناك نوعًا من التخبط في الجبهتين واتهامات متبادلة بعنف بينهما، وصلت بأن تشي جبهة الحمائم على محمد كمال، قائد الجبهة الشبابية بحسب ما أثير وقتها، ووشاية الشباب على محمد عبدالرحمن المرسي رمضان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين لتسليمه للأمن . وأكد الزعفراني في تصريح خاص ل"المصريون" أن الإخوان تعد الآن في أضعف حالتهم التنظيمية، مشيرًا إلى أن المهاترات ستزيد أكثر خلال الأيام المقبلة من الجانب الثوري . ورجح الزعفراني أن يكون هذا الخلاف الشديد بين أبناء الجماعة؛ بسبب التحرر من تنظيم الإخوان الذي يعطي المناصب ويمنح الأموال ولم يعد موجودًا الآن .