أزمة إخوانية جديدة طلت برأسها اليوم لتزاحم عشرات المشكلات التي تعاني منها الجماعة منذ فترة، تتعلق هذه المرة بطرد مجموعة من شباب الإخوان الموجودين حاليًا بالسودان خارج مساكنهم ليفترشوا الشوارع هناك على خلفية الانقسامات الحاصلة بين جبهتي الإخوان التاريخية لمحمود عزت، والشبابية "الكماليون". وتعود تفاصيل الواقعة عندما بث الشباب اليوم، فيديو وصورًا وهم في السودان مطرودين وجالسين في الشارع، وقال مؤمن المصري أحد شباب الإخوان، إن سبب طرد شباب الجماعة بسبب الخلاف الداخلي بين القيادات والشباب، موضحًا في تعليق له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "كل المطاردين والفارين للسودان وهم بالآلاف ليس لهم علاقة بسكنات الإخوان من قريب أو من بعيد، حتى أنه لا يوجد تواصل أصلا -(عنصرية في التعامل)- فكك من شغل كلنا واحد وإيد واحدة والميدان يجمعنا واللحمة والأخوة والشعارات دي". وتابع المصري تحت هاشتاج "طردوا_المطاريد" الذي دشنوه لرواية الحقيقة: "المئات من الشباب المطاردين والفارين للسودان حاولوا توثيق أنفسهم حتى ينضموا لسكنات الإخوان لتوفير ثمن المسكن المرتفع الذي يصل إلى 5000 و6000 في الشهر ولكن المسئولين عن السكنات واجهوهم بالرفض لأنهم غير منتمين للجماعة أو معندهمش واسطة من داخل الجماعة علشان التوثيق يتقبل وفضلوا في الشارع و مازالوا والقليل منهم من أستطاع توفير مسكن مناسب"، حسب قوله . ويتهم الشباب قيادات الجبهة التاريخية وتحديدًا المهندس محمد فريد ومحمد الحلوجي، وهما المسئولان عن التنظيم فى السودان . وفي أول رد فعل للدكتور محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان والمحسوب على جبهة الدكتور محمود عزت، أكد أنهم سيحققون في الواقعة وأن الأمر الآن قيد التحقيق مع الإخوة في السودان باعتبارهم مسئولين عن حل هذه الإشكالية . وأضاف سودان، في تصريح خاص ل"المصريون"، أن الموضوع به ملابسات كثيرة، ولا بد من التواصل مع جميع الأطراف لكشف الحقيقة، رافضا الخوض في مزيد من التفاصيل قبل ظهور نتائج التحقيق . وافقه الرأي أيمن صادق، أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين المتواجد بالخارج، الذي قال إنه تواصل مع إخوة ممن يثق بهم في السودان ومن كلا الطرفين وخلص إلى عدة أمور أن الطرفين مخطئان في أجزاء ومصيبان في أخرى، ليس هناك طرف برِيء تمامًا . وأضاف صادق ل"المصريون"، أن من الأفضل للجميع عدم الخوض في تفاصيل المشكلة طالما لسنا طرفًا فيها أو طرفًا للحل، موضحا أن المشكلة بها الكثير من التفصيلات الغائبة وكلا الطرفين يخفى جزءًا منها متعمدًا أو غير متعمد لأسباب تخص كل منهما، والمنتشر على مواقع التواصل هى أجزاء من الحقيقة تروى من وجهة نظر صاحبها ولا تمثل الصورة كاملة، مختتمًا أن إصدار أحكام على هؤلاء أو هؤلاء بناء على ما سبق هو عين الظلم للحقيقة . جدير بالذكر أن القضية ليست جديدة بل أثارها بعض شباب الإخوان منذ قرابة العام تحديدًا، وبالأخص عز الدين دويدار، أحد المحسوبين على الجبهة الشبابية، ومحمد جلال، فقال الأول إن الشباب في السودان يعانون من الفساد وتقرب من وصفهم ب"المنافقين والمطبلاتية" لجبهة عزت، ومعاقبة أى معارض لهم، وهم يستخدمون الأموال لإغراء المعارضين عن التراجع، مقابل التوسع على المؤيدين بالعطايا من أموال التنظيم، ويهددونهم أيضا بسحب الجوازات من الشباب، وتخزينهم فى الشقق بالشهور والسنين بحجة الوصاية عليهم. أما الثاني "جلال" القيادي بالجبهة السلفية، فقال إن الشباب الإخواني في السودان يعاني الأمرين هناك، من ذل واستعباد وتضييق في الرأي وتكميم للأفواه، مضيفًا: "السودان صارت جحيمًا على الشباب هناك".