دموع حارقة تذرفها عيون تملأها الحيرة، ونظرات الخوف، من فقدان أعز الولد، على أعتاب مرض لا يرحم، وفقر لا يذهب.. هذا هو حال «أم محمد»، التي تشاهد مكتوفة الأيدي، أنياب المرض، وهي تنهش في جسدي حفيديها «يوسف وجنات»، اللذين تزداد حالتهما سوءا كل يوم؛ تحت وطأة عدم قدرة الأول على الحركة منذ ولادته، ومعاناة الثانية من مياه على المخ.
تقول الجدة: «نجلي محمد رقيق الحال، سافر للعمل في الخارج، إلا أن أصيب في حادث سيارة، فعاد بعد 4 شهور، لينفق كل ما جمعه على 6 عمليات جراحية أجراها لنجله يوسف، الذي يبلغ من العمر الآن 8 سنوات؛ حتى يستطيع أن يتحرك، ولم يبق له سوى عملية سابعة، لكنها باهظة الثمن، ولم نعد قادرين على تكاليفها». وأضافت: «في الوقت ذاته تعاني حفيدتي الأخرى، جنات، ذات ال6 سنوات، شقيقة يوسف، من مياه على المخ لتركيب صمام، لكننا أيضا لا نملك التكاليف، وصرت عاجزة أمامهما، في ظل عدم قدرة أبوهما على العمل، أُقتل يوميا ألف مرة، كلما نظرت إليهم جميعا». وتابعت: «الأمور تزداد سوءا كل يوم، فجنات بدأت المياه تنزل على عينيها، حتى أصبحت عاجزة، وبحاجة إلى عملية إضافية في مستشفى الرمد لحل مشكلة العيون، كما أن لديها كيس مياه على العمود الفقري». وأضافت الجدة: «نعيش جميعا في غرفتين من معاش والدي وأنا مريضة بالسكر والضغط، وأصيبت بجلطة منذ 15 يوما، ورفضت المستشفيات علاجي». وناشدت الجدة الدولة التدخل لعلاج حفيديها قائلة: «مش عايزة حد يعالجني أنا، لكن يعالجوا الأطفال دول، لأنهم الأحق بالحياة».