تداول عدد من المغردين منذ أمس الثلاثاء، هاشتاجًا بعنوان #لماذا_المرأة_السعودية_مستهدفة، وذلك في إطار ما شهدته الساحة «التويترية» بالأوساط السعودية بشكل خاص، من جدل حول الحملة التي أطلقتها قناة «ام بي سي» السعودية، بعنوان #كوني_حرة، تزامنًا مع تفعيل هاشتاج #انا_سعودية_اعتقوني_من_العبودية. واختلفت ردود الأفعال حول الهاشتاج المتساءل عن أسباب استهداف المرأة السعودية، ما بين أنها مميزة ومُصانة بحكم تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في حقها، وبين نظرية المؤامرة وأن هناك استهداف للداخل السعودي؛ لأنه بفساد المرأة تفسد المجتمعات، وبين أن الأمر مُصادفة وليس هناك استهداف أو غيره. وبدأت الحملة الأكثر جدلًا، #كوني_حرة بنهاية مارس الماضي، عندما أعلنت عنها قناة «ام بي سي 4»، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قالت: «حلقي برقتك خارج سجون الظلام والعبودية، وأنثري من عطفك وحنانك، على تلك الصحاري التي غطت أوطاننا.. تمردي، كوني حرة، بلا حدود، ولتعلمي أن حدود حريتك هو التوازن الطبيعي، الذي أعطاه لك الله!.. كوني حرة.. فأنتي لم تُخلقي لتكوني تابع أو ظل». وعلى الفور بدأ المغردون من السعوديين المُشاركة على الهاشتاج منتقدين بشكل حازم تلك الحملة، وما يرونه بها من حث على مخالفة تعليم الدين الإسلامي وتقاليد وأعراف المجتمعات العربية والشرقية. ولازالت الأزمة مستمرة، على الرغم من استجابة القناة لما لاقته من اعتراض على الحملة السابقة الذكر، واصدارها لبيان اعتذار، الإثنين الماضي، مؤكدة أنها ستتخذ اجراءات عقابية ضد المسؤولين عن تلك التغريدات التي وصفتها بال«مسيئة»، عبر الهاشتاج السابق ذكره. وأوضحت القناة السعودية، أنها أجرت تحقيقًا حول ذلك الأمر، والذي تبين منه أن أحد العاملين بها في قسم ال«سوشيال ميديا»، ابتكر من تلقاء نفسه ذلك الأمر، وأنه لم يكن مخطط له في سياق الحملة التي بدأتها قبل عدة أشهر. كما أشار البيان أن إدارة القناة حذفت عدد من التغريدات؛ تلك التي أثارت الرأي العام السعودي. وأضاف البيان، أن خطأ موظف «السوشيال ميديا» أدى إلى انحراف الحملة عن هدفها الحقيقي؛ ألا وهو تمكين المرأة العربية، نتيجة ما قام به أيضًا بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ب - فبركة وتزوير بعض المقاطع - بهدف إثارة الجدل حول الحملة. العديد من النشطاء والشيوخ السعوديين أعربوا عبر حساباتهم الرسمية على «تويتر» رفضهم لما جاء به بيان الإعتذار، والذي وصفه الكثير منهم ب«البيان التبريري»، كما دعا آخرون إلى مقاطعة القناة. أيضًا الأمير السعودي، عبدالعزيز بن فهد، تبرأ من القناة، ووجه تهديدًا لها عبر حسبه الرسمي على«تويتر» بأنه سيُدمرها، ومالكها، مُتهمًا إياها بنشر الفساد في المجتمع السعودي. وقال: «أنذر القائم بذلك كان من كان، إن لم يسحب فورًا هذه الدعوة ويعتذرون بندم، وكل شئ فيها خارج، إني أقسم بالله أدمره.. كل شئ ولا هذا الإفتراء، وهذا الفساد في الدين لا نرضى به». ولذلك ربط البعض بين هذا التهديد وبيان اعتذار القناة، حيث حديث البعض عن امتلاك الأمير السعودي لأسهم بالقناة تُمكنه من إغلاقها فعليًا، الأمر الذي أكدت مصادر سعودية لبوابة «صوت الأمة» أنه غير حقيقي، وأنه لا تأثير للأمير عبدالعزيز على القناة لهذا الحد، وأن صاحب القناة خاله وليد بن إبراهيم بن عبد العزيز آل إبراهيم. وأشارت تقارير إعلامية سابقة أن حوالي 50% من أرباح مجموعة شبكة «ام بي سي» تعود إلى أصغر أبناء الملك فهد بن عبدالعزيز، الأمير عبدالعزيز، والذي يتدخل فيما تحمله المجموعة من أفكار، والتي عرفت منذ بدايتها في عام 1991، بأنها مختلفة في مضمونها الإعلامي، عن القنوات السعودية التابعة للحكومة، وتحمل فكرًا غربيًا منفتحًا إلى حد ما عن المتعارف عليه بالداخل السعودي. الجدير بالإشارة إلى أنها لم تكن المرة الأولى التي يتبرأ فيها الأمير السعودي، من قناة فضائية له صلة بها بأي شكل من الأشكال، ففي يوليو من عام 2014، تبرأ من قناة «وصال»، والتي كثيرًا ما أثارت الجدل، بما تطرحه من مضامين دينية، توصف بأنها بعيدة عن السنة النبوية، قائلًا: «وجب التنويه أننا نبرأ إلى الله من قناة الوصال واتجهاتها الحالية، ونتمنى أن يعودوا لمنهج السلف الصحيح والسنة الحقة»، مؤكدًا أنه توقف عن دعمها بعد أن افتتحها في آواخر عام 2011، وأن دعمها يأتي من جهات لا يعلم عنها شئ. ولكن يبدو أن الأصوات المُقاومة للتغيرات التي تطرأ على الداخل السعودي في إطار رؤية المملكة 2030، التي أعلن عن ملامحها رسميًا ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان؛ استغلت تغريدات الأمير السعودي، مُحاولة استقطابه إلى صفهم، الأمر الذي يراه بعض السعوديين إحدى أساليب المُحرضين بالسعودية، والذين يعملون مؤخرًا على محاولات إثارة الفتنة داخل المملكة؛ لإعاقة مسيرة رؤيتها الجديدة. يُذكر أن الأزمة مستمرة عبر «تويتر» وأن هناك مطالبات لوزارة الثقافة والإعلام السعودية لإتخاذ إجراء قوي تجاه «ام بي سي»، ولو حتى بإغلاق مكاتبها بداخل المملكة العربية السعودية، ولكن لم يصدر بعد أي تصريح رسمي حيال تلك الإشكالية.