وسط حالة البطالة التي يعاني منها الشباب التي بلغت 12.7%، بحسب إحصائية الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، ومع الارتفاع الجنوني للأسعار، والذي ضرب أغلب السلع الأساسية، اتجه البعض إلى تدشين ما أسموه «ملتقى توظيف الشباب» في عدد من المحافظات. ففي مطلع شهر يناير من العام الجاري 2017، نظّم اللواء كمال الدالي، محافظ الجيزة، «ملتقى توظيف الشباب» وزعم توفير 3 آلاف و500 فرصة عمل لشباب الجيزة، بالاشتراك مع 35 شركة خاصة، العاملة في مجالات الملابس والمواد الغذائية والأمن والبلاستيك والأعلاف والتسويق إلكتروني، بالإضافة إلى مشاركة الصندوق الاجتماعي للتنمية، وأكد المحافظ أنه تحدث مع ممثلي بعض الشركات للتأكد من توفير فرص عمل لجميع الشباب الحاصلين على مؤهلات عليا أو متوسطة أو بدون مؤهل، كما أكدت الشركات وجود فرص عمل بالمصانع بالفعل لغير حاملي المؤهلات، وعلى الرغم من الزخم الإعلامي الذي صاحب الملتقى، وتوافد أعداد الشباب الحالمين بتوفير فرص عمل، إلا أنه لم يتم الإعلان عما أسفر عنه الملتقى من توفيره لفرص العمل.
ويحظى الإعلان عن ملتقيات التوظيف باهتمام بالغ من جانب الشباب الراغب في الحصول على عمل، إلا أن تلك الملتقيات تكون في حقيقتها نوعًا من التلاعب بأحلام الشباب، ففي إحدى المرات، فقد أعلن الدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، عن تدشين ملتقى توظيف شباب بالمحافظة، إلا أن الشباب اكتشفوا أن هذا الملتقى هو ملتقى تسويقي وليس توظيفيًّا، كما أعلن من قبل، حيث فوجئ الحضور من الشباب الباحث عن فرصة عمل حقيقية في المحافظة، بأن هذا الملتقى ليس إلا كذبة كبيرة ولا توجد أي شركة من الشركات المشاركة تطلب موظفين سوى شركة واحدة وهي شركة أمن، وباقي الشركات ما هي إلا شركات تسويق وتدريب، ما أصاب شباب المحافظة بالحزن الشديد والغضب، واعتذر المحافظ بعد ذلك، ووعد بفتح تحقيق مع المسؤولين عن هذا الملتقى.
وتشهد أغلب ملتقيات التوظيف فضائح؛ أشهرها ما حدث من حالات إغماء وإصابات بين المتقدمين من الشباب وشهد الملتقى التوظيفي الذي أقيم باستاد كفر الشيخ الرياضي، زحاما شديدا أمام الأبواب الرئيسية للاستاد، مما أدى ذلك إلى نشوب مشاجرات بين المتقدمين؛ بسبب التدافع أثناء الدخول.
ونفس الشيء حدث أثناء افتتاح محمد سعفان، وزير القوى العاملة، لملتقى توظيف الشباب بمكتبة مصر العامة في الأقصر، حيث أدى تدافع الشباب لتقديم أوراقهم للشركات في الملتقى إلى وقوع حالات إغماء بين الشباب والفتيات.
وكذلك ما حدث في الملتقى الثاني الذي نظمته محافظة الجيزة لتوفير 20 ألف فرصة عمل، فعلى الرغم من تأكيد المحافظة مشاركة 152 شركة في الملتقى من أكبر شركات المحافظة، إلا أنه لم يحضر سوى 53 شركة فقط، وكذلك غاب الشباب عن المشهد؛ بسبب تأكدهم مما سيحدث.
وكان آخرها إعلان النائب عبد الهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، عن ملتقى لتوظيف الشباب، لتوفير 5 آلاف فرصة عمل بمحافظة الغربية، بحضور 30 شركة في جميع المجالات، تحت رعاية اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، والذي لم يشهد أي إقبال من جانب الشباب الذين تعلموا الدرس.
وإلى الآن تم تدشين أكثر من 10 ملتقيات توظيفية للشباب على مستوى محافظاتالقاهرةوالجيزة والإسكندرية وكفر الشيخ والمنوفية والمنيا والأقصر، لتوفير حوالي مليون فرصة عمل للشباب، أغلبها في شركات الحراسات الأمنية وغيرها من الأعمال الإدارية البسيطة ذات المرتبات الضئيلة، والأمن الإداري في الفنادق والسفارات والشركات الكبري، وسائقين ومندوبى مبيعات وخدمة عملاء والمطاعم العالمية وشركات الملابس والصيدليات ومزارع دواجن وأغذية، كما أنها وظائف ليست حرفية تستطيع تأهيل الشباب للعمل داخل المصانع لإنقاذ الاقتصاد المنهار.
