جولات هنا، ومصالحات هناك، ومحاولات لرأب الصدع بين المنشقين، وتشويه لصورة النظام المصري في الخارج، هذا هو ملخص المهام الجديدة لعائلة «الحداد» الإخوانية، العائلة التي بدت كأنها قد تسلمت ملف العلاقات الخارجية للإخوان، أصبحت تبذل قصارى جهدها لتشويه صورة مصر في الخارج. مدحت الحداد مدير مكتب الجماعة في الخارج والذى سافر لبريطانيا من أيام من أجل حل الأزمة التي وقعت بين قيادات الإخوان وأعضاء ولاية كردفان السودانية الذين هددوا بالانسحاب من الجماعة ووقف التمويل المادى، وبالفعل نجح الحداد الذي يقيم في «تركيا»في إحتواء الأزمة.
الحداد الذي يتخذ من «تركيا»مقرا دائما له، أثار علامات استفهام حول مدى علاقته بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعد أن نشرت له خلال الشهور القليلة الماضية صورة تجمعه بالرئيس التركى، في أول سابقة لظهور قيادى إخوانى مصرى مع أردوغان منذ سقوط الجماعة في مصر.
لم يكن مدحت الحداد المتحرك الوحيد في العائلة نحو العلاقات الخارجية، فقد خرج علينا نجل شقيقه جهاد عصام الحداد الناطق الرسمى باسم جماعة الإخوان ليسرب مقالا إلى صحيفة «نيويورك تايمز الأمريكية» من داخل محبسه بالقاهرة، والذى حمل عنوان «أنا عضو بجماعة الإخوان.. أنا لست إرهابيًا» " ودعا فيه المسئولين بالولاياتالمتحدة إلى عدم التعامل مع الإخوان كجماعة إرهابية.
عائلة «الحداد» الإخوانية مازالت تمثل اللغز الأكبر داخل الوسط السياسى، بسبب تشعب علاقاتها الخارجية، خاصة علاقة «جهاد الحداد» بوزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق هلارى كلينتون، والمرشحة السابقة على منصب رئيس الولاياتالمتحدة، والتى دفعت الإدارة الأمريكية السابقة للإعتراض على إعتقاله، أيضا علاقة العائلة بالرجل الاقوى داخل الجماعة المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين كانت سببا رئيسيا في تقوية شوكة العائلة داخل الجماعة.
بينما يعد عصام الحداد الرجل الأخطر داخل الأسرة، والمختفى دون أن يعرف أحد مكأنه، والذى كان يشغل عضوية مكتب الإرشاد بجانب رئاسته للجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، كما كان مسئولا عن ملف إخوان البوسنة والهرسك، بجانب عمله مستشارا للرئيس الشيشانى السابق «على عزت بيجوفيتش».
وتولى جهاد الحداد مسئولية العمل على الأرض التحركات التي قامت بها الجماعة عقب عزل «محمد مرسي»، قبل أن يتم القبض عليه، وهو المسئول الأول عن الحملة الإعلامية للرئيس المعزول بالخارج سواء قبل ترشحه أوبعد فوزه، «جهاد» كان قد عمل لمدة خمس سنوات في مؤسسة ويليام جيفرسون -وهي مؤسسة غير ربحية أسسها بيل كلينتون بالقاهرة -، وكان "جهاد" بالإضافة إلى تولى مهام تجهيز مكتب المؤسسة وتقديم أوراق تسجيلها الرسمى في مصر، قد عمل مديرا لها في الفترة من أغسطس 2007 إلى أن قدم استقالته من المؤسسة، للعمل بجوار الرئيس المعزول محمد مرسى. فيما يشرف «عبدالله عصام الحداد» على المقر السرى والمكتب الصحفى للإخوان بلندن، يدير الحملات الدعائية ضد النظام في مصر، ويقوم الاتفاق مع محامين بريطانيين لتنسيق رفع القضايا ضد الحكومة المصرية.
كما يعد وليد الحداد أحد أبرز القيادات الشبابية لحزب الحرية والعدالة وأحد المتحدثين باسمه خلال ألفترة الماضية، وهو متحرك بشكل جيد بين شباب الجماعة. ووفقا لتقارير أمنية سبق نشرها فإنه قبل عزل "مرسى" كان هناك اتجاه قوى داخل تنظيم الإخوان لفصل «حلايب وشلاتين» عن مصر، ، وأن قيادات إخوانية حصلت على أموال مقابل تسهيل التنازل عنهما للسودان، وطبقا للتقرير فأن عصام الحداد التقى بمسئولين دبلوماسيين سودانيين وممثل الدعوة الإسلامية السودانية «على بركة»في أسوان، ووعدهم بإنهاء الأمر سريعًا، واعترف ضمنيًا بأن «حلايب وشلاتين»سودانية.
وتمتلك عائلة «الحداد»إمبراطورية إقتصادية بدأت عبر إنشاء الشركة العربية للتجارة والمقأولات، وفجأة تنامت الشركة، وتوسعت في مجال الاستثمار العقارى، ودخلت في شراكات أخرى بعد تدفق الأموال عليها من كل صوب وحدب، ومارست مخالفات كثيرة، لكنها بشكل أو بآخر أصبحت قوة إقتصادية لايستهان بها داخل الجماعة