ياسادة الكعبة وضيوفها لها ولهم «رب» يحميها و«قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».. يبدو أن هناك أمرا مدبرا ومستترا فيما يتعلق برحلات العمرة والحج فيما سبق وتم الإعلان عنه من ضوابط لأن هناك شركات سياحية وصفت النظام الجديد بالحج بأنه غير مقبول ومجحف وبدعوي أن غرفة شركات السياحة تضامنت مع وزارة السياحة لتحطيم العديد من الشركات للمصالح الخاصة في ظل تدهور الأحوال بسبب الأزمة المالية الحالية ومنح الضوابط 18 تأشيرة لشركة السياحة من الفئة «أ» ثم يتم طرح 180 تأشيرة للبيع ويتم سداد ثمنها ثم بعد تجميع الجوازات تحدد الوزارة نسبة أقل من 180 تأشيرة! كان ذلك مضمون استغاثة وصلت لي عن طريق الفاكس الذي تساءل مضمونه عن: لصالح من هذا الذي يحدث في السياحة الدينية لأن هناك من يعمل لمصالحه وطالب الفاكس بتوجيه النداء لوزير السياحة لتعديل ضوابط الحج! خصوصا أن المعايير ركزت علي خبرة الشركات الفعلية في تنظيم الحج والعمرة في السنوات الخمس الماضية وبعد تعميم المنشور الصادر عن غرفة الشركات السياحية، وردا علي ذلك أعلن وكيل أول وزارة السياحة أسامة العشري أن هدف «الوزارة» السعي لتخفيض الأسعار لبرامج الحج السياحي وبما يتلاءم مع الوضع الاقتصادي للبسطاء الراغبين في أداء الفريضة، بل هو خطوة للقضاء علي نظام الحصص في توزيع التأشيرات والمتهم في التسبب في ارتفاع أسعار البرامج السياحية والتي وصلت إلي أرقام مبالغ فيها هذا من ناحية لأنه في سباق الاعتراض شن الأستاذ سعيد عبدالخالق رئيس تحرير «الوفد» هجوما حادا علي «ناصر تركي» نائب رئيس غرفة شركات السياحة لاعتراضه علي التصريحات التي أدلي بها الدكتور «حاتم الجبلي» وزير الصحة بدراسة تأجيل العمرة والحج بسبب وباء أنفلونزا «الخنازير» ووصف الاعتراض بأنه غير مسئول ودخل علي الخط أيضا الزميل «سليمان جودة» مستنجداً بفضيلة المفتي الدكتور «علي جمعة» وسطر في عموده «خط أحمر» بالمصري اليوم وتحت عنوان «في عرضك يافضيلة المفتي» ومن جملة ما قال «في مواسم الحج والعمرة» العادية فإن الحاج والمعتمر والتي لا أنفلونزا طيور ولا خنازير ولا حتي خيول فيها فإن الحاج والمعتمر يعود وقد تحطمت عظامه بسبب الأنفلونزا العادية ويظل في فراشه أياما حتي ينجو منها فما بالنا إذا كان المعتمر والحاج يختلط بالملايين الذين جاءوا من كل اتجاه ومن دول فيها اصابات مؤكدة بالمرض! فالدكتور «الجبلي» يحذر منذ وقت مبكر من الذهاب إلي الأراضي المقدسة ويستشعر الحرج البالغ وهو يردد مثل هذا المعني يوما بعد يوم لأنه يحس في أعماقه ومعه حق طبعا أن هذا ليس دوره بقدر ما هو دور رجال الدين المستنيرين خصوصا أن مستشار شيخ الأزهر قال إنه يجوز تأجيل الذهاب في مثل هذه الظروف التي يمر بها العالم وأيضا سبق وأعلن هشام الناظر سفير السعودية بالقاهرة أن بلاده لم تقرر تأجيل أو إلغاء رحلات الحج والعمرة وأن الدكتور «الجبلي» إذا كان يطالب بذلك فهو موضوع يخصه وحده!! كلام السفير السعودي منطقي وواضح وصريح لثقة هشام الناظر في الإجراءات الوقائية السعودية فطوال السنوات الماضية لم يحدث وباء في المملكة حتي مع انتشار الكوليرا في بعض الدول تماما كما سبق وانتشرت حالة «التخويف» والرعب من مرض «الايدز» وأقول إنه لا يعقل أن يصدر قرار بإلغاء رحلات العمرة والحج وأسأل هل سبق ومنذ ظهور الإسلام أن تم منع رحلات العمرة والحج طوال أكثر من 1400 عام!! وهل توجد محاولات لوقف شعيرة إسلامية ومن الشعائر الرئيسية التي قررها الدين الإسلامي الحنيف.. ياسادة الكعبة وضيوفها لها ولهم «رب» يحميها و«قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».. ولا تقلقوا من المخاوف والمحاذير لأن المبالغات والاعتراضات تؤدي إلي التخوفات ولا داعي للترهيبات وعلي الله يتوكل المتوكلون.. ثم إن المملكة العربية السعودية أرض الإسلام الأولي لا توجد ولا تتم تربية «الخنازير» علي أرضها لأضرار وجودها والتي حرم الدين الإسلامي تناولها وأكلها.. وإن كانت هناك مطالبة بأن يكون هناك «افتاء» في جواز منع العمرة والحج ومطالبة المفتي بأن يقول فتواه ويتكلم بصدق وصراحة فالمرجو أن لا تكون هناك «مناحة» غير مقبولة لأن هناك من يتطلع إلي الذهاب لأداء العمرة أو لتأدية فريضة الحج.. إذا من يطالبون بالمنع عليهم أن يطالبوا أيضا بالغاء صلوات الجماعة وصلاة الجمعة مادام المفتي اسمه الدكتور علي جمعة! ولا تنسوا أن للبيت ربا يحميه عندما حاول «ابرهة» هدم الكعبة فأرسل الله طيرا أبابيل ورمت الكافرين بحجارة من سجيل.. والمرجو أن لا يكتب أحد كلام «التهويل»! حمدي