أعربت دولة الكويت عن قلقها العميق تجاه الأثار السلبية التي تخلفها النزاعات المسلحة على الأطفال وما يشهده العالم من أزمات واضطرابات. وذكرت وكالة الانباء الكويتية " كونا " أن ذلك جاء في كلمة القاها مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأممالمتحدة في نيويورك السفير منصور عياد العتيبي في جلسة مجلس الأمن حول "الأطفال والنزاع المسلح". وقال السفير العتيبي ان الكويت تعرب عن قلقها تجاه تجنيد واستغلال الأطفال والاختطاف الجماعي والعنف الجنسي ضدهم وقتلهم وتشويههم والهجمات على المناطق المأهولة التي ترتكب من قبل دول وجماعات مسلحة مختلفة. وأضاف انه ينبغي على المجتمع الدولي أن يستجيب للتهديدات ضد السلم والأمن مع الامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. وتطرق إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني الأعزل وأطفاله مؤكدا ان انتهاكات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني وأطفاله واضحة على مدى عقود من الزمن. وذكر أن إسرائيل تستمر في ارتكاب جرائمها ضد الشعب الفلسطيني بما في ذلك الأطفال الذين تحملوا انتهاكات قاسية لم تقتصر على مجرد القتل والاعتقال والاستجواب والتعذيب بل أيضا تدمير مرافقهم التعليمية والصحية والترفيهية وغيرها. وأوضح أن الأثر المدمر للقيود التي تفرضها إسرائيل على حركة الفلسطينيين من خلال نقاط التفتيش وجدار الفصل العنصري وحصارها المستمر لقطاع غزة قد أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والعزلة واليأس والحرمان التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيين بمعدلات تنذر بالخطر. ودعا السفير العتيبي مجلس الأمن لتحمل مسئوليته والتصدي لهذه الانتهاكات المتكررة لضمان العدل والحماية للأطفال الفلسطينيين الضعفاء وبما يوفر لهم الأمل بأن حقوقهم المشروعة في مستقبل حر وخال من الظلم والعنف سوف تتحقق. وأشار في هذا الصدد إلى اعلان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال الدورة ال 27 للقمة العربية التي عقدت في نواكشوط - موريتانيا الشهر الماضي عن عزم دولة الكويت استضافة مؤتمر دولي حول معاناة الطفل الفلسطيني لتسليط الضوء على ممارسات إسرائيل وانتهاكاته للاتفاقيات والأعراف الدولية. وفيما يتعلق بالأزمة في اليمن قال إن الكويت ترحب بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بإزالة اسم قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن من القائمة المرفقة بتقريره السنوي حول الأطفال والنزاع المسلح. واعرب عن دعم دولة الكويت وهي عضو في التحالف للدور المحوري والمهم الذي يقوم به التحالف لإعادة الشرعية في اليمن ودوره في حماية المدنيين والأطفال هناك مؤكدا أن التحالف ملتزم بأعلى مبادئ ومعايير القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وجدد دعوة التحالف لفريق أممي للقيام بزيارة لمقر التحالف في الرياض واطلاعه على كافة التدابير المتخذة لحماية المدنيين والأطفال. وأضاف ان دولة الكويت تؤكد دعمها لإعادة الأمن والاستقرار لليمن وشعبه الشقيق بما يصون سيادته ووحدة أراضيه وانها ملتزمة تماما بالعملية السياسية اليمنية وتعمل على إنجاحها وفق قرارات مجلس الأمن لا سيما القرار 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. وقال انه لا يخفى على الجميع أن الكويت تستضيف ومنذ شهر أبريل 2016 مشاورات السلام اليمنية تحت رعاية الأممالمتحدة وان الكويت تأمل أن تتوصل الأطراف اليمنية إلى السلام الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى هذا البلد العربي العزيز لنقله إلى مرحلة جديدة نحو التنمية وإعادة البناء والإعمار. واعرب عن القلق الشديد فيما يتعلق بالوضع في سوريا الذي قال انه في تدهور مستمر مشيرا إلى أن عدد ضحايا النزاع تجاوز 250 ألف من بينهم ما يقارب 20 ألف طفل. و قال انه على الرغم من الجهود الدولية لتخفيف معاناة الشعب السوري والذي كان لدولة الكويت شرف استضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين ومشاركة في رئاسة المؤتمر الرابع لدعم الوضع الإنساني في سوريا التي استضافتها العاصمة البريطانية لندن في فبراير من هذا العام إلا أن ما أكده تقرير الأمين العام عن الأطفال والنزاع المسلح بشأن الغارات الجوية والهجمات العشوائية على المناطق السكنية والمباني من الأسباب الرئيسية الكامنة وراء قتل الأطفال وتشويههم. وطالب العتيبي مجلس الأمن الخروج بحل ينهي هذه الأزمة ويوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لا سيما ما يعانيه الأطفال هناك. وأكد أن الحروب والنزاعات المسلحة تؤثر على المجتمعات بأكملها من رجال ونساء وشيوخ وأطفال على حد سواء فإن الأطفال يظلون الأكثر ضعفا والأكثر حاجة إلى حمايتنا لذا يجب أن لا نخذلهم فهم أمل المستقبل