صرح المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي سعد الحديثي بأنه رغم الظروف المالية، إلا أن الجهود الحكومية ساهمت في إنقاذ نحو 70 ألف نازح من الفلوجة والمناطق المحيطة بها وتأمين مراكز الايواء لهم، بعد أكثر من عامين تحت سيطرة وظلم تنظيم «داعش» الإرهابي وكانوا عرضة للقتل والتنكيل يوميا. وقال المتحدث، في الإيجاز الصحفي اليوم الأربعاء، إن العراق لجميع ابنائه ولا بديل لهم عن التعايش السلمي من خلال التصدي للإرهاب ونبذ الطائفية، مؤكدا التزام الحكومة بتعهدها بتحرير كامل الاراضي العراقية. وأضاف: إن الحكومة العراقية تولي ملف النازحين اهتماما كبيرا من خلال رصد الاموال المتاحة في ظل الازمة المالية فضلا عن تعبئة جهود وتحشيد امكانات مختلف الوزارات لايصال الاحتياجات الايوائية والغذائية والصحية وتوفير الخدمات الرئيسة لهم برغم تعدد اماكن الايواء وتباعدها وانتشارها في العديد من المحافظات والمناطق داخل المحافظة الواحدة، وبرغم وجود عمليات عسكرية تجري على مقربة من اماكن الايواء المخصصة للنازحين خصوصا بالنسبة لنازحي الفلوجة. ولفت إلى ان أعداد النازحين في تصاعد مستمر وتحدث موجات جديدة للنزوح عند البدء بعمليات تحرير المدن من قبضة الارهاب، حيث تتولى القوات الامنية نقل النازحين الى مراكز الايواء وتجنيبهم مخاطر العمليات العسكرية والارهابية وفرز المدنيين واهالي المدن المحررة الابرياء عن العناصر الارهابية بسرعة من خلال اجراءات التدقيق والتحقق التي تقوم بها الجهات الامنية والاستخبارية استنادا الى قاعدة بيانات ومعلومات تمتلكها بهذا الصدد وبمشاركة شرطة المحافظة وفروع الاجهزة الامنية. وأشار الى ان الحكومة تستعد للتعامل مع موجات النزوح الجديدة التي يمكن ان تحدث في محافظة نينوى بعد ان باشرت القوات العراقية عمليات التحرير فيها، داعيا الحكومات المحلية التي تعاني من موجات النزوح الكبيرة الى تحمّل مسؤولياتها بشكل كامل والقيام بالواجبات الوظيفية والقانونية المناطة بها والايفاء بالتزاماتها الوطنية والاخلاقية تجاه النازحين. ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية المعنية الى دور اكثر فاعلية لدعم جهود الحكومة العراقية في التعاطي مع ازمة النازحين وان يكون هنالك دعم دولي للعراق يتناسب مع حجم الازمة ويأخذ بنظر الاعتبار دور العراق وتضحياته في مواجهة الارهاب الذي يهدد العراق ومختلف دول العالم. وشدد على استمرار الحكومة في جهودها في مكافحة الفساد المالي والإداري والمضي في إصلاح مؤسسات الدولة، وإعادة هيكلة الاقتصاد العراقي وإقامته على أسس سليمة.. وقال: ان رئيس الوزراء حيدر العبادي قام بتغيير عدد من المفتشين العموميين في وزارات ومؤسسات الدولة تعزيزا لمبدأ النزاهة والرقابة والحفاظ على المال العام وتنفيذ برنامج الاصلاحات الذي اقره مجلس النواب. واستغراب معارضة بعض الجهات السياسية للاجراءات الاصلاحية بادعاءات باطلة تدعي "نبذ المحاصصة" الحزبية لكنهم في نفس الوقت يصرون على التمسك بها وهو مايظهر تناقض مواقفهم بشان تنفيذ الاصلاحات. يذكر أن الوكالات الإنسانية الدولية قدرت النازحين من قضاء الفلوجة بحوالي 14 ألف أسرة نحو 84 ألف شخص غادروا المدينة ومحيطها منذ بدء عملية تحريرها بواسطة القوات المسلحة العراقية في 23 مايو الماضي، وأشار شركاء مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى أن قرابة عشرة آلاف عائلة فرت على مدى ثلاثة أيام خلال الفترة من 16 إلى 18 يونيو بعد تحرير مركز مدينة الفلوجة ورفع العلم العراقي على المجمع الحكومي، مما تسبب في حالة ضغط كبيرة على مخيمات عامرية الفلوجة والحبانية الخالدية فاقت القدرة على استيعاب مزيد من النازحين لاسيما في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة التي تلامس 50 درجة مئوية.