· «واحد من الناس» يكشف العشوائيات الحقيقية التي يتشدق المزايدون علي مصر بأنها غير موجودة انطلقت نيران الهجوم علي المخرج الكبير خالد يوسف بعد فيلمه «حين ميسرة» الذي تم عرضه العام قبل الماضي - ووصل الهجوم وقتها لدرجة جعلت الدكتور عبد الصبور شاهين يطالب النائب العام بإصدار قرار لوقف عرض الفيلم بينما وصف آخرون الفيلم بأنه يسيء لسمعة وكرامة مصر، لأن أحداث الفيلم صادمة وسوداوية وما ظهر به من عشوائيات أمر مبالغ فيه من قبل المخرج وربما يكون غير موجود بالمرة في مصر! والحقيقة أن خالد يوسف تحمل وقتها كل السهام التي انطلقت نحو إبداعه ودافع قدر استطاعته عن أفكاره ولكنه من خلال نظرة قاصرة لبعض مدعي الثقافة والمعرفة بالفن ظل متهما ولم تظهر براءته إلا الأسبوع الماضي فقط من خلال برنامج «واحد من الناس» الذي يقدمه المذيع اللامع عمرو الليثي علي قناة دريم! الذي خصص الفقرة الأولي من البرنامج للعشوائيات في منطقة رملة بولاق وحاور خلالها عمرو عدة حالات من سكان المنطقة، منها رجل ينام هو وزوجته وأولاده بجوار «حمار»، وأسرة تعيش بالكامل في حجرة واحدة من الخشب القديم والصاج ويقضون حاجتهم في براميل وصفائح معدنية لأنه لا يوجد في هذه المنطقة «دورة مياه» واحدة، سيدة عجوز فقدت بصرها قالت لعمرو إنها تأخذ معاش خمسين جنيها من الضمان الاجتماعي وبنص كلماتها تقول بتلقائية «أنا إذا فطرت ماتغداش وإذا اتغديت ماتعشاش يعني عايشة علي طجة واحدة ياولدي » كما ظهرت علي الشاشة بعض الأسر التي تبحث عن الخبز في القمامة لتأكله ورغم أن الإعلام المصري كان يتسابق في هذا اليوم علي إذاعة أحداث محاكمة محمد عيساوي قاتل هبة ونادين والحكم بإعدامه إلا أن هذه الحلقة حظيت بنسبة مشاهدة عالية حتي اختتم عمرو الليثي فقرته قائلا : الناس اللي شفناهم علي بعد أمتار من النيل - ياحكومة نظيف.. ياحكومة القرية الذكية ياريت المسئولين يخلوا عندهم شوية دم.. وبعد ساعات وبعد الاتصال بعمرو الليثي لاتأكد أن ما رأيناه في برنامجه موجود في مصر جاءت اجابته صادمة لأنه أكد أن ما تم حذفه من مونتاج هذه الحلقة أفظع وأبشع بكثير مما رأيناه علي الشاشة وأن الواقع أكثر مرارة مما تمت إذاعته فقلت له إذن خالد يوسف كان رحيما بنا فيما طرحه بفيلمه «حين ميسرة» واتفق الليثي معي في هذه النقطة بل وأكد أن خالد يوسف كان رحيما بنا أكثر من حلقة برنامجه التي صدمت المشاهدين بالحقيقة والآن ماذا يقول المتشدقون والمزايدون علي مصر وسمعتها حينما كان المخرج الكبير خالد يوسف أكثر رحمة بنا من الواقع في فيلمه «حين ميسرة» - أقول لهم وللمسئولين كلمة عمرو الليثي التي ختم بها برنامجه ياريت المسئولين في حكومة نظيف يكون عندهم شوية دم!! وعلي المزايدين علي سمعة مصر التنحي.