ساعات وينطلق الدوري المصري لكرة القدم الذي لم يكتمل لموسمين متتاليين والامل يداعب الجميع فى عودة الحياة الى الملاعب حتى لوكانت منقوصة بدون حضور جماهيري وفي ملاعب متغيرة ولكن المهم ان نبدأ في هذا التوقيت الصعب فقد وصلت الحركة الرياضية المصرية الى حافة الانهيار ولا اقصد كرة القدم فحسب بل جميع الالعاب بمختلف فنونها والوانها ومع الجمود تزايدت المشاكل والخلافات والازمات الادارية والقانونية والشحصية. \\\ لم اصدق ما حدث عقب هزيمة فريق الاهلي فى بطولة العالم للاندية من جدال غريب عبر الفيسبوك يعكس التعصب الجامح والذي وصل الى مستوى الجنون ما بين تعليقات شامتة من مشجعي الزمالك والاسماعيلي والمصري ، وبين شتائم وبذاءات مسيئة من مشجعي الاهلي فى مشهد يثير المخاوف قبل انطلاق الدوري ، ولست مع التشفي والشماتة لكن يجب على الجميع دراسة اسباب ما حدث للاهلي الذي نعتبره واجهة الكرة المصرية خلال الاشهر الماضية ، وبدلا من الالتفات الى ردود افعال الاخرين يجب ان يقوم الجميع بتحليل سقوط الاهلي المروع والذي اعقب سقوطا حزينا لمنتخب مصر فى تصفيات كأس العالم. \\\ واللافت ان النادي الاهلي هو المؤسسة الرياضية الوحيدة التى تأثرت جدا بتداخل السياسة مع الرياضة وتحديدا منذ حادث ستاد بورسعيد المشؤوم فى فبراير 2012 واصرار الاهلي على القاء المسؤولية على جهات سياسية غامضة وتبني جماعات الالتراس المريبة لهذا التوجه والترويج له مع تعمدهم ايقاف الانشطة الرياضية بحجة القصاص والهجوم على الجيش والشرطة، فى حين انهم كانوا وراء اشعال فتيل التعصب وسقوط الضحايا الابرياء فى مدرجات بورسعيد نتيجة طوفان التطرف المقيت القاتل. \\\ ويتحمل التراس الاهلي بشكل عظيم وبمشاركة من التراس الزمالك احيانا مسؤولية التأثير على اللاعب محمد ابوتريكة وتوظيف تعاطفه مع ضحايا الحادث لتعطيل النشاط الرياضي وبلغت الذروة فى قيام بعضهم بتهديده فى حال المشاركة فى مباراة كأس السوبر المصري بين الاهلي وانبي الامر الذي كاد يؤدي الى كارثة فى ملعب برج العرب ، وهو ما دفع الاهلي للاتفاق مع ابوتريكه للابتعاد بعض الوقت واللعب فى دوري الامارات مع ناد متواضع لا يتناسب مع كفاءة وتاريخ اللاعب لكنه كان قرارا مطلوبا للهروب من ضغوط الاشقياء . \\\ ومع سيطرة الاخوان المسلمين على البلد حدث تحول كبير \ فى سياسات الالتراس وبدأوا فى تنفيذ مخططات تبدو بعيدة عن المطالبات بالقصاص التى بدت زائفة بعد ان صدرت احكام قضائية صارمة على المتهمين فى حادث ستاد بورسعيد ، وتم توظيف هؤلاء المشجعين فى مهام سياسية لضرب القضاء ومؤسسات الدولة مما جعل استئناف الرياضة امرا مستبعدا حتى يتحقق الهدف المطلوب وهو اظهار مصر كدولة غير قادرة على تنظيم وضبط مباريات رياضية وهو ما حدث بالفعل . \\\ ولعل ما حدث من جماعات الالتراس المتطرفة فى المغرب خير دليل على رغبتهم فى الحاق الاذى بالنادي الاهلي وتدميره والاساءة اليه فى بطولة عالمية على مرأى ومسمع من قيادات الاتحاد الدولي وهذه مؤشرات غير مبشرة قبل انطلاق الدوري وفى ظني ان الالتراس كشفوا انفسهم فلم تعد شعاراتهم فى حب وتقديس الاهلي مقبولة ومن المهم التعامل معهم بقبضة صارمة لكن كيف يتم ذلك؟