بلغ منتخب فرنسا المباراة النهائية بعد أن أقصى مثل أفريقيا غانا بطل نسخة 2009 وذلك عندما هزمه (2-1) في أولى مواجهتي الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم تحت 20 سنة تركيا 2013 FIFA. لم يترك المنتخب الفرنسي أدنى فرصة لمنافسه لالتقاط الأنفاس وتثبيت الأقدام، وعاجله بهجوم سريع ومتواصل، حيث بدأ المسلسل الهجومي الأزرق من تسديدة القائد بوجبا التي مرت بجانب القائم بقليل (3)، ثم تبعه ديجني الذي اخترق بسرعة منطقة الجزاء وسدد باتجاه الحارس الغاني أنتوي (5)، وقبل أن تنقض الدقيقة التالية، كان باهيبيك ينفرد بشكل مريح بالمرمى، لكنه افتقد للتركيز وسدد كرة منحرفة ارتدت من القائم وخرجت (6). هذا الأسلوب الهجومي الواضح، جعل من الأمور أسهل عليه، حيث عرف كيف يبسط نفوذه على منطقة اللعب بتواجد بوجبا وكوندوجبيا، فيما توفرت الخيارات عبر الأطراف مع باهيبيك وثاوفين وديجني، وبقي سانوجو في المقدمة، هذا الحال فرض على الغانيين التراجع دون حساب للمواقع الخلفية درءا للخطر عن المرمى. احتاج الغانيون للكثير من الوقت حتى قلصوا من التهديد، الذي تواصل أولا من اختراقة سريعة قام بها ديجني للمنطقة المحرمة، ليهدي الكرة إلى سانوجو لكن هذا الأخير لم يحسن التعامل معها فسددها ضعيفة نحو الحارس (13)، ثم جرب ثاوفين حظه فأطلق تصويبة من مسافة بعيدة تنبه لها الحارس أنتوي وأبطل مفعولها للركنية (15). وبعدها ارتاح الغايون بعض الوقت إثر تنظيم الصفوف. مع تكثيف التواجد العديد في الوسط والخط الأخير، عانى الفرنسيون نوعا ما في ايجاد الطريق للتهديد، وانتظروا بعض الوقت، حتى يعيدوا اختراق هذه الدفاعات الأفريقية، فسدد سانوجو باتجاه الحارس (30)، ثم اخترق ثاوفين وأطلق الكرة قوية لكن فوق المرمى (40). ولكن اللمحة التي أحدثت الفارق كانت تلك الاختراقة السريعة التي قام بها ثاوفين من وسط الملعب وتبادل الكرة مع باهيبيك ليخترق بعدها المنطقة ويتخلص من الحارس بمهارة فائقة ليهز الشباك المشرعة، الهدف الأول (43). رغم ندرة التواجد الغاني في الهجوم، وعدم إقلاق راحة الحارس أريولا، إلا أن الهجمة التالية للهدف كادت تأتي بالتعادل، حيث تقدم بابا وعكس الكرة عرضية، ارتقى لها أتشيمبونج ولعبها ذكية برأسه لكنها مرت فوق العارضة بقليل (45). لم يكن أحد ليتوقع بداية الحصة الثانية، حيث اندفع الغانيون للهجوم بشكل "صارخ" وبعد مرور دقيقة وبعض الثواني، مرر أبواجيي الكرة نحو أسيفواه على مشارف منطقة الجزاء، تخلص من الضغط الدفاعي، وأوجد لنفسه مساحة صغيرة ليطلق كرة قوية ارتدت من القائم لتهز الشباك، هدف التعادل (47). منح الهدف الكثير من الثقة "للنجوم السمراء" لمواصلة الضغط الهجومي في الوقت الذي "صدم" فيه الفرنسيون مما يجري، وخلال هجمة واحدة لاحت ثلاث فرص لهز الشباك بهدف آخر، أولا تسديدة مباشرة من أوتشيمبونج أنقذها الحارس أريولا للركنية (49)، ارتفعت هذه الركنية نحو القائد أنابا ليحولها نحو المرمى، لكن أريولا تدخل بمهارة وأخرجها لركنية ثانية، رفعت الركنية عالية خرج أريولا بشكل خاطئ لتبلغ الكرة رأس المدافع المتقدم بابا، لكنه لم يحسن توجيه الكرة نحو المرمى المشرع (50). ارتاب الفرنسيون من الوجه الآخر لمنافسيهم، ولذلك حاول "الزرق" تهدأة الأحداث، لكن الغانيون واصلوا نهجهم الهجومي، وكادوا يهزوا الشباك من جديد، عندما اخترق أوتشيمبونج ولعب كرة عرضية سريعة جدا لم ينجح أسيفواه في هز الشباك وهو على بعد 3 أمتار فقط (71). ولكن ثاوفين الفرنسيين لم يستكينوا لذلك، بل عملوا على استغلال المساحات التي خلفها الاندفاع المبالغ به، لذلك فقد سنحت فرصة أمام سانوجو داخل المنطقة، لكنه سدد بالشباك الجانبية (73)، ولكن سرعان ما ترجم ثاوفين هذا الحال، عندما استمل الكرة واخترق بالعرض وأطلق كرة أرضية من على خط المنطقة، مرت عن يسار الحارس البديل ساي، الهدف الثاني (74). في الدقائق الأخيرة، نقصت صفوف فرنسا بطرد أومتيتي (80)، وهو الذي أجبرهم على التراجع للدفاع عن التقدم والفوز، وعرف الفرنسيون كيف يمررون الوقت، ومنع الحارس تسديدة أريولا القوية للركنية (90+1)، ثم أعلنت الصافرة الأخيرة تأهلهم للنهائي الكبير.