يبدو أن مسألة وصول منتخب الجزائر لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعد منافسة شرسة مع مصر لا تزال تثير الكثير من الجدل على الرغم من مرور حوالي أربع سنوات على آخر مواجهة جمعت بين المنتخبين فى العاصمة السودانية الخرطوم خلال المباراة الفاصلة التى أقيمت عام 2009 وانتهت لصالح محاربو الصحراء بهدف عنتر يحيى. لكن الجدل هذه المرة لم يظهر على السطح من جانب الإعلام المصري ولكنه من الجانب الجزائري عن طريق تقرير مطول نشرته صحيفة "جريدتى" الجزائرية وجهت فيه اتهامات خطيرة لمحمد روراوة رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم بالضلوع في عمليات فساد من أجل حصول منتخب الخضر على بطاقة جنوب أفريقيا. الصحيفة أشارت إلى أن الجزائر لم تصل للمونديال عن طريق جهود الجهاز الفني بقيادة رابح سعدان أو اللاعبين بل عن طريق قيام روراوة بعمل صفقات ودفع رشاوى لبعض الحكّام. التقرير أوضح أن بعض المقربين من روراوة ذكروا أنه أثناء مقابلة الجزائر مع رواندا التي جرت بملعب تشاكر بالبليدة في الجزائر في إطار تصفيات التأهل للمونديال، تمّت رشوة حكم اللقاء بمبلغ 40 ألف دولار. تفاصيل التقرير المثيرة لم تقف عند هذا الحد بل وصل الأمر إلى وجود اعتقاد من جانب روراوة أن رفض الحكم منح هدفا محقّقا للجزائر أثناء المقابلة بعد أن دخلت الكرة للشباك مجتازة الخطّ بمسافة متر بأكمله أن الحكم قبض من المصريين الذين كانوا ينافسوا الجزائر على بطاقة التأهل. وبحسب الصحيفة فإن هذا الأمر جعل روراوة ينفعل ويأمر أحد مساعديه بالوصول إلى مقر إقامة الحكم وأخذ المبلغ المالي الذي أعطاه له وعندما فشل فى ذلك أمر أن تسحب الأموال من الحكم في المطار عند مغادرته بتهمة التهريب. ولكن روراوة سرعان ما تراجع في قراره وذلك بنصيحة من مقربيه قائلين له: "فعلنا ذلك وأخذنا الأموال من الحكم بتهمة التهريب فسننكشف وتكون الكارثة". يذكر أن التوتر الشديد كان سمة لقاءات مصر والجزائر في فترة تصفيات كاس العالم 2010 لدرجة وصلت إلى وجود شبه أزمة سياسية بين البلدين عقب وقوع أحداث مؤسفة بعد انتهاء موقعة إستاد "أم درمان".. قبل أن تعود العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين الشقيقين.