حذر رابح سعدان المدير الفني لمنتخب الجزائر من حالة الثقة الزائدة التي سادت في تعليقات وسائل الإعلام وبين الجماهير الجزائرية بعد الفوز الكبير على مصر – بطلة أفريقيا 3-1 ، إلى الدرجة التي تحدث فيها كثيرون عن أن الجزائر باتت في طريقها إلى كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ، وقال إنه لا ينبغي على الجزائريين أن يستسلموا لحالة الثقة المبالغ فيها هذه ، مؤكدا أن مشوار التصفيات ما زال طويلا وشاقا. ونقلت صحيفة "لا بوتور" الصادرة باللغة الفرنسية عن سعدان قوله قبل أيام من مباراة فريقه المهمة أمام زامبيا في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثالثة من التصفيات التي تتصدرها الجزائر حاليا قوله : "أنا سعيد للغاية بتصدر المجموعة ، ولكن كرة القدم هي مدرسة حقيقية للحياة ، ففي بعض الأحيان ترتفع إلى أعلى ، وفي أحيان أخرى تهبط إلى أسفل ، ولهذا فإنني أحاول دائما أن أبقي على مشاعري ثابتة ومستقرة ، سواء بعد الانتصارات الكبيرة أو الخسائر المريرة". جاء ذلك في الوقت الذي أحسن فيه الجزائريون استغلال الفوز على مصر بأفضل الصور ، حيث ذكرت وسائل الإعلام الجزائرية أن هناك اتجاها لإقامة مباراة ودية بين منتخبي فرنساوالجزائر في شهر نوفمبر المقبل ، أي قبل بداية الفترة الحاسمة من مباريات التصفيات المؤهلة للمونديال. وذكرت وسائل الإعلام الجزائرية أن الموعد المقترح لهذه المباراة هو 11 نوفمبر ، بينما ستقام في الجزائر العاصمة وليس في باريس ، وهو ما من شأنه إعطاء دفعة معنوية كبيرة للفريق الجزائري خلال مشوار التصفيات ، ومساعدة اللاعبين على الاستفادة من حشد الجماهير بصورة أكبر. وذكر موقع "ديه.زد. فوت دوت نت" الجزائري المتخصص في كرة القدم الجزائرية أن المباراة ستقام بمناسبة افتتاح التجديدات التي تم القيام بها في استاد 5 يوليو بالعاصمة الجزائرية ، ولكنه أشار إلى أن هناك عقبة واحدة تعترض إقامة المباراة في هذا الموعد وهي أن هناك احتمالا لأن يضطر المنتخب الفرنسي إلى خوض مباريات فاصلة لحسم تأهله إلى كأس العالم 2010 إذا لم يحسم أموره سريعا في المجموعة السابعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال ، والتي تشهد منافسة حادة بينه وبين صربيا. وصرح جان بيير إيسكاليت رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لراديو فرنسا قائلا : "يمكن لفرنسا أن تتأهل بدون الحاجة إلى خوض مباريات إضافية ، ولهذا يجب في تلك الحالة أن نعثر على مباريات ودية ، ولكن ينبغي علينا أولا أن نتأهل ، وإذا نجحنا في ذلك بدون المباريات الإضافية فسوف نذهب إلى الجزائر ، ولكن إذا حدث العكس فسيكون ذلك مستحيلا". ويأتي الاتفاق على المباراة مع فرنسا في الوقت الذي قرر فيه الاتحاد الجزائري لكرة القدم إقامة باقي مباريات الجزائر في التصفيات المؤهلة للمونديال على استاد 5 يوليو بدلا من التنقل بين الاستادات المختلفة ، وهو الاتجاه الذي كان لا يفضله سعدان من قبل بالفعل ، ودفعه لإقامة مباراة مصر في البليدة ، على الرغم من أن جميع وسائل الإعلام الجزائرية تنقل يوميا تصريحات عن اللاعبين ، وخاصة المحترفين منهم ، يؤكدون خلالها تفاؤلهم باستاد مصطفى شاكر في البليدة ، ويطالبون بإقامة باقي مباريات التصفيات عليه. ولكن سعدان الموجود حاليا مع منتخب بلاده في جنوب أفريقيا استعدادا لمباراة زامبيا قال إنه سيبحث هذا الأمر مع لاعبي الفريق. وقال : "اللاعبون يرون منذ فترة طويلة أن البليدة تجلب لهم الحظ ، ولكن وجهة نظري هي أن منتخبا كبيرا يستحق اللعب في استاد كبير". وجدير بالذكر أن استاد البليدة يتسع لأربعين ألف مشاهد فقط ، بخلاف استاد 5 يوليو الذي يتسع ل96 ألف مشاهد. وأوضح سعدان أنه اختار السفر إلى جنوب أفريقيا لإقامة معسكره هناك قبل مباراة زامبيا حتى يتعايش لاعبو الجزائر مع أجواء بطولة العالم للقارات المقامة هناك ، ولكي يزداد لديهم الحافز للتأهل إلى المونديال.