كانت فرحة الحارس المكسيكي جوناثان أوروزو عارمة بعد انتصار فريقه على الأهلي 2-0 واحتلاله المركز الثالث في كأس العالم للأندية اليابان حيث اقترب بعد صافرة النهاية من رفاقه المنتشين، رافعا شارة النصر، وعيناه تلمعان، وأخذ يصيح فيهم: "أحسنتم يا رجال...أحسنتم يا رجال...". وعلق صاحب 26 سنة عن طريقته الخاصة في التعبير عن الفرح بالقول: "وجدت نفسي أستعمل عبارة مكسيكية قُحَّةً، فنحن سعداء للغاية". هذا وتبقى فرحة حارس لوس رايادوس مستحقة، إذ لم يعادل فريقه إنجاز أفضل نادي مكسيكي في تاريخ هذه المسابقة (نيكاسكا، نسخة 2000) فحسب، بل ظهر شخصيا بصورة مشرفة، ومحا من الأذهان تسببه في هدف خلال المواجهة الأولى ضد أولسان هيونداي. لذلك قال في هذا السياق: "أنا مرتاح لأنني أبليت البلاء الحسن في هذه المباراة بطبيعة الحال. يقع الجميع في الأخطاء، كان مردودي جيدا في تلك المباراة، لكنني أضعت الكرة في لحظة غفوة، وجاء الهدف. أصبح من الواجب علي حينها تعويض ما فات، وكان مردودي جيدا ضدا تشيلسي، كما كان الشأن اليوم. الأهم هو أننا تمكنا من إهداء المركز الثالث إلى المكسيك، وهو إنجاز مشرف لبلدنا ولمنطقة كونكاكاف". ووقف أوروزو سدا منيعا أمام نجم الأهلي محمد أبو تريكة، وحرمه من تحطيم رقم قياسي جديد، لذلك قال: "أخبروني أنه يحتاج هدفا واحدا ليصير أفضل هداف في تاريخ هذه التظاهرة (يمتلك 4 أهداف شأنه في ذلك شأن ليونيل ميسي ودينيلسون)، لكنني حاولت عدم التفكير في هذه المسألة، وتمكنت من صد تسديداته، أليس كذلك؟" ثم واصل معلقا على محاولات أبو تريكة: "كانت أخطر فرصه في بداية الشوط الثاني، كان من الصعب عليَّ رؤية الكرة، وتمكنت من إبعادها بصعوبة. لذلك سأتوجه إليه برسالة الآن، أعتذر له كثيرا (باسما)، وأتمنى أن تتاح له الفرصة من جديد في المستقبل". قرارات سليمة دأب جوناثان أوروزو في شبابه على المزواجة بين حراسة المرمى والهجوم، على غرار الحارس الأسطوري خورخي كامبوس في عقد التسعينات، وكان دائم الحيرة بين هز الشباك والدفاع عنها، وقد استحضر تلك الحقبة مشيرا: "كنت ألعب دائما في الهجوم، وكنت مدهشا في هذا الدور في الحقيقة. كنت أعرف خبايا حراس المرمى، وأجتهد كثيرا لمفاجأتهم، عبر الكرات البهلوانية والتسديدات القوية. كنت هدافا مدهشا". وانتهى حلم إحراز الأهداف عندما كان عمره أوروزو 14 سنة: "قال لي أحد المدربين أن زمان خورخي كامبوس انتهى، وأن علي الاختيار بين حراسة المرمى أو الهجوم. قررت الدفاع عن العرين، ولست نادما على ذلك". وكشف الحارس الأمين المعجب بأنخيل دافيد كوميزو وبيتر سيتش ("إنه الأفضل وأنا سعيد بمواجهته") عزيمة كتيبة لوس رايادوس على العودة إلى مونديال الأندية من جديد بالقول في ختام المقابلة: "نحن سعداء للغاية، انهزمنا في مباراة واحدة من أصل ثلاث، وكانت ضد أفضل فريق في أوروبا. إنها حصيلة ممتازة. لذلك نتمنى المشاركة في هذه المسابقة العام القادم أيضا. أتينا من أجل التعلم سنة 2011، وتحسن مردودنا هذا العام، وأتمنى أن تكون الثالثة ثابتة وأن نتمكن من لعب موقعة النهائي التي طالما حلمنا بها".