يستضيف استاد برج العرب بالإسكندرية في الثامنة من مساء اليوم أول مباراة على الصعيد المحلي منذ ما يزيد عن 7 أشهر من التوقف في النشاط الرياضي على خلفية مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 من مشجعي النادي الأهلي. حيث يلتقي الأهلي وإنبي في "قمة الإصرار" بكأس السوبر المصري بعد أن كان الفريق البترولي قد توج بآخر بطولة كأس مصر فيما حصل المارد الأحمر على آخر القاب الدوري. مباراة اليوم تأتي في ظروف استثنائية للغاية، ففي الوقت الذي يترقب فيه الجميع عودة النشاط الرياضي وعودة الحياة للكرة المصرية تعالت الاصوات المنادية بالقصاص للشهداء أولا، وتطور الأمر إلى حد العنف والإحراق والتدمير والتهديد بالاقتحام مما يفرض طوقا أمنيا شديدا على المباراة التي كانت قاب قوسين أو أدني من ان يتم إلغاءها أو على الاقل التأجيل. وستكون المباراة هي بمثابة قص الشريط لموسم كروي جديد على الرغم من تأجيل مسابقة الدوري لمدة شهر بسبب أزمة البث الفضائي، ولكن الخوف كل الخوف من أن يخيم القلق على المشهد وبدلا من أن نرسخ لدولة القانون تأتي رياح الفوضى لتطيح بالجهود الرامية للاستقرار والتي تهدف لأن يعود الحق لأصحابه بشكل متوازي مع استئناف النشاط الذي يتعلق به مستقبل الملايين من لاعبين وإداريين وأجهزة فنية ومجالس إدارات وعمال وحرفيين وغيرهم كثيرين. وعلى الرغم من أن نبرة التهديد قد هدأت من جانب بعض جماهير الالتراس إلا أن البعض يصر على جعل الأمور أكثر صعوبة على الجميع، فحتى في ظل وجود خطة أمنية محكمة لتلك المباراة إلا أن المخاوف لا تزال تساور الجميع من أن يكون هناك خروجا عن النص. وبرغم من أن لغة العقل قد غلبت في تصريحات كل من يتحمل المسئولية إلا أن البعض قد زاد من اشتعال الأزمة بمواقف أثارت الجماهير غير الواعية. ولعل خروج المباراة بالشكل الآمن اليوم الذي يضمن أجواءا طبيعية سيكون ضمانة حقيقية لوجود نشاط رياضي منتظم ومستقر ولن يؤثر بأي حال على سير العدالة التي يثق فيها الجميع وفي قدرتها على إعادة الحقوق لأصحابها فيما يتعلق بقضية الشهداء. وعلى الصعيد الفني فإن الأهلي يدخل تلك المباراة بجراح أفريقية غير مؤثرة، حيث أنه قد خسر من مازيمبي الكونغولي بشكل غريب على ملعب الأخير ولكنه في الوقت نفسه ضمن التأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة. كما ستكون المباراة اليوم بالنسبة لحسام البدري المدير الفني للأهلي وفريقه بمثابة بروفة قوية قبل مباراة القمة أمام الزمالك في السادس عشر من الشهر الجاري. وبالتأكيد سيفقد البدري في مباراة اليوم أحد ابرز نجوم الفريق محمد أبو تريكة الرافض لخوض مباراة السوبر تضامنا مع موقف الالتراس وقضية الشهداء، وهو ما لم يكن مقبولا بالنسبة للجهاز الفني ولا لإدارة النادي باعتباره قرار يأتي في توقيت صعب للغاية ليس على المستوى الفني وتأثر الفريق بغيابه ولكن بسبب أن ذلك يؤثرعلى فرص إقامة المباراة ككل ويزيد من شحن الجماهير. كما سيعتمد البدري على العناصر المتاحة لديه أمثال شريف إكرامي في حراسة المرمى وشريف عبد الفضيل ووائل جمعة وسعدالدين سمير وأحمد فتحي، بالإضافة إلى حسام عاشور ووليد سليمان وسيد معوض وعبد الله السعيد ومحمد ناجي جدو ودومينيك دا سيلفا. في المقابل فإن طارق العشري المدير الفني لإنبي يخوض أول اختبار له مع الفريق البترولي منذ توليه قيادته، بينما يمتلك المدير الفني خبرة في التعامل مع الأهلي لاسيما في لقاءات السوبر بعد أن حرم المارد الأحمر من التتويج باللقب في آخر مواجهة جمعت بين فريقه السابق حرس الحدود والأهلي. ومثلما كان العشري يمتلك عناصر مميزة قدمها في الحرس، فان انبي ايضا يضم عناصر متميزة أمثال محمد عبد المنصف الحارس المنضم حديثا إلى صفوف الفريق بالإضافة إلى محمد شعبان وصالح جمعة في خط السوط ومؤمن زكريا وديفونيه وأحمد عبدالظاهر في الهجوم نتيجة لغياب أحمد رؤوف للإيقاف، كما يعتمد العشري على بعض الوجوه الجديدة القديمة أمثال عبد السلام نجاح القادم من المصري والذي تألق تحت قيادة مديره الفني في الحدود، كذلك إبراهيم يحيي مدافع الإسماعيلي وزميله السابق عبد الله الشحات. المباراة يديرها تحكيميا طاقم بقيادة محمد فاروق ويعاونه ايمن دجيش وتامر دري بالإضافة إلى محمد عباس حكما رابعا.