يبدو أن الكرة الإيطالية لا تستطيع أن تعيش في أجواء هادئة على مر تاريخها, حيث أن الأحداث المثيرة أصبحت سمة من سمات الطليان على مدار تاريخ الكرة في بلاد الرومان. والأحداث الساخنة لا تتعلق بوجود منافسة قوية بين الأندية على الألقاب المحلية والأوروبية فقط, ولكنها تتعلق أيضا بفضائح مدوية أصابت سمعت الكرة الإيطالية في مقتل, جعلت بعض خبراء الكرة في العالم ينظرون إلى إيطاليا باعتبارها مصدر رئيسى للفضائح على المستوى الكروي. وعلى الرغم من نجاح الكرة الإيطالية في تحقيق إنجازات قارية وعالمية سواء كانت هذه الإنجازات على مستوى الأندية أو المنتخبات, إلا أن العديد من متابعي اللعبة الأشهر على مستوى العالم باتوا ينظرون إلى الكرة الإيطالية باعتبارها نموذج سيىء للرياضة والتي ينظر لها معظم شعوب العالم على أنها تنشر الأخلاق الجميلة وأيضا سبب من أسباب السلم الإجتماعى بين الشعوب. وبالنظر إلى تاريخ فضائح الكرة الإيطالية على مدار التاريخ يلاحظ أنه توجد ثلاث فضائح كبرى هزت سماء الكرة في أيطاليا: * فضيحة "توتو نيرو" (1980) - تعتبر هذه الفضيحة هي بداية الفضائح الكبرى في تاريخ الدوري الإيطالي, حيث بدأت وقائعها بعد ورود أنباء عن أنتشار رشاوى بين اللاعبين ووجود تلاعب في المراهنات الرياضية التي تورطت فيها شركتان وأحد أكبر المراهنين، مما جعل الدوري الإيطالي يمر بأخطر أزمة في تاريخه. - ترتب على هذه الفضيحة قيام الإتحاد الإيطالي لكرة القدم بمعاقبة ناديي ميلان ولاتسيو بهبوطهما إلى دوري الدرجة الثانية, فضلا عن معاقبة بعض اللاعبين المتورطين في هذه الفضيحة بالإيقاف ومنهم باولو روسي الذي أتهم بتورطه في ترتيب نتيجة مباراة فريقه بيروجيا ضد افيللينو في 30 ديسمبر 1979 حيث تمت معاقبته بالإيقاف لمدة ثلاثة أعوام، ثم خفضت العقوبة بعد ذلك إلى سنتين بعد الاستئناف. **الجدير بالذكر انه بعد مرور سنتين على هذه الفضيحة, وبمجرد انتهاء فترة توقيف اللاعب روسي في إبريل 1982, استدعي فوراً لتمثيل منتخب بلاده, حيث كان له فضل كبير في فوز إيطاليا بكاس العالم 1982 في أسبانيا. * فضيحة "الكالتسيو بولى" (2006) - بدأت أنباء هذه الفضيحة تظهر بعد أن بدأت تحقيقات في نابولي بعد أن تم نشر العديد من المكالمات الهاتفية التي توضح تورط فرق عديدة تلعب في "السيريا أ" في الفضيحة، وكان لمدير نادي يوفنتوس لوتشيانو مودجي نصيب الأسد من حيث عدد المكالمات مع بعض المعنيين في كرة القدم الإيطالية حول وضع اختيار الحكام المفضلين لإدارة مباريات يوفنتوس وقد كان ذلك في موسم 2004/2005، حتى أن البعض قرر تسمية الفضيحة باسم مودجي بولي نسبة إلى لوتشيانو مودجي. - ترتب على هذه الفضيحة قيام الإتحاد الإيطالي بإعلان أنتر ميلان بطلا للكالتشيو موسمي 2006,2005 مع أتخاذ إتحاد الكرة عقوبات رادعة ضد الأندية المتورطة وهم: 1) يوفنتوس - في البداية تم اتخاذ قرار بهبوط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية مع خصم 30 نقطة من رصيده، ولكن بعدها تم تقليل عدد النقاط المخصومة من رصيده إلى 17 نقطة، ثم قللت إلى 9 نقاط، وقد جرد من لقب الدوري الإيطالي في عامي 2005 و2006، وتم منعه من اللعب في دوري أبطال أوروبا، وقد لعب ثلاثة مباريات بدون جمهور. 2) ميلان - في البداية تم خصم 15 نقطة من الفريق ، ثم تم تقليل عدد النقاط المخصومة إلى 8 نقاط، مع منع الفريق من المشاركة في دوري أبطال أوروبا، ولكن تم بعد ذلك خصم 30 نقطة من رصيد في موسم 2005/2006، مع السماح له باللعب في دوري أبطال أوروبا، وقد عوقب بلعب مباراة واحدة بدون جمهور. 3) نادي لاتسيو - في البداية أنزل الفريق إلى الدرجة الثانية مع خصم 7 نقاط من رصيده، ثم بعد ذلك تم تصعيده إلى الدوري الإيطالي مع خصم 11 نقطة، وتم تقليلها إلى 3نقاط، وقد منع الفريق من اللعب في كأس الإتحاد الأوروبي، ولعب مباراتين بدون جمهور. 4) نادي فيورنتينا - في البداية تم إنزال الفريق إلى الدرجة الثانية، مع خصم 12 نقطة من رصيده، ثم تم تخفيف العقوبة إلى أن تم تصعيده إلى الدوري الإيطالي مرة أخرى ولكن مع زيادة عدد النقاط المخصومة من رصيده إلى 19 نقطة، وتقليلها بعد ذلك إلى 12 نقطة، ومنع الفريق من اللعب في دوري أبطال أوروبا، ولعب مباراتين بدون جمهور. 5) نادي ريجينا - في البداية تم خصم 15 نقطة من رصيده، ثم تم تقليل النقاط المخصومة إلى 11 نقطة، بالإضافة إلى تغريم النادي 68 ألف جنيه إسترليني، ثم تخفيضها إلى20 ألف جنيه إسترليني مع منعه من ممارسة أي نشاط في كرة القدم لمدة سنتين ونصف. # ملحوظة: على الرغم من هذه الفضيحة فإن أيطاليا نجحت في الظفر بكأس العالم 2006 في ألمانيا. * فضيحة "الكالتشيو كوميسي" (2012) - بدأت وقائع القضية في التاسع من الشهر أبريل الماضي بعد أن كشفت وسائل إعلام إيطالية أن مسئولي 22 ناديا و61 لاعبا قد تم استدعائهم من قبل النائب العام في كريمونا للمثول أمام القضاء للاشتباه بتورطهم في فضيحة المراهنة على مباريات كرة القدم. - وبعد تتطور الأحداث قررت السلطات الإيطالية إلقاء القبض على 19 شخصية كروية في ايطاليا في مقدمتهم قائد لاتسيو أستيفانو ماورى وعمر ملانيتو لاعب وسط بادوفا أحد فرق "السيريا ب" , بالإضافة إلى قيام الشرطة بمداهمة معسكر إيطاليا التحضيري لبطولة الأمم الأوروبية "يورو 2012" وذلك للقبض على دومينيكو كريشيتو مدافع زينت سان بطرسبرج الروسي وذلك لاتهامه بالتورط في هذه الأحداث حيث ترتب على هذه المداهمة استبعاد اللاعب من معسكر المنتخب. - كما قامت الشرطة الايطالية باقتحام منزل انطونيو كونتي المدير الفني لفريق يوفنتوس بطل الدوري الايطالي هذا الموسم, حيث لا يواجه كونتي تهم بالفساد خلال فترة توليه تدريب السيدة العجوز خلال الموسم المنصرم بل أن تهم الفساد وجهت له باعتباره كان مدير فني لفريق سيينا في موسم 2010/2011. - ولا يعرف حتى الآن ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات بخصوص هذه الفضيحة ولكن الأمر الأكيد أن هذه الفضيحة ستلقى بظلالها على الدوري الإيطالي خلال الموسم المقبل بالإضافة إلى مشاركة الأزورى في بطولة الأمم الأوروبية خلال الصيف الحالي. ولكن يبقى السؤال هل ينجح المنتخب الإيطالي في الفوز ببطولة "يورو 2012" هذا الصيف مثلما حدث مع الازورى في أعوام الفضائح 1982, 2006.