الصعايدة يا ولدى هزمهم الفقر لكنهم لم ينكسروا حين تركوا أراضيهم وديارهم وذهبوا إلى بقاع الأرض طلبا للرزق، هذه كلمات رددها جدى الذى بلغ من العمر عتيا وجاوز الثمانين حين وصف وضع الصعيد بهذه الكلمات القليلة المؤلمة. إن الاستثمار فى الصعيد يحتاج إلى قرارات وليس شو إعلاميا، فالصعيد لم ينل حقه من حجم الاستثمارات الكلية فى مصر ولا من مشروعات البنية الأساسية أيضا، فالتعليم متراجع والرعاية الصحية سيئة للغاية، وتكفى جولة واحدة من وزير التربية والتعليم ومعه وزيرة الصحة ليتفقدا الخدمات التعليمية والصحية فى بعض محافظات الصعيد وعندها سوف يدركان أن معاناة أبناء الصعيد أكبر مما يتصور الجميع خصوصا أولئك المتحدثين فى نوادى القاهرة وصالوناتها الفكرية وفضائياتها. فمحافظات الصعيد ظلمت كثيرا فى الفترات الماضية على مدى أزمنة طويلة لم يكن هناك نظرة تنموية حقيقة من المسئولين لها، فمصر ليست القاهرة الكبرى فقط. والاهتمام بتنمية الصعيد اقتصاديا ودفع الاستثمارات أصبح أمرا ضروريا حتى يشعر الجميع بالشراكة الحقيقية فى وطن ننتمى إليه جميعا ولا تمييز بين أبنائه، لذلك فنحن مطالبون بإعادة توزيع خريطة الاستثمارات وتوطين الصناعات مع تخصيص للمناطق الأكثر حاجة والأشد معاناة، وهو أمر تتصدر فيه بعض محافظات الصعيد. وحسب تقارير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، تصدرت محافظة أسيوط وقنا وسوهاج والأقصر أكثر المحافظات فقرا. وتتزايد معدلات الفقر فى مصر وخاصة فى الصعيد فى ظل عدم قدرة الحكومة على رفع معدلات النمو بشكل حقيقى، لينعكس آثار هذا النمو على المواطنين، فضلا عن أن تزايد معدلات الفقر. بكل صراحة وآلم وحزن شديد والدموع تزرف من عينى.. أتساءل اين انتم من الصعيد واهله؟ ام انكم تشاهدونه فى المسلسلات والافلام والمسرحيات الهزلية المضحكة التى تقدموها رغبة فى الكوميديا أو النكات أو الدراما، الجميع نسى هموم الصعيد وأهله، كلامى انتهى ولكن أملى مستمر إلى ان يصبح ويتحول الصعيد لمنارة تشرق بالعلم والثقافة والتحضر والرقى والمشروعات التنموية. أشرف التعلبى رئيس اتحاد شباب الصعيد