كشف النائب أكمل قرطام رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين، أسباب رفض الحزب مواد الائتلافات بلائحة مجلس النواب، لافتا إلى أنها جاءت مقيدة لمسيرة العمل الديمقراطي الرشيد للبرلمان. وأوضح «قرطام»، في بيان للحزب، أن الأصل في العمل البرلماني هو الإتاحة وليس التقييد، مشددا على ضرورة أن تكون اللائحة معصوبة العينين عن أكثرية أو أغلبية وتعمل على تحقيق توازنات بين القوى السياسية المتباينة داخل المجلس، وتحقق وضوح لخريطة التكتلات داخل المجلس لإمكانية قراءة مسارات التصويت قبل طرح أي مشروع على البرلمان مما يساهم في خلق اتجاه بناء يساعد على تحقيق مسار عمل دستوري يصب في صالح المواطن والمجتمع، وتلك الفلسفة لم تتحق في مواد الائتلافات التي طرحت على المجلس. وأشار إلى أن "الحزب أخذ العديد من الملاحظات على تلك المواد وتقدم بعدة مقترحات مسبقًا للمجلس، منها أن يتم الاستناد إلى أحد القاعدتين عند تشكيل الائتلافات، إما حساب المتوسط الحزبي وذلك عن طريق قسمة إجمالي عدد الأعضاء الحزبيين على إجمالي عدد الأحزاب الممثلة بالمجلس، أو القاعدة الثانية وهي إجمالي عدد مقاعد حزب الأكثرية بالإضافة لمقعد واحد، ومتى تحقق ذلك وجب إعلانه على البرلمان، كما أكدنا في اقتراحنا على أنه ليس بالضرورة أن يكون للائتلافات التي تقل عن عدد معين او نسبة معينة ممثلا في اللجنة العامة للمجلس". ولفت قرطام إلى أن هناك سبعة ملاحظات تستدعي الرفض، وجاءت كالتالي: أولا: الأصل في الائتلافات السياسية أنها ائتلافات أفكار وليست ائتلافات أشخاص، ومن ثم فمعيار العدد ليس هو المحدد الأساسي لتشكيل الائتلافات. ثانيا: الائتلافات البرلمانية إما تشريعية أو ائتلافات اضطرارية توافقية من أجل تشكيل حكومات الأقلية، ولا يمكن الاعتماد فقط على تشكيل الائتلافات من 25% من البرلمان دون غيرها. ثالثا: إن التشجيع على الائتلافات البرلمانية وتسهيل قيامها من أجل تجميع الاتجاهات المشتته والأصوات المبعثرة، يَصْب في صالح الممارسات الديمقراطية من حيث اتخاذ القرارات والموافقة على المقترحات وسن التشريعات المناسبة. رابعا: إن الأخطار بالائتلافات أو التكتلات البرلمانية لرئيس المجلس وإعلانها على الأعضاء أمر تأخذ به كل البرلمانات من أجل الشفافية، في تبيان خريطة البرلمان وحتى يتوقع الأعضاء اتجاهات التصويت، ومن ثم منع الائتلافات المعلنة، يفتح الباب أمام ائتلافات تتم خارج البرلمان في غرف مغلقة يتفاجأ بها الأعضاء عند التصويت على القرارات. خامسا: إن تشجيع قيام الائتلافات واختيار ممثليهم يقلل من تعطل البرلمان، إذ أن ممثلهم يتكلم عنهم، فليس من مصلحة البرلمان أن يكون هناك ائتلاف واحد أو اثنين فقط. سادسا: صياغات المواد تحتاج لمزيد من الانضباط، كما أن طلب تسليم الائتلاف وثيقة سياسية وهيكل تنظيمي به شبهة عوار نربأ بالبرلمان أن يقع فيها. سابعًا: لا يجوز ان تكون اللائحة معبرة عن مصالح الأكثرية أو الأغلبية متجاهلة مصالح المعارضة والأقليات داخل المجلس وإلا أصيب عمل المجلس بجلطات تؤدي إلى شلل في مسار عمل البرلمان، وهو ما لم تعالجه اللائحة.