«قلقة ألا تكون مائدتك جاهزة على موعد الإفطار؟ تشعرين بالملل من كل الأطباق والأكلات المكررة فى كل عزومة؟ نحن نقدم لكى قوائم ووصفات طعام جديدة نوصلها لمنزلك، بجودة وأسعار تنافس أشهر المطاعم». على أحد المنتديات الخاصة بحواء، قرأت سهير عادل هذا الإعلان الخاص بمشاريع الطعام المنزلى، لتكون بداية التعارف الذى امتد لخمس سنوات حتى الآن. على غرار الهوم ديليفرى الذى تقدمة المطاعم الكبرى، ظهرت خدمة جديدة يقدمها كل من يهوى إعداد الطعام، حيث يتم بتجهيز الولائم وأنواع المأكولات المختلفة وتوصيلها للمنازل. طبيعة عمل سهير كمرشدة سياحية، يتطلب منها البقاء خارج المنزل معظم اليوم، مما يجعل إعداد الطعام يوميا مشكلة تواجها مع غيرها من السيدات العاملات، تزداد فى رمضان خاصة فى أوقات العزومات، ولهذا يكون شراء الطعام الجاهز الحل السريع. تلاحظ سهير ازدياد العاملين فى مشاريع الطعام المنزلى، لدرجة التخصص فى بعض الأحيان «فيه سيدات مختصة بعمل المحاشى فقط، أو الحلويات، والبعض يقدم كل الأصناف حتى غير المصرية»، وكذلك تختلف الأسعار لتناسب جميع المستويات، ولهذا يزداد الضغط الذى يضطر سهير إلى الحجز قبل الموعد الذى تريده بيومين. «طبق محشى ورق العنب بثلاثين جنية فقط» وأسعار الأطعمة متغيرة، على حسب النوع والحجم والخدمة، التى يقوم طاقم من العمال للإشراف على تقديم الطعام، هذه الأسعار مناسبة لسهير «كفاية النفس اللى فى الأكل، وأى صنف أطلبه يتعمل مخصوص» وذلك على عكس المطاعم، حيث الاختيارات المحدودة التى لا تمكنها من إعداد وليمة كاملة. «ده بيزينس مربح، خاصة فى رمضان»، تقول منى الفضالى إحدى العاملات فى مجال مشاريع الطعام المنزلى، ولكنه مجهد للغاية، فمن السابعة صباحا إلى العاشرة ليلا، يتواصل العمل لإعداد وجبات الإفطار والسحور. بداية العمل منى كانت هواية ومجاملات لأصحابها، ثم تحول إلى مشروع استثمارى صغير، وبعد ثلاث سنوات توسع النشاط، ونقلت المقر من منزلها إلى مقر خاص بالمعادى، يعمل به أكثر من عشرين طاهيا وطاهية. عشر سنوات هى مدة عمل منى فى هذا المجال الجديد وقتها «دلوقتى أنا أعرف أكثر من خمسة فى منطقة المعادى بس، وما زال السوق مفتوحا». أسست منى موقعا إلكترونيا للترويج لمشروعها، ولكنها لا تعتمد عليه، «فجودة المنتج تسوق لنفسها» وهذا أساس المنافسة فى وجهة نظرها، شبكة العلاقات التى كونتها خلال مدة عملها، والخبرة والجودة تجعل الفارق فى صفها، وهى تقدم كل أصناف المأكولات المصرية وغير المصرية، وتنفرد بأنواع جديدة تبتكرها. أغلب الزبائن من الطبقة الراقية، فتكلفة الفرد لا تقل عن سبعين جنيها، ولا يوجد حد أقصى، فالتكلفة تتوقف على نوعية الأصناف وتوافر خاماتها، وأسعارها المتزايدة دائما فى السوق المصرى. ولجذب المزيد من زبائن الطبقة المتوسطة، تقدم منى وجبة إفطار كاملة لا يتجاوز ثمنها العشرين جنيها، مكونة من فراخ وسلطة وأرز بالإضافة إلى الحلو، وهى مستعدة لتوصيل هذه الوجبة لأى مكان بالقاهرة، «ها ننافس محلات التيك أواى» التى تصف أسعارها بالمرتفعة. إيهاب السعيد المدير الفنى لأحد مواقع تقديم الطعام، يعتبر هذا النوع الجديد من المشروعات مجالا جديدا غير مطروق لتسويق الأطعمة المنزلية عبر الإنترنت، «من سنتين كان فيه موقع واحد بس» والسبب هو التكلفة التى لا تتحملها المشروعات الصغيرة. ولهذا يكون التسويق الإلكترونى أكثر ملائمة للمشروعات الأكبر، لأنها تصل جمهورا محددا وقادرا على تحمل تكاليف الوليمة التى قد تتجاوز 25 ألف جنيه، تشمل تكاليف التسويق عبر الموقع.