ردت دمشق على تصريح لموفد الأممالمتحدة إلى سوريا، مؤكدة أن لا يسمح له "اختبار جدية سوريا"، بل هي من عليها اختبار "صدقيته"، وذلك في وقت تتحضر الأربعاء قافلة من مئة شاحنة لدخول مناطق محاصرة في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين، أن "الحكومة السورية لا تسمح لمبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سوريا في أي موضوع كان". وكان دي ميستورا صرح الثلاثاء، إثر لقاء جمعه بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق، أن "من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية"، مضيفا: "غدا سوف نختبر ذلك، وسوف نكون قادرين على التحدث أكثر حول هذا الموضوع". بدوره، قال المسؤول في الخارجية السورية إن "الحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي الذي دأب منذ بداية عمله على الكلام في وسائل الإعلام بما يناقض تماما ما جرى في الاجتماعات المشتركة مع الحكومة السورية". وأكد أن "إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة من قبل الإرهابيين هو التزام الحكومة المستمر منذ سنوات تجاه شعبها ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باجتماعات جنيف أو ميونخ أو فيينا أو بأي جهة كانت". وتابع المسؤول: "لسنا بانتظار أحد أن يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا وأما ما صرح ويصرح به دي ميستورا حول اختبار جدية الدولة السورية فلا علاقة له بالدقة أو الموضوعية، ولا يمكن وضعه إلا في سياق إرضاء جهات أخرى". وأعلنت الأممالمتحدة، الثلاثاء، أن الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات إلى سبع مناطق محاصرة يفترض أن تصل قريبا. وقال مهند الأسدي عضو الفريق الإعلامي في الهلال الأحمر السوري: "سوف تنطلق اليوم وبالتزامن مئة شاحنة تحمل أغذية عالية الطاقة وسلل غذائية وطحين وأدوية متنوعة"، مشيرا إلى أنها "ستتوزع 20 شاحنة على كفريا والفوعة، وحوالي 35 على مضايا والزبدواني، ونحو 40 إلى معضمية الشام". وبحسب الأممالمتحدة، فإن المناطق المعنية هي: "دير الزور والفوعة وكفريا في (محافظة) إدلب ومضايا والزبداني وكفر بطنا ومعضمية الشام". وأوضح الأسدي أن تلك المساعدات "يقدمها الهلال الأحمر السوري بالتعاون مع وكالات الأممالمتحدة"، مشيرا إلى أنه "سيتم إرسال عيادة طبية متنقلة إلى مضايا، وفريق طبي إلى كفريا والفوعة". ويحاصر الجيش السوري الزبداني ومضايا ومعضمية الشام في ريف دمشق، فيما تحاصر الفصائل الإسلامية بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، أما مدينة دير الزور (شرق) فخاضعة لحصار تنظيم داعش. واتفقت الدول الكبرى، وبينها واشنطن وموسكو وإيران والسعودية، الجمعة في ميونخ على "وقف للأعمال العدائية" خلال أسبوع في سوريا، والإسراع في تقديم المساعدة إلى المدنيين المحاصرين.