فى غياب رئيس مجلس النواب والوكيلين مع استمرار إجازة البرلمان، تكاد تسمع دقات الساعات مع حالة السكون فى المجلس الخالى إلا من بعد الموظفين، والعاملين، والصحفيين الباحثين عن خبر. فى هذا اليوم الهادئ فتح متحف مجلس النواب أبوابه، التى استمر بعضها مغلقا طوال الخمسة عشر يوما الماضية، التى شهدت عقد الجلسات نظرا للزحام الشيد، عدا القاعة التى يوجد بها صور لرؤساء المجلس والعربة الملكية وكرسى العرش. القاعة المغلقة طوال أيام الجلسات تتضمن كتيبا يوثق أيام ثورة 25 يناير بدءا من اليوم الأول للمظاهرات، الذى خرجت فيه الجماهير غاضبة فى الشوارع تطالب بالعيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وتهتف «الشعب يريد إسقاط النظام». «الشروق» طالعت الكتيب فى حالة السكون التى لم يقطعها سوى صوت صافرات مدرعات الشرطة القريبة من مجلس النواب، وكأنها موسيقى تصويرية مصاحبة لصور الأيام الأولى للثورة، التى شهدت سقوط مئات الشهداء الذين تصدت لهم قوات الأمن. الكتيب الأزرق الذى يوجد على يسار باب المتحف وثق تحذيرات الداخلية من التظاهرات والمسيرات فى اليوم السابق على جمعة الغضب 28 يناير والقرارات التى اتخذها الرئيس المخلوع مبارك مثل تعيين رئيس المخابرات العامة آنذاك عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية فى محاولة لاحتواء الغضب، وإعلانه فيما بعد خطاب التنحى. يوميات الثورة كما وثقها المجلس فى أرشيف المتحف تضمنت صورا للاحتفال بسقوط النظام فى ميدان التحرير، وأول صورة التقطت لمبارك وراء القضبان خلال الجلسة الأولى لمحاكمته، كما وثق أحداث محمد محمود الذى سقط فيه عشرات الشهداء، بينما توقف المجلس عند أحداث مجلس الوزراء، واكتفى بوضع صورة لحرق المجمع العلمى، فيما ظلت معظم ورقات الكتيب الأزرق خالية، إذ لم يسجل أية أحداث بعد انقعاد مجلس الشعب فى 2012. على الجانب الآخر من القاعة المغلقة خلال أيام الجلسات معلق نموذج من حجر رشيد وأول اتفاقية سلام فى التاريخ وقعت خلال عهد رمسيس الثانى، وتمثال لصلاح الدين الإيوبى، ونموذج لرسالة موجهة من عمر بن الخطاب لأبى موسى الأشعرى عندما ولاه على ولاية الكوفة.