لعب البرلمان المصرى على مر التاريخ دوراً مهما فى الحياة السياسية أكسبه قيمة تاريخية كبيرة بوصفه شاهداً على العديد من العصور السياسية التى مرت بها مصر، وحفاظا على تلك القيمة وذلك التراث تم تشييد متحف داخل مبنى مجلس النواب «الشعب سابقا» ليرصد المراحل المختلفة للحياة السياسية بمصر. ويعد متحف مجلس النواب تحفة معمارية تحتوى على العديد من الآثار والهدايا والتحف والمضابط التى رصدت ما يدور تحت قبة المجلس وكيف كان يناقش نواب الشعب قضايا بلدهم وكيف كانوا يحاسبون الحكومات ومراحل الحياة البرلمانية صعودا وهبوطا منذ أن عرفت مصر الحياة النيابية مع أول برلمان مصرى عام 1824 . وللأسف فعلى الرغم من قيمة ذلك المتحف إلا أنه وقع أثير النسيان ويجهل وجوده الكثيرون ومنهم نواب سابقون دخلوا المجلس دورات من ورائها دورات، ولم يعرفوا بأن هناك متحفا للبرلمان . الأهرام زارت متحف البرلمان بعد عمليات الترميم التى أجريت به مؤخرا استعدادا لاستقبال النواب الجدد. وأول ما تقع عليه عينا الزائر لمتحف المجلس «العربة الملكية» التى تتصدر القاعة الرئيسية وكانت تستخدم فى تنقل الملك من قصر عابدين إلى مقر الحكم الى مبني البرلمان فى موكب رسمي وتعد من أبرز طقوس افتتاح الدورة البرلمانية التى كان يفتتحها الملك بنفسه، كما يضم المتحف مستنسخات أثرية لأقدم نظم الحكم والتشريعات والقوانين والمعاهدات، بالإضافة إلى العديد من الهدايا التذكارية التى تم تقديمها إلى مجلس الشعب. وتستطيع خلال زيارتك للمتحف أن تتعرف على تاريخ الحياة النيابية الحديثة في مصر، منذ إنشاء المجلس العالي عام 1824 وحتى تشكيله الأخير بعد ثورة 25 يناير . ولعلك سوف تتوقف أمام أحد حوائط المتحف التى تزينت بصور لجميع رؤساء البرلمان في مصر في تسلسل تاريخي منذ إسماعيل راغب أول رئيس لمجلس شورى النواب عام 1866 حتى آخر رئيس للمجلس . كما يضم المتحف صورا فوتوغرافية وزيتية لقادة مصر ورؤساء وأعضاء المجالس النيابية ووثائق سياسية ودستورية عديدة، وكذلك صور لاجتماعات المجلس في مناسبات مهمة مثل زيارات بعض قادة الدول للمجلس، إضافة إلى قسم خاص يعرض صور انتصارات أكتوبر عام 1973 من صور ولوحات ورسوم لبطولات القادة والأفراد، خلال فترة الحرب، كما يضم المتحف قسما لعرض الهدايا التذكارية المهداة لرؤساء المجلس . ويوجد بالمتحف مقتنيات من العصور الفرعونية والإسلامية حتى الوقت الراهن، وتتضمن نماذج للعديد من التشريعات والقوانين فى مصر القديمة، كما تعرض أيضا مجموعة نصوص تشريعية مكتوبة باللغة الهيروغليفية تتضمن التشريعات التى يرجع تاريخها إلى عصر الدولة الحديثة »الأسرة 18 حوالى عام 1330 قبل الميلاد«، ومن ابرز نماذج هذه القاعة أيضا نص بالهيروغيلفية يتعلق بأقدم وأول معاهدة سلام فى التاريخ، وهو عبارة عن وثيقة زواج رمسيس الثانى من ابنة ملك . ويضم المتحف صورا لبعض الرسائل والمخطوطات منها رسالة من والى مصر فى العصر العباسي يحث فيها أهل النوبة على الالتزام بالمواثيق والمعاهدات، ورسالة عمر بن الخطاب لأبى موسى الأشعرى عندما ولاه قضاء الكوفة، بالإضافة إلى الزى الرسمي بالتشريفة الخاص برئيس المجلس، وأحد الكراسي الخاصة باستراحة الملك فى مجلس النواب، وهو كرسى من الخشب المذهب مكسو بالديباج الأحمر الفاتح، ومزين بأشكال من اللؤلؤ ، ونموذج لكرسي آخر من كراسي النواب فى البهو الفرعوني منذ تأثيث المجلس وهو كرسى صغير من الخشب . ومن الوثائق والمستندات المهمة التى يضمها المتحف وثائق محاكمة الزعيم الوطني أحمد عرابي وزملائه عام 1882 ، ووثائق قضية اغتيال أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر داخل البهو الفرعوني للمجلس عام 1945. وتضم إحدى قاعات العرض صوراً زيتية لرؤساء الجمهورية السابقين فى مصر، وشارات وميداليات تذكارية، كما توجد أيضا مجموعات من العملات التذكارية الذهبية والفضية والإصدارات البريدية والتذكارية التى صدرت فى مناسبات عديدة . المتحف به مجموعة نادرة من محاضر اجتماعات أول لجنة لوضع الدستور الدائم في مصر عام 1922، وصورة للأمر الملكي بإصدار هذا الدستور عام 1923، إلى جانب مجلد ضخم يحتوي على مجموعة الدساتير المصرية، التي تم تجميعها وفهرستها بدقة، والدساتير التي صدرت من عام 1824 حتى الدستور عام 1971، بالإضافة إلى صور تسجيلية وثائقية من الصحف اليومية المصرية التي تتضمن أخبارا وصورا تسجل الأحداث التاريخية في مصر مثل قيام الثورة عام 1952 وتنازل الملك عن العرش ومغادرته البلاد في 26 من يوليو 1952. ومن أروع ما يتضمنه المتحف كرسي العرش الذي كان يتصدر قاعة مجلس النواب وعلى جانبيه شمعدانان.