كمية الهدايا التي حصل عليها الدكتور أحمد فتحي سرور، من رؤساء البرلمانات العربية والأجنبية ومن الرؤساء والملوك والأمراء، تؤكد عشقه للسفر والترحال خلال العشرين عاما الماضية التي تولي فيها رئاسة مجلس الشعب، حتي لقب بابن بطوطة العصر الحديث، وإذا كان علي قدر أهل العزم تأتي العزائم، وعلي قدر أهل الكرم تأتي المكارم، فإن الدكتور سرور كان يقابل بقدر كبير من الكرم والاحترام والتقدير في كل مناسبة خارج مصر لأسباب في مقدمتها قدر مصر وقيمة الدكتور سرور الشخصية الذي ترأس البرلمان الدولي والعربي والإسلامي، كما أنه علامة من علامات القانون والتشريع.. فجاءت الهدايا التي أهدت إليه علي قدر هذه القيمة رغم أن بعضها رمزي وبعضها هدايا ذهبية في شكل ميداليات وسيوف مرصعة بالذهب وهدايا فضية وبرونزية علي شكل سفن وأطباق ومعادن اخري نفيسة ذات قيمة ومقام، وأهمية تاريخية. حاول الدكتور سرور تجنب المسئولية القانونية إذا اعتبر أن هذه الهدايا ملك شخصي له، وتصرف فيها أو نقلها إلي منزله، كما ادرك انه لو جلس في بيته لما أهديت إليه، وإنما إغداق الملوك والرؤساء عليه بالهدايا كان لمنصبه، وبالتالي فإن هذه الهدايا تعتبر من المال العام، وهي ملك مجلس الشعب، وقرر الدكتور سرور منذ توليه رئاسة مجلس الشعب إنشاء متحف يضم جميع الهدايا التذكارية التي حصل عليها سواء في الخارج أو في الداخل عن طريق مندوبي رؤساء البرلمانات وكان تاريخ انشاء هذا المتحف في 13 ديسمبر عام 1990، وهو ما لم يسبقه إليه غيره من رؤساء البرلمان السابقين.. حيث لم يجد سرور عندما تولي رئاسة المجلس أية هدايا تركها رؤساء البرلمان السابقون مما يؤكد احد هذه الاحتمالات إما انهم لم تكن الهدايا المقررة في عهودهم أم انهم لم يكونوا هواة السفر مثل الدكتور سرور للاستفادة من فوائده السبع أم انهم اخذوا هذه الهدايا إلي منازلهم. أنشأ الدكتور سرور شعبة خاصة برئاسته للبت في الدعوات التي يتلقاها من الخارج كان بعضها لحضور مؤتمرات في إطار الدبلوماسية البرلمانية وبعضها دعوات ضيافة خاصة، وفي الغالب كان الدكتور سرور يلبي جميع هذه الدعوات، ويسافر في معظمها، وكان أحيانا يكلف وفداً برئاسة احد وكيلي المجلس عندما تكون الاجتماعات علي مستوي اقل من رؤساء البرلمانات، وكان الوفد المرافق للدكتور سرور شبه ثابت من النوع الذي يجيد التعاطي مع الخارج ولم يكن يطبق اللائحة التي تلزم الوفد بعد عودته بتقديم تقرير إلي المجلس عما دار من مناقشات ودور الوفد المصري فيها لانها كانت في الغالب موضوعات لا ترقي إلي مستوي المتابعة.. كانت لقاءات روتينية لاستهلاك ميزانية الاتحادات البرلمانية المختلفة، لا تقدم ولا تؤخر. لم يكن تأمين متحف هدايا سرور يشكل أي عقبة أمام قوة تأمين المجلس قبل 25 يناير، وبعد ثورة شباب التحرير وبسبب المحاولات التي قام بها بعض الشباب باقتحام المجلس واعتصامهم عدة ايام امام أبوابه، وخوفا من اندساس بلطجية بين الشباب جاءت اهمية تأمين المتحف. يقول محمود سالم وكيل الوزارة بالأمانة العامة، إنه المسئول عن ادارة المتحف الذي يقع بين البهو الفرعوني وقاعة الجلسات، وكذلك عن الحجرة المقابلة والتي تضم المضابط التاريخية وذكريات الخديو اسماعيل والملك فؤاد، ويشرف علي تأمين الحجرتين ضابط و4 جنود ويضيف محمود سالم أن الهدايا التي حصل عليها الدكتور سرور موثقة ومسجلة، ويقوم بعد انتهاء عمله باغلاق المتحف بالشمع والرصاص ويسلم المفاتيح لقوة الأمن، وعندما يتأكد في الصباح التالي ان الرصاصة مغلقة بالسلسلة المرتبطة بها يطمئن علي أن محتويات المتحف لم يعبث بها احد. ويشير محمود سالم إلي أن محتويات الحجرة المقابة للمتحف مؤمن عليها بمبلغ 18 مليون جنيه وتضم أقدم مضبطة منذ عام 1866، وهي وثيقة رسمية بخط اليد لأول انعقاد لمجلس شوري النواب في 25 نوفمبر 1866، وخطاب العرش في عهد الخديو اسماعيل، وأول مضبطة لانعقاد المجلس خارج مقره في مدينة طنطا عام 1876 وكانت هذه المناسبة هي تكريم مولد السيد البدوي وناقش فيها المجلس إبطال قانون المقابلة، كما تضم الحجرة كرسي العرش الخاص بالملك فؤاد والذي كان يجلس عليه فوق المنصة اثناء افتتاح البرلمان، وكذلك العربة الملكية الخاصة بالملك فؤاد والتي كان يستقلها من قصر عابدين إلي البرلمان، وهي هدية من نابليون امبراطور فرنسا وزوجته أوجيني للخديو اسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس. وسألت محمود سالم: تفتكر أن الدكتور سرور ممكن يأمر بنقل بعض الهدايا إلي منزله؟. قال ما افتكرش. فقلت له: تقدر تمنعه؟ رد ماقدرش، بس متأكد أنه ميعملهاش!! ثم سألته تفتكر كانت آخر سفرية للدكتور سرور فين؟ قال ماعرفش.. فقلت له كانت إلي أبو ظبي قبل أيام من ثورة 25 يناير.. ثم قلت له تفتكر كانت السفرية الجديدة لفين لولا قيام الثورة؟ قال ماعرفش قلت له ولا أنا!!