أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن المراجعات عادة ما تكون نتيجة فشل أو هزيمة، أو عجز تيار بعينه عن التواصل مع الجماهير، وفقدانه القاعدة الشعبية الداعمة له والمؤيدة لممارساته، وهو ما تشير إليه الخبرة التاريخية لتجارب الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد. وتساءل المرصد، اليوم، فى دراسته التى حملت عنوان «مراجعات جماعات العنف.. نحو سبيل للخروج من متوالية العنف والمراجعة»: «هل حان الوقت لقيام جماعة الإخوان وحلفائهم بعمل مراجعات فكرية وحركية على غرار مراجعات الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد؟»، لافتا إلى احتمالية ظهور موجة جديدة من المراجعات تقوم بها جماعة الإخوان والتيارات المتحالفة معها ممن تورطت فى أعمال عنف وسفك الدماء وإشاعة الفوضى فى المجتمع. وأضافت الدراسة أن توافر الظروف المواتية والبيئة المحيطة يزيد من احتمالية لجوء الجماعة الإرهابية للمراجعات الفكرية، ومن أهم تلك الظروف فقدان الجماعة للحاضنة الشعبية فى المجتمع، وبروز الخلافات والانشقاقات داخل الجماعة، وهزيمتها أمام مؤسسات الدولة الأمنية والشرطية، وهزيمتها الفكرية، واتجاه دول كثيرة إلى مراجعة موقفها من ممارسات الجماعة كما حدث فى بريطانيا. وأشارت الدراسة إلى أن المفاهيم الخاطئة والتأويلات المشوهة للنصوص الدينية لدى جماعات العنف فى الماضى تتكرر مع تغير الفاعلين هذه المرة، فبعد أن عانى المجتمع من عنف جماعات الجهاد والجماعة الإسلامية حتى أقروا بفساد قولهم وزيف تأويلهم، نجد أنفسنا اليوم أمام جماعات أخرى متمثلة فى تفريعاتها العنقودية المنتشرة، والتى تعيد تقديم خطاب العنف والقتل والتفجير.