لم يدفعها الحنين والخوف على ابنها من بث روح الفداء والبطولة به، ولم يسقطها مشهد «نعشه» المحمول فوق الأعناق مغشيا عليها، لم تشق جيبها ولم تلطم خدها، استقبلته بالزغاريد والصياح «ابنى بطل.. أنا أم الشهيد»، هكذا تقول عزة درويش، والدة الجندى مجند محمد أيمن شويقة، الذى لاقى وجه ربه شهيدا منذ أيام، بعدما احتضن إرهابيا يحمل حزاما ناسفا ليفدى زملاءه، وأطلق عليه الكثيرون لقب «مارد سيناء» تقديرا لشجاعته. تقول أم البطل ل«الشروق»، محمد كان يردد دائما بأن النار «محوطاه» من كل اتجاه، وكان ردى عليه، أنا أرسلت رجلا للجيش وليس فتاة، ولو استشهد زملاؤك هيجيبوا حقك.. جدته كانت تبكى أثناء حديثها معه، لكنى كنت أرفض أن يبكى أحد أمامه، لبث روح القوة والشجاعة به حتى لا يكون ضعيفا. «أنا فخورة بمحمد ويشرفنى إنى أمه».. تستكمل السيدة عزة: « لم أستخسره فى مصر وترابها، وأطالب بحقه ومن فعلوا فيه ذلك يتم القصاص منهم»، وتابعت :«محمد ابنى كان دائما يطلب الشهادة، وكان يقول لى، أنا هجيب حق مصر وهحافظ عليها، وماتزعليش عليا لو جرالى حاجة».
وأضافت:«هنونى على الشهيد، أنا مبقتش عايزة أى حاجة كفاية فرحة الناس اللى شفتها، وكفاية سيرة ابنى الحلوة، وبطلب من وزير الدفاع أن يقبل أخيه ممتاز فى الجيش، أنا عايزاه يروح يجيب حق أخوه، مش عايزه إعفائه من الخدمة». وفى محاولة لتمالك مشاعرها قالت بدون بكاء: «استقبلنا جثمان محمد كعريس نزفه للجنة وعروسته تنتظره، ابنى كان هيتجوز بعد شهرين، وكل حاجته جاهزة، محمد تربى على القوة، دائما كنت أردد عليه أنه شجاع ومثله مثل باقى زملائه، كنت أقول له كن قويا وصلبا وواجه أعداء البلد، ده دورك ودور إخواتك من بعدك ودور زملائك». الشهيد شويقة مواليد قرية الإبراهيمية القبلية التابعه لمركز كفرسعد بمحافظة دمياط، حاصل على دبلوم تجارة، ويبلغ من العمر 21 عاما، كان مجندا فى سلاح الصاعقة، وكان يعمل «مبلط سيراميك» قبل التحاقه بالقوات المسلحة، له شقيقان علاء وممتاز هو أكبرهما، ووالدته ربة منزل، ووالده أيمن شويقة، يعمل موظفا بمجلس مدينة كفرسعد، تربى محمد داخل أسرة بسيطة على الشجاعة والتضحية، ضحى بنفسه لإنقاذ رفاقه، حيث احتضن إرهابيا كان يرتدى حزاما ناسفا، خلال مداهمة وكر للعناصر التكفيرية بالمنطقة الجنوبية فى العريش بمنطقة زراع الخير، وفدى زملاءه بروحه.