• التليفزيون نشأ وتأسس ليكون صوتا للنظام.. وليس مطلوبا من العاملين أن يتغيروا 180 درجة فى يوم وليلة • لا أبحث عن الشهرة أو الجماهيرية.. وتقديم الحفلات والمؤتمرات لا يقلل منى • حزينة على حال التليفزيون المصرى.. وكل مرة أدخل المبنى أقول «راحت فين أيامك الحلوة» • نجوم الفضائيات الخاصة يردون الجميل لماسبيرو بمشاركتهم فى التوك شو الجديد.. وأتمنى المشاركة فى خدمة بلدى من خلال هذه التجربة داخل أسوار دار الأوبرا المصرية دائما تجد الإعلامية جاسمين طه زكى، إما لتصوير برنامجها الاسبوعى الخاص بتغطية فعاليات وأنشطة الأوبرا، أو لتقديم حفلات افتتاح وختام المهرجانات المصرية، حتى أصبح البعض يتعامل معها باعتبارها مذيعة الحفلات والمؤتمرات، بعد ان كانت ذات يوم تشارك فى أهم برامج ماسبيرو «البيت بيتك». تقول جاسمين: أعتبر تقديمى لحفلات افتتاح المهرجانات الكبيرة أمرا ايجابيا جدا، وليس كما يتصور البعض نوع من التهميش، فالواقع اننى يسند لى تقديم الحفلات الكبيرة والدولية، وأعتبر ذلك تمثيلا مشرفا لبلدى وللتليفزيون المصرى، وفى كثير من الأحيان يكلفنى التليفزيون بذلك، وأحيانا أخرى تكلفنى بها مؤسسة الرئاسة كما حدث فى حفل قناة السويس، وهناك جهات اخرى تحرص على أن اقدم مؤتمراتها الكبيرة مثل المجلس القومى للمرأة. •• من بين 3 برامج كنت تقديمها قبل ثورة يناير لا تقدمين اليوم إلا برنامجا عن الاوبرا.. لماذا؟ بعد الثورة كنت أقدم «الاوسكار، والاوبرا، والعالم يغنى»، وطلب منى ان اختار أحد البرامج الثلاثة، ففضلت التمسك ب«الاوبرا»، لأنى أحب الاوبرا والموسيقى العربية، ولأن هناك مشاهدين قاموا بتصنيفى مذيعة الاوبرا، واصبحت أعتبر دار الاوبرا المصرية بيتى الثانى بعد التليفزيون المصرى. لكن للأسف مع المرحلة الصعبة التى مرت بها مصر، لم يكن هناك اهتمام بالبرامج الثقافية، وكانت الاولوية دائما للبرامج السياسية، فتم انقاص مدة البرنامج من ساعتين إلى ساعة واحدة، وتحول من برنامج يذاع على الهواء إلى مسجل، كما لم يعد هناك التزام بموعده التقليدى. •• وهل يمكن ان يكون لبرنامج عن الاوبرا نسبة مشاهدة فى وقت يعانى التليفزيون المصرى بشكل عام من انصراف الجمهور؟ لا أبحث عن الجماهيرية الكبيرة مثل برامج التوك شو، ولكن أحرص على أن أقوم بدور الإعلامى الذى يقدم مادة تعليمية تثقيفية تفيد المشاهد، فهذا هو معنى الرسالة الإعلامية فى نظرى، فأنا مهمتى الاساسية، الا تكون الاوبرا للنخبة، وانما تصل إلى الجمهور العادى لترقى بالذوق العام، وبشكل عام، وصول التليفزيون المصرى إلى هذه الدرجة يحزننى جدا، فكل مرة أدخل فيها ماسبيرو اقول «فين ايامك الحلوة؟»، فكل الناس كانت تتجه إلى ماسبيرو ثم تنتقل إلى قنوات اخرى، ولكن ظروف التليفزيون ليست سهلة بديونه الكبيرة، لذلك التمس له العذر. •• لماذا لم تهاجرى إلى الفضائيات الخاصة بعد الثورة؟ بقائى فى ماسبيرو بعد الثورة كان قرارا، رغم توفر أكثر من عرض للعمل فى قنوات الخاصة، ولكنى فضلت البقاء فى تليفزيون بلدى كما اخترت عدم المشاركة فى تقديم أى برامج سياسى، وما لا يعرفه الكثيرون أننى فى الاساس تخرجت من كلية الاقتصاد وحصلت على ماجستير فى إدارة الأعمال، ودخلت مجال الاعلام بالصدفة، لذلك استمرارى فى تقديم برنامج الاوبرا هو حب خالص فيما اقدمه وليس بحثا عن شهرة، فالرسالة التى اقدمها تحقق لى الاكتفاء وهذا يسعدنى، ومجرد كلمة شكرا على حلقة قدمتها، تكفينى وتشعرنى بان هناك من يقدر المجهود الذى ابذله، ورغم ان احدا لا ينافسنى فيما اقدمه، فلا يوجد فى مصر برنامج يغطى انشطة الاوبرا سوى برنامجى. •• ولكن ربما يفسر البعض عدم تقديم البرامج السياسية هروب؟ ليس هروبا، ولكن البلد كانت تمر بمرحلة صعبة عقب ثورة يناير، وانا على المستوى الشخصى تأثرت بها جدا، وبدون مبالغة كنت أشعر ان بلدى تضيع، ولأول مرة شعرت بالغربة فى مصر، وكل ما كنت افكر به فى هذه الفترة مستقبل بناتى هل سأتركهن يعيشن بمصر فى ظل هذا المشهد الذى لم أحبه، أم ابحث لهن عن مكان آخر يشعرون فيه بالامان. •• هل كان ابناء ماسبيرو مستهدفين فى مرحلة ما بعد الثورة لاستمراره سنوات طويلة يتحدث باسم نظام مبارك الذى ثار الشعب ضده؟ لم يكن تصنيفى فى يوم من الايام مذيعة سياسية، لذلك لم يستهدفنى أحد، بالعكس أنا من القلائل الذين لم يتركوا ماسبيرو، وكان اختيارى الشخصى ان ابعد عن السياسة لأن الصورة لم تكن واضحة، فنحن كنا فى مرحلة ملتبسة، فضلا عن انى لا احب تقديم شىء لا أؤمن به، فلدى مبادئ لا أقبل التنازل عنها، لذلك لم أكن لأسمح لنفسى ان يتم استخدامى وأن أقدم شيئا يخالف قناعاتى، ولهذا فضلت الاستمرار فى تقديم البرامج الثقافية وعدم الاقترب من السياسة. وبشكل عام أنا إنسانة لا تحب الصراعات، ولا ارى ان لها جدوى أو مكسبا، كما لا أنتمى على الإطلاق إلى مدرسة الردح، ولا يمكن أن يعلو صوتى على الشاشة أو أسعى للإيقاع بين ضيفين لأحصل على نسبة مشاهدة. •• هل ظلمت الثورة ماسبيرو؟ نعم الثورة ظلمته، فماسبيرو إعلام الدولة، والعاملون فى هذا المبنى ظلموا لأنهم وضعوا فى موقف الدفاع عن البيت الكبير الذى تقوم ثورة ضده، فالتليفزيون وقت قيام الثورة كان يتحدث بلسان النظام، وهذا هو دوره، لأنه نشأ على ذلك، وليس طبيعيا ان يتحول من يوم وليلة 180 درجة، حتى اذا حدث ذلك سيكون من الطبيعى ان يحدث بطريقة تدريجية، الثورة كانت منتظرة من ماسبيرو الدور الذى لا يستطيع ان يقوم به، والحقيقة اذا حدث ذلك كنت سأعتبرها خيانة، فالطبيعى ان ينقل الصورة بمهنية ومصداقية، لكن لا يكون البديل هو خيانة الدولة. •• وهل تعرضت جاسمين طه للظلم؟ يقال لى دائما اننى مظلومة، والمفروض انى استحق افضل مما انا عليه الان، ولكن هذا ليس احساسى الشخصى، فأنا اقدم ما يسعدنى، وراضية جدا، وما استحقه هو تقدير من غيرى لما اقدمه، ورغم ان علاقاتى المهنية والاسرية والاجتماعية كبيرة جدا، لكنى ابدا لم استغلها فى عملى، فالحمد لله أملك اسم جيد داخل التليفزيون ويحبنى الجميع، ولن أسعى لمناصب أو برامج، ولا لشىء على الاطلاق، وأؤمن بأن ما كتبه الله لى سيحدث. •• وكيف ترين الاستعانة بنجوم الفضائيات لتقديم برنامج التوك شو الذى يعد له ماسبيرو؟ أعتقد أن عددا من الذين سيتم الاستعانة بهم هم فى الأصل من أبناء ماسبيرو، فالواقع الذى لا يستطيع أحد انكاره أن 90 % من المذيعين الموجودين فى القنوات الخاصة تخرجوا من مدرسة ماسبيرو، وهم يدينون للتليفزيون بما هم فيه الان، لذلك اعتبر مشاركتهم فى تقديم البرنامج ردا لجميل عليهم. •• كنت من مؤسسى برنامج البيت بيتك، فهل كنت تتمنى ان تعودى لتجربة سياسية من خلال هذا التوك شو الجديد؟ كنت أحب ان اشارك فى هذه التجربة، لأن هذه الفترة مهمة فى تاريخ الوطن، ومن الواجب على كل فرد ان يقف إلى جانب المؤسسة التى ينتمى اليها. وبشكل عام هذه التجربة ايجابية جدا لأنها عودة للشراكة بين التليفزيون والقطاع الخاص، وهذا هو المطلوب فى هذه المرحلة، فالتليفزيون اذا حصل على الدعم الكافى واستعان بكفاءته على الوجه الصحيح سيقف على قدميه مرة أخرى وبقوة.