قبيل قمة الرئيس حسنى مبارك ونظيره الأمريكى باراك أوباما فى البيت الأبيض مساء أمس، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولى، أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بحثت مع الرئيس حسنى مبارك خلال لقائهما فى واشنطن مسألة «حقوق الإنسان والديمقراطية» فى مصر. وشدد كراولى على أن حقوق الإنسان والديمقراطية فى مصر «هما مصدر قلق دائم للولايات المتحدة»، وأن «هذه المسألة تشكل جزءا من محادثاتنا الجارية مع مصر. إنه شىء نتطرق إليه فى كل لقاء على مستوى عالٍ»، مشددا على أن الولاياتالمتحدة سوف «تواصل إثارة هذه المشكلة». وأضاف المتحدث أنهما ناقشا أيضا الوضع فى إيران والسودان وباكستان وأفغانستان. وعلى الصعيد الثنائى، تحدثا عن المبادلات الاقتصادية والتربية. والتقى الرئيس مبارك أيضا أمس الأول كلا من جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكى ومدير الاستخبارات دنيس بلير ومستشار الأمن القومى جيمس جونز، إضافة إلى 25 من ممثلى المنظمات اليهودية الأمريكية. وخلال اللقاءات التى عقدها الرئيس مبارك فى مقر إقامته بفندق فورسيزون، عقد أقطاب ما يطلق عليهم «المعارضة المصرية فى واشنطن» مؤتمرا صحفيا فى مبنى نادى الصحافة الوطنى بالعاصمة واشنطن، أطلقوا فيه على تجمعهم اسم «تحالف 28 فبراير للديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر». وعبر المتحدثون، ومن بينهم الناشط السياسى والأكاديمى المصرى الدكتور سعد الدين إبراهيم، أمام جمع تراوح بين خمسين وستين شخصا عن شعورهم بالإحباط من دعوة الرئيس أوباما نظيره المصرى إلى البيت الأبيض. ودعا المتحدثون أوباما إلى الضغط على مبارك من خلال قطع أو تحديد أو مشروطية المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر. وطالبوا بتشكيل حكومة انتقالية تشرف على الإعداد لانتخابات حرة وديمقراطية، على أن تضم هذه الحكومة حكماء مصريين غير حزبيين، مثل الدكتور محمد البرادعى، والدكتور أحمد زويل، وعمرو موسى، والدكتور محمد غنيم وآخرين. وذكر التحالف فى بيان «أن تحالفنا يتكون من أقباط ومسلمين اتحدوا للتعبير عن إدانتهم لما يبدو أنه استمرار للسياسة الأمريكية التى تدعم الديكتاتوريات الصديقة، وهى السياسة التى وعد الرئيس أوباما بإنهائها خلال حملته الانتخابية». وتحدث البيان عن «استمرار تدهور سجل حقوق الإنسان فى مصر، طبقا لشهادة المنظمات المصرية والدولية العاملة فى هذا المجال»، وشدد على ضرورة أن تطالب واشنطن الرئيس مبارك بتبنى خطوات إصلاح ديمقراطى حقيقى قبل إجراء انتخابات مجلس السعب (الغرفة الأولى بالبرلمان) عام 2010 والرئاسية فى العام الذى يليه. ومعلقة على زيارة الرئيس مبارك التى تعد الأولى للولايات المتحدة منذ عام 2003، قالت تامارا كوفمان الخبيرة فى شئون الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز بواشنطن، إن هذه «الزيارة تعد رمزا لعودة دفء العلاقة التى شهدت توترا لفترة طويلة خلال وجود الرئيس (الأمريكى السابق جورج) بوش فى البيت الأبيض». وتأتى الزيارة فى وقت تضغط فيه إدارة أوباما على ما تعتبرها دولا عربية معتدلة لاتخاذ خطوات يمكن أن تشجع إسرائيل على تجميد بناء المستوطنات فى الضفة الغربيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية. وخلال لقائه مع ممثلى المنظمات اليهودية الأمريكية أمس الأول، قال الرئيس مبارك إنه يعلم أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يريد تحقيق السلام، لكن على إسرائيل أن تتخذ الخطوة الأولى. وأضاف أنه يجب على نتنياهو أن يلتقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أولا، على أن تنضم دول عربية أخرى فى وقت لاحق إلى عملية التطبيع مع إسرائيل. ويرفض الرئيس عباس استئناف مباحثات السلام قبل أن توقف إسرائيل أنشطة الاستيطان تماما. وقالت مصادر حكومية إسرائيلية أمس إن نتنياهو مستعد لوقف الاستيطان فى الضفة الغربية بصورة مؤقتة بناء على طلب إدارة أوباما، من خلال «وقف استدراج العروض للبناء فى المستوطنات حتى نهاية 2010».