أعلن المركز الثقافى البريطانى فى مصر أمس الأول عن إغلاق مكتبته التى ظلت تتيح الإعارة العامة لأكثر من سبعة عقود، «بسبب ضعف ارتباط المصريين بالكتب». وأوقفت مكتبة المجلس الإعارة الخارجية يوم السبت تمهيدا لإغلاق أبوابها الخميس القادم. وقال بول سميث مدير المركز فى مقابلة مع رويترز إن «إدارة مكتبة فكرة جميلة» لكن مسئولى المجلس اكتشفوا أنها لم تعد «تحدث أثرا مفيدا لأن أناسا قليلين فى القاهرة يأتون إلى المكتبة» بمقر المجلس المطل على شارع النيل بالعجوزة. وقال سميث الذى عمل فى السابق أستاذا للآداب إن «المصريين ليسوا من كبار محبى الكتب». المجلس الثقافى البريطانى، وهو أكبر منظمة ثقافية وتعليمية فى العالم، افتتح أول مكتب له خارج المملكة المتحدة فى مصر عام 1938 وهى نفس السنة التى بدأ فيها عمل المكتبة. وأشار إلى أن عدد أعضاء المكتبة حاليا حوالى 2800 عضو سنويا فى حين تصل تكلفة إدارتها إلى حوالى ثلاثة ملايين جنيه مصرى سنويا وهو ما اعتبره «الوجه غير الأمثل لإنفاق أموال دافعى الضرائب البريطانيين». وفى لندن قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية لرويترز إن «المجلس الثقافى البريطانى يغلق المكتبة لأنها أصبحت مكلفة. يبدو أنه ما بين ثلاثة إلى أربعة فقط من أرباب المعاشات والمغتربين يستخدمون المكتبة الواقعة فى وسط القاهرة يوميا. ويفضل مسئولو المجلس إنفاق الأموال على موارد الإنترنت». وفى رسالة نشرتها صحيفة التايمز اللندنية الشهر الماضى قال مارتن ديفيدسون المدير التنفيذى للمجلس الثقافى البريطانى «الحقيقة إن الجيل القادم فى مصر يظهر نقصا فى دعمه للمكتبة، ويختار التواصل مع المملكة المتحدة بطرق جديدة». وسلم سميث بأن التخلى عن إدارة مكتبة لإعارة الكتب يعنى «رفع الراية البيضاء أمام الإنترنت». لكن سميث قال إن إغلاق المكتبات ليس اتجاها عالميا للمجلس الثقافى البريطانى. وأضاف أن هذا ليس هو الحال فى الهند مثلا «حيث الناس لديهم توجه نحو الكتب». لكن سميث وهو أيضا المستشار الثقافى للسفارة البريطانية فى مصر قال إن إغلاق المكتبة لا يعنى تخلى المجلس عن دوره فى دعم الثقافة البريطانية أو تقليص أنشطته وإنما سيتوسع فى تلك الأنشطة بطرق أخرى «لبناء شراكة رائعة بين الشعبين البريطانى والمصرى وليس مجرد الترويج للثقافة البريطانية». وأشار إلى أن 27 ألف شخص يدرسون اللغة الإنجليزية بالمجلس الثقافى البريطانى فى القاهرة سنويا كما أن عدد أعضاء المكتبة من طلبة جامعة القاهرة أعرق الجامعات المصرية يدور حول 200 عضو فقط. وقال سميث إن المجلس سيتوسع فى تقديم خدمات تعليمية عبر الإنترنت وإقامة شراكة من أجل «دعم المهارات التعليمية والمهنية واستقدام خبراء فى الدراسة والإدارة» ونشر أدوات تكنولوجيا المعلومات فى المدارس وتعزيز الحوار بين شعبى البلدين. وأشار إلى أن أنشطة المجلس تشمل مشاركة وجها لوجه مع حوالى نصف المليون شخص فى مختلف أنحاء مصر سنويا. وقالت رينا جول مساعد المدير العام للمجلس للعلاقات العامة بمصر إن مكتبة المجلس فى القاهرة بها حاليا حوالى خمسة آلاف كتاب سيتم التبرع بها إلى مؤسسات تعليمية فى محافظات غير القاهرة والإسكندرية وستكون بالأساس من محافظات الصعيد فى جنوب مصر.