أغلقت منذ أسبوع مكتبة المجلس الثقافى البريطانى، لتنهى فترة طويلة من العمل فيها كأول مكتبة بريطانية خارج المملكة، فى الوقت الذى يحتفل فيه المجلس بمرور خمس وسبعين عاماً على إنشائه بمصر، الأمر الذى أثار العديد من التساؤلات أجاب عنها "بول سميث" مدير المجلس الثقافى البريطانى بالقاهرة فى مؤتمر صحفى عقده المجلس أمس.. قال سميث إن قرار إغلاق المكتبة ليس بسبب التكاليف الباهظة كما تردد، ولكنها لم تعد تستخدم بالكثافة التى كنا نتطلع إليها، وبالرغم من أن المكتبة تتكلف الكثير لإدارتها لكن لم يكن يمثل ذلك مشكلة إذا كان عدد أكبر من الأشخاص يستخدمونها. مضيفا أن أبحاث القراء التى قام بها المجلس أكدت أن الناس يريدون خدمات قريبة من منازلهم أو أماكن عملهم، وهو ما جعل حجم جمهور المكتبة أقل من 3000 شخص وهذا أمر لا يشير باستمرار العمل بالمكتبة، لذا قررنا تحويل النشاط من مكتبة إلى خدمة لعدد أكبر من الجمهور من خلال مشروعات ثقافية مختلفة. وأضاف سميث: المكتبة لم تعد تضاهى المكتبات العامة بالقاهرة بعد أن تغير شكل الحياة فى مصر، خاصة بعد ظهور عدد من المكتبات الجديدة التى توفر كتباً حديثة ومراكز ثقافية مثل ساقية الصاوى، وذلك كله منح الجمهور اختيارات كثيرة لكيفية قضاء أوقات الفراغ، وبذلك انزلقت مكتبتنا إلى آخر هذه القائمة من أولويات الجمهور. وتابع سميث أن المجلس سيتوسع فى تقديم خدمات تعليمية عبر الإنترنت وإقامة شراكة من أجل دعم المهارات التعليمية والمهنية واستقدام خبراء فى الدراسة والإدارة، ونشر أدوات تكنولوجيا المعلومات فى المدارس وتعزيز الحوار بين شعبى البلدين. وقالت رينا جول، مساعدة مدير المركز، إنه يوجد لدى المجلس فى المكتبة 5 آلاف كتاب وهو عدد لانستطيع أن ننافس به المكتبات العامة بالقاهرة، لذلك قررنا التطور بشكل مختلف وتحويل مركز التعلم والمعرفة إلى وسائل لدعم الدارسين بالمركز، لأن الكتاب لم يعد الوسيلة الوحيدة للمعرفة. وعن مصير الكتب الموجودة قالت جول: أعضاء المكتبة عددهم 2800 شخص معظمهم من الدارسين لدينا، وسنحتفظ بالكتب الدراسية المفيدة لهم وتم الاتفاق مع مدارس وجامعات مصرية للاستفادة ببقية الكتب، وسيتم منح الكتب الخاصة بالفن البريطانى لمتحف الفن فى الفيوم والأدب الإنجليزى إلى جامعة الزقازيق.