مصادر: قلق مصرى من ضياع مزيد من الوقت دون إنجاز المهمة الأساسية التى بدأت من أجلها المفاوضات أجرت وزارتا الخارجية والموارد المائية والرى، اتصالات مكثفة خلال الأسبوع الماضى، مع الأطراف المصرية والسودانية المعنية بملف التفاوض مع إثيوبيا حول سد النهضة، انتهت بزيارة لوزير الرى حسام مغازى، إلى الخرطوم، أمس الأول، للتنسيق ومحاولة إقناع الجانب السودانى، بمدى خطورة عدم جدية المفاوضات الفنية فى الوصول إلى رؤية مشتركة وحل سريع، لتدراك تأثيرات السد على الأمن المائى المصرى والسودانى. وجاءت زيارة مغازى إلى السودان بعد ترتيبها من خلال الخارجية المصرية، لوضع بنود محددة فى الحديث مع الجانب السودانى بشأن المشكلات والمخاوف المصرية، حول تباطؤ المباحثات فى التوصل إلى نتيجة واضحة، والقلق من ضياع مزيد من الوقت دون إنجاز المهمة الأساسية التى بدأت من أجلها المفاوضات، وهى دراسات تأثيرات السد على مصر والسودان. وقالت مصادر فنية معنية بملف مياه النيل، إنه رغم إدراك مصر منذ البداية للموقف السودانى المتماشى مع الرؤية الإثيوبية، إلا أن هناك محاولات دبلوماسية طيلة الوقت للحديث مع السودان حول المخاطر المشتركة، التى يمكن أن تحل على الدولتين جراء بناء سد النهضة. وكانت السودان تلعب دور الوسيط منذ تولى الوزير السودانى السفير معتز موسى، حقيبة وزارة المياه والطاقة السودانية، مستخدما قدراته الدبلوماسية فى إقناع الجانبين المصرى والإثيوبى، والتوسط للوصول إلى اتفاقيات ورؤى واحدة، وتقليل مساحة الاختلاف، وهو ما ظهر فى مفاوضات أغسطس 2014 التى بدأت فى الخرطوم، واستطاع خلالها الوزير السودانى التوفيق بين الوفدين المصرى والإثيوبى وصياغة خريطة الطريق الأولى فى المفاوضات، رغم الخلافات التى سيطرت على الاجتماعات وقتها، إلا أن هذه الخريطة لم يتم الالتزام بها حتى توقيع الرؤساء المصرى والسودانى والإثيوبى، على وثيقة المبادئ الحاكمة لمشروع سد النهضة الإثيوبى، فى مارس الماضى. وقالت المصادر، إن القاهرة مستمرة فى سياسة التفاوض التى بدأتها وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، لكن الإدارات المعنية بملف سد النهضة لا تزال تقدم تقارير عده توضح وتشرح طبيعة المفاوضات الآن، ومدى التطور فى البناء بموقع سد النهضة، وفقا للمصادر المصرية وصور القمر الصناعى المصرى المراقب لعملية بناء السد، وتقول إنه لم يتم التوصل إلى نتيجة مؤثرة من خلال التفاوض مع الجانب الإثيوبى، الذى استطاع أن يحصل على جميع المكتسبات من خلال المفاوضات، التى مكنته من الحصول على المباركة الدولية، والاستمرار فى بناء السد. ومن المنتظر أن تستأنف المفاوضات فى الأسبوع الأخير من أكتوبر الحالى فى القاهرة، لمناقشة أسباب انسحاب المكتب الهولندى «دلتارس» من تنفيذ الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة الإثيوبى.