- مشاركون بالندوة: إدارات بالوزارة تعتبر الإنفاق على الثقافة إهدار للمال العام تحولت ندوة «الفرق الحرة والهواة وكيفية مشاركة الدولة ودعمها لهم»، ضمن فعاليات المهرجان القومى للمسرح، إلى عاصفة هجوم على إدارة وزير الثقافة عبدالواحد النبوى، واتهموا الوزارة بالروتين وعدم دعم الثقافة ولا المسرح ولا الفن. الندوة أدراها يسرى حسان وشارك فيها دكتور عمرو دوارة رئيس الجمعية المصرية لهواة المسرح، والمخرج المسرحى أحمد إسماعيل، وهشام السنباطى مدير أحد فرق الهواة. بدأت الندوة بهجوم يسرى حسان على وزارة الثقافة قائلا: من يتعامل مع الدولة يواجه مشاكل بيروقراطية بشعة وأغلب إدارات وزارة الثقافة فاشلة، بل ويحاربون الثقافة، وفيهم مجموعة كبيرة يعتبرون أن المجال الثقافى إهدار للمال العام، وهم ضد الثقافة والعمل الثقافى، وأذكر أنه بعد ثورة يناير وجدت مطلبا لا أستطيع وصفه الا بالكوميدى من أحد العاملين بهيئة قصور الثقافة عندما تقدم بطلب لرئيس الهيئة بأن يوقف مشروع نشر الكتب الصادرة عن الهيئة وتخصيص ميزانية هذا المشروع فى شكل مكافآت لموظفى الهيئة، وفى الحقيقة اندهشت بشدة من هذا الطلب لأنى اعتبره نوعا من البلطجة على الثقافة، ومع الأسف هذا يعتبر نموذجا للعقلية التى تحكم العمل بوزارة الثقافة، هذه المؤسسة الفاشلة. وأضاف: مع الأسف وزير الثقافة نفسه لا يقدر الثقافة أصلا، فمنها مثلا إصداره إحدى القرارات العشوائية بايقاف كل العروض المسرحية وقت اغتيال بعض الجنود على الحدود، فنحن بالطبع نقدر هذه الأزمة، ولكن فى المقابل هذه فرق تتسابق مع بعضها ضمن عمل مهم وكبير، ومنهم من جاء على نفقته الخاصة من الأقاليم، فكيف أصدر قرارا بهذه العشوائية دون التفكير فى تبعاته. ورأى أن الدولة «تكره» الثقافة ولا تحبها بل وتسعى لمحاربتها ويتعاملون بروتينية رهيبة معها، وقد ساقنى الحظ إلى تعاملى فى كثير من الامور مع بعض الانشطة والدورات التدريبية التابعة للوزارة والتى لا تخرج عن اجراءات ورقية، بل وأؤكد أن الدورات التدريبية مجرد مجاملات للبعض، ولذلك أقول إن الدولة غير جادة فى تقديم خدمة واعية للمواطن، ولا جادة فى الاهتمام بالثقافة. من جانبه تطرق الدكتور عمرو دوارة إلى المشكلات البيروقراطية التى يعانى منها شباب المسرحيين فى مصر، وقال: «ذات مرة فى دورة للمسرح العربى واجهت مشكلة فى إيجاد مسرح لعرض افتتاح المهرجان، ومنها مثلا أن فيفى عبده كانت تجرى بروفات لفاطمة رشدى على خشبة مسرح تابع للدولة ورفضت تركه، وبالتالى بحثت عن حلول أخرى ووقعت فى مشكلات لا حصر لها بسبب هذا، وإذا كنا نقول إننا نحتاج دعما من الدولة، فانا لا أرفض هذا ولكن السؤال الأهم فى هذا السياق من هو المسئول فى الدولة الذى يحب المسرح ويرغب فى دعمه؟، فمع الأسف وزارة ثقافة تحولت لوزارة موظفين. وفى سياق آخر، تحدث الحاضرون عن أزمات مسرح الهواة والمستقلين وغيرهم، حيث قال هشام السنباطى «مع الأسف ليس هناك تعريف للشرائح المختلفة فى المسرح، ولذلك لابد أن يكون هناك تعريف رسمى وتعارف بين هؤلاء الشباب وبين الدولة، لأن هناك فارقا كبيرا بين الهاوى والحر والمستقل، سواء فى الاستمرارية أو الانتاج أو الدعم فى الانتاج». وتابع «ولذلك أقول إنه لابد من وضع تعريف محدد لكل شريحة، بل ويجب أن يتم توزيع دعم وزارة الثقافة على فئات كثيرة وفرق أكثر وليس على شريحة محددة فقط، وأنا فى فرقتى تعودت الا انتظر دعم الدولة حتى اعمل مثلما يحدث مع بعض الفرق التى لا تعمل الا اذا حصلوا على دعم الدولة، ولكن تعودت ان اذهب مع فرقتى على حسابنا الشخصى، لأنى اذا انتظرت هذا الدعم فلن أفعل شيئا». واعتبر دوارة أن «كلمة هاوى للمسرح تعنى العاشق للمسرح، والهواة هم من حفظوا ماء وجه المسرح المصرى، وأعلى جهة فى مصر تقدم أكبر عدد من العروض هى أسقفية الشباب التى تقدم سنويا أكثر من ألفى عرض، والغريبة أنه يتم تجاهل عروضهم من قبل بعض مهرجانات الدولة». كما اتهم المخرج أحمد اسماعيل مسئولى وزارة الثقافة بالتقصير قائلا: «هناك افتقاد كامل للثقة فى مؤسسات وزارة الثقافة وخصوصا الآن، فنحن نعيش أتعس اللحظات الثقافية فى ظل هذه الوزارة البائسة ومع الوزير الحالى»، حسب قوله.