أظهرت السوق ارتباطا قويا بالأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضى، لتبدأه وتنهيه بارتفاع، وتتراجع فى منتصفه، وهى نفس الخطى التى سارت عليها البورصات العالمية، إلا أن محصلة الأسبوع أفقدت مؤشر البورصة الرئيسى EGX 30 نحو 0.6% من قيمته. بينما جاء أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة أفضل كما يظهر من ارتفاع مؤشر EGX 70 بنسبة 3.17% مقارنة بالأسبوع السابق. ويعكس أداء السوق ارتباطه بالأسواق العالمية كما يرى وفيق داوود، مدير أول حسابات العملاء فى شركة النعيم للأوراق المالية، فقد بدأت السوق التداول بارتفاع على خلفية صعود الأسواق الأوروبية والأمريكية فى نهاية الأسبوع السابق عليه، وتراجع مع تراجعها، ثم عاود الصعود يوم الخميس فى استجابة من المتعاملين لارتفاع الأسواق الدولية. ويقول داوود إنه حتى إذا كان تراجع السوق لثلاثة أيام بدفع من عمليات جنى الأرباح، فإن هذه العمليات نفسها كانت مرتبطة باتجاه الأسواق الخارجية لجنى الأرباح، «فالمؤسسات المحلية وليست فقط الأجنبية تتابع أولا ما يحدث فى الخارج»، وكذلك يفعل المستثمرون الأفراد، وذلك على الرغم من «أننا نعرف منذ بداية الأزمة أن السوق المصرية لا تعانى أزمات مالية كتلك التى شهدتها أسواق أمريكا وأوروبا». وقد بدأ مؤشر EGX30 الأسبوع بارتفاع 0.72%، مدفوعا بارتفاع شهادات الإيداع الدولية للأسهم الكبيرة فى بورصة لندن، فى نهاية أسبوع التداول هناك، ثم دفعت عمليات البيع من المصريين والعرب المؤشر للتراجع بنسبة 1.03% يوم الاثنين، واستمر فى الانخفاض يومى الثلاثاء والأربعاء، ليفقد 1.7% و1.8% من قيمته على التوالى، بدفع من مبيعات المستثمرين الأجانب والعرب. إلا أن الحركة التصحيحية المحدودة التى هبطت بالسوق من مستوى 6500 نقطة إلى 6200 نقطة، قد بدأت فى الانحسار منذ منتصف تعاملات الأربعاء، حيث قلص المؤشر الرئيسى من خسائره التى بلغت 2.5% فى بداية اليوم، لينهى التعاملات بخسارة 1.79%. وأنهت السوق الأسبوع عند 6490.62 نقطة، بانخفاض 0.6% عن الأسبوع السابق، رغم الصعود الذى شهدته يوم الخميس، عندما ارتفع مؤشر EGX 30 بنسبة 3.3%، بقيادة مشتريات الأجانب والمستثمرين الأفراد. وشهد الأسبوع إعلان عدد كبير من الشركات عن نتائج أعمالها فى النصف الأول من العام، إلا أن ذلك لم ينعكس بشكل كبير على أداء أسهمها، حيث تراجعت أسهم شركات حققت أرباحا، بينما ارتفعت أسهم شركات خاسرة. حيث ارتفع سهم البنك التجارى الدولى مثلا بنسبة 1.45% رغم تراجع أرباحه فى النصف الأول ب8%، بينما ارتفع سهم العربية بوليفارا 6.52% رغم ارتفاع حجم خسائرها بنسبة 99% من يناير إلى يونيو 2009، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. ويعلق وفيق داوود على هذه الظاهرة بأن «نتائج أعمال الشركات الأمريكية أكثر تأثيرا علينا من نتائج الشركات فى السوق المصرية»، موضحا أن النتائج تأتى عادة متوقعة، خاصة أنه فى كثير من الأحيان يتم تسريبها للسوق قبل الإعلان عنها بشكل رسمى، بينما يؤثر أى إعلان فى السوق الأمريكية بشكل واضح على التعاملات، لأن الجميع يعرفونه فى نفس الوقت. ومن جهة أخرى يرى داوود أن المتعاملين لا يعتدون كثيرا بنتائج الأعمال، حيث يهتم بها عادة المستثمرون الأجانب. بينما اتسق أداء بعض الأسهم مع نتائج أعمالها مثل المجموعة المالية هيرمس التى تراجعت أرباحها بنسبة 58%، وخسر سهمها نحو 5% من قيمته خلال الأسبوع، وبشكل أوضح مع شركة النعيم القابضة للاستثمارات، التى سجلت خسارة بلغت 4.204 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2009، مقارنة بصافى ربح 16.463 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2008، وانخفض سهمها بنسبة 49.64%. وقد تراجعت معظم الأسهم القيادية فى السوق خلال الأسبوع، وخاصة تلك التى يستثمر فيها الأجانب بشكل كبير، مع تركز عملياتهم لصالح البيع معظم أيام التداول، حيث انخفض سهم أوراسكوم تليكوم الذى تصدر أحجام التداول معظم أيام الأسبوع بنسبة 1.9٪، كما تراجع سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة 0.7٪، وفقد سهم طلعت مصطفى 1.39٪ من قيمته. كذلك شهدت بعض الأسهم نشاطا غير عادى على مدى الأسبوع نتيجة للإعلان عن أخبار جوهرية، مثل سهم شمال الصعيد للتنمية والإنتاج الزراعى «ينوداب» الذى ارتفع بنسبة 51.5٪ خلال الأسبوع، نتيجة للإعلان عن رفع رأسماله من 50 مليون جنيه إلى 300 مليون. وأعلنت عدة شركات نتائجها بعد إغلاق البورصة يوم الخميس، وهو ما لم ينعكس على التداول بطبيعة الحال، مثل شركة عز الدخيلة للصلب الإسكندرية، التى تراجع صافى أرباحها بنسبة 78.3% خلال النصف الأول من عام 2009، ليصل إلى 374.057 مليون جنيه، مقارنة ب1.729 مليار خلال نفس الفترة من عام 2008. كما تراجعت أرباح شركة السويدى للكابلات بنسبة 29.6%، لتصل أرباحها إلى 369 مليون جنيه خلال النصف الأول من 2009. فيما اتجهت أرباح شركات الأسمنت للزيادة، حيث زاد صافى ربح شركة لافارج للأسمنت مصر بنسبة 23% فى النصف الأول من عام 2009 ليبلغ 1.094 مليار جنيه، كما حققت شركة مصر بنى سويف للأسمنت زيادة فى أرباحها الصافية بنسبة 38.7% لتصل إلى 201.3 مليون جنيه خلال النصف الأول من عام 2009.