- أهلها أجبروها على القبول بعريس آخر فألقت بنفسها من الدور الخامس.. وانتحر حبيبها حزنًا ليلحق بها ودع أهالى دمنهوربالبحيرة أمس جثمانى الشاب محمد الوكيل، 25 سنة، والفتاة (ه.ر) 18 سنة، اللذين انتحرا، أمس الأول، بعد فشلهما فى الارتباط بسبب رفض الأهل. أعادت قصة محمد وحبيبته للأذهان حكايات العشق التى سطرتها الروايات عبر العصور مثل «روميو وجولييت» و«حسن ونعيمة» و«قيس وليلى».. بطل القصة الجديدة شاب يعمل موظفا بالورشة الفنية لشركة مياه البحيرة، لا يملك من الدنيا إلا راتبه ينفق منه على أمه وشقيقه بعد وفاة والده، لكن ظروف محمد الصعبة لم تمنعه من الحب، أحب الشاب «بنت الجيران» ليبدأ حكاية العاشق الذى قتله الهوى. يروى أحد أقارب محمد (ع .م) قصة حبه قائلا: بدأت بعد أن رآها أول مرة، حيث كان محمد صديق شقيقها وكان يتبادل معه الزيارات المنزلية، حتى تعلق قلبه بحبها لكنه ظل كاتما هذا الحب ليصارحها به بعد ذلك ويتفقا على الزواج، بالفعل تقدم محمد إلى أهلها (أصحاب محال الجزارة الكبيرة بدمنهور) لخطبتها إلا أنهم رفضوا، بحجة أن ظروفه الاقتصادية غير مناسبة، فى ذات الوقت حاولوا إجبارها على الزواج من آخر. يكمل صديق محمد، جاء الرفض للحبيبين كالإعدام وظلا فى حالة «عذاب»، وكتب محمد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك كلمات تعبر عن الحزن والحب والفراق. ويقول (ا.ع) من أصدقاء محمد المقربين: بعد رفض أهل حبيبته ارتباطهما تبدل حاله واختفت البسمة التى كان يتمتع بها، وانطوى على نفسه بعد أن كان من عاداته حب اللمة وشرائه الفطار لنا كل صباح أو تجهيزه بالمنزل من يد والدته، مضيفا: حاولنا كثيرا مساعدته على نسيانها إلا أنها كانت محاولات فاشلة لحبه الشديد لها لتمتعها بأخلاق حسنة واحترامها الذى شهد به الجميع. وأضاف، ظلت حالة «محمد» من سيئ إلى أسوأ حتى ليلة الأحد الماضى، عندما تقدم عريس لخطبة حبيبته، ومحاولة أسرتها إجبارها على قبوله، وبعد مشادة دارت بينها وبين والدتها لرفضها العريس أقبلت الفتاة على الانتحار بإلقاء نفسها من شرفة منزلها بالدور الخامس، وتم نقلها إلى مستشفى دمنهور العام فى حالة غيبوبة كاملة فى حالة خطرة، وعندما علم «محمد» صباح اليوم التالى من بعض الجيران بما حدث لحبيبته، أخذ والدته مهرولا إلى المستشفى لزيارتها والاطمئنان عليها لكنه أصيب بحالة هيستيريا عندما أخبره مسئول الاستقبال فى المستشفى بوفاتها، لتنتابه حالة من الصراخ حتى أنه ظل يكرر كلمة « لا لا»، وجرى مسرعا بلا عقل وخلفه أمه وأحد أصدقائه لم يلحقاه ولم يستجب لندائهما، وتوجه إلى أعلى الكوبرى المقابل للمستشفى مقررا إنهاء الحكاية، وفى ثوان وأمام نظر أمه ألقى «الحبيب» بنفسه فى الماء حزنا على «محبوبته». وبصوت الحسرة والحرقة نادت الأم المكلومة على ولدها الذى غمرته المياه: «متحرقنيش يابنى اطلع يا محمد، اطلع يابنى، ما تموتش أمك، اطلع سمعنى صوتك، انت فين يابنى، متحرقش قلبى، متحرقنيش يابنى»، وسارع صديقه لإنقاذه إلا أنه لم يتمكن وسقطت الأم مغشيا بعد أن فارق ابنها الحياة وراء حبيبته. وتمكنت قوات الإنقاذ النهرى من انتشال جثته وحفظها فى ذات الثلاجة التى يرقد بها جثمان حبيبته، وهو ما أثار غضب أهلها المتواجدين خارج المشرحة للانتهاء من إجراءات استلام الجثمان، محاولين منع عمال المشرحة والشرطة من إدخاله ذات الثلاجه قائلين: «مايدخلش عليها لا حى ولا ميت هو السبب فى كل ده»، إلا أنهم أجبروا على ذلك. وجمع القدر الحبيبين سويا تحت سقف واحد لكن وهما «أموات»، وصلى أهل الحبيبين عليهما العصر فى مسجدين متجاورين بمنطقة واحدة، ثم توجه المشيعون كل فى جنازته حتى لاتصطدم العائلتان لكنهما فوجئوا بالقرب الشديد بين المقبرتين لدرجة أن «الدفنة» تمت فى وقت واحد ووارى جثمان الأحبة الثرى فى جو من الحزن والحرقة على فراقهما. وسقط بعض أصدقاء محمد مغشيا عليهم من هول الصدمة، ورفضت أمه تركه بعد دفنه وظلت تصرخ بجوارقبره حتى حملها أصدقاؤه رغما عنها، وتعالت أصوات أصدقاء محمد: لا نصدق ما حدث إننا لن نراك ثانية، سلام يا عريس الجنة بإذن الله فالله غفور رحيم، لن يمنع عنك ما منعه البشر، وسيفرح قلبك الذاهب إليه بجراحه، مرددين: «سلام يا صاحبى، يا أجدع وأرجل وأكرم صاحب»، ليسدل الستار وتبقى الحكاية.