أهالى الضحايا فى انتظار الجثامين أمام المشرحة " قد كنت لا ارضي التبعد برهة كيف لتصبر والبعاد دهور، ابكيك حتي نلتقي في جنة برياض خلد زينتها الحور" عجزت اقلامنا عن وصف حال الاب المكلوم حزنا علي فراق ابنته وحفيداته الثلاث فاستعضنا بابيات لشاعرة التيمورية في رثاء ابنتها.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. نحتسبهم عند الله شهداء الطريق.. نساء اتشحن بالسواد ورجال يبكون كالنساء..دموع تعتصر قلوب ناظريها وقهر لن يغلبه النسيان.. عزاؤهم الوحيد الصبر والدعاء عسي الله ان يجمعهم مع من فقدوا من احبتهم في الجنة.. انتقلت "الاخبار" لتنقل مأساة اهالي الضحايا الذين راحوا في الحادث الاليم الذي شهده طريق عيون موسي السويس فجر امس.. نساء اتشحن بالسواد يحملن ملابس اولادهم وازواجهن يبكين بطريقة هيسيترية حزنا علي فراق ذويهم لم يتحملوا الصدمة يخيل اليهن ان ذويهم سوف يخرجون علي اقدامهم من باب المشرحة لكن عقولهن ترد عليهم ان الموت نهاية الطريق الذي لم يقدر لهم ان يتمنوه فمنهم من تقول " اعمل ايه من بعدك يا حبيبي " والثانية تقول لا اله الا الله في الوقت الذي لزم فيه الآباء والدموع تزرف من اعينهم فمنهم من ابتلت لحيته ومنهم من غرقت ملابسه لكثرة الدم ..كما وجدنا الاهل والاصدقاء يجلسون ارضا يحملون اكفان ذويهم تمهيدا لتكفينهم وغسلهم لتشيع جثمانهم إلي مثواهم الاخير.. " لا اله الا الله.. ربنا يرحمهم.. اعمل ايه من بعدهم.. بهذه الدعوات تحدث محمد فتحي مصطفي والد عزة التي وافتها المنية هي وبناتها الثلاث وجدناه يجلس ارضا يحمل اكفانا لاسرة ابنته.. يروي لنا كيف كانت ابنته وكيف كان يحبها كانت تقيم مع زوجها والذي يعمل امين شرطة في مدينة الطور منذ 6 سنوات ومالبس ان انهمر في البكاء عندما تذكر آخر مكالمة من ابنته قبل ساعات من عودتها إلي المنصورة قائلة "هتوحشني اوي يا بابا.. خالي بالك من البنات " يقطع حديثه البكاء يصمت قليلا ثم يقول لم اكن ادري انها آخر مكالمة وآخر مرة اسمع فيها صوت عزة يتذكر الجد حفيداته الثلاث فاطمة 9 سنوات وبسملة 3 سنوات ومريم 5 سنوات وكلهم رحلوا مع امهم تاركين وراءهم ابا ارمل مابين الحياة والموت لا يعلم احد ان كان سيلحق بهن او سيعاني الوحدة وآلام الذكريات ما تبقي له من الحياة فقد وجد قرة عينه و3 زهور لم يحن ميعاد قطفهن لكن للقدر امور لا تتدركها عقولنا .. كما تحدث احمد محمد شقيق عزة انها كانت بمثابة القلب الحنون بعد وفاة والدتي حيث انها التي تولت تربيتي ومسئوليتي منذ الصغر وحتي الان فكيف اعيش بعد الآن والقلب الحنون لي مات.. " لله ما اعطي ولله ما اخذ.. مين هيربي ولادك.. حسبي الله ونعم الوكيل " بهذه الكلمات التي انهمرت لها اعين كل المتواجدين بمشرحة السويس العام تحدث محمد شقيق سيد عبد العال الذي لقي مصرعه في حادث التصادم والحزن يكسو ملامح وجهه علي فراق اخيه قائلا ان اخاه كان يعمل عاملا بفندق بشرم الشيخ منذ 3 أعوام وكان يتردد دائما علي زوجته واولاده الصغار الذين لم يتجاوز اكبرهم 10 سنوات. رجل في العقد الخامس من العمر متكئا علي عصا خشبية حفرت الدموع في وجهه خطين أسودين وخضلت دموعه لحيته قائلا " انت فين يا بني مش هاشوفك تاني يا حبيبي.. مين اللي هايتصل بي كل يوم " بهذه العبارات تحدث والد اشرف اسماعيل احد ضحايا الحادث الاليم تكلم بعبارات حزينة لفراق ابنه الاصغر الذي يعتبر بمثابة الابن البار لوالديه قائلا " انا السبب اني سبته يروح للموت برجليه بحجة كسب العيش.. "مين اللي هيعوضني عنك يا اشرف " طالبا من الله ان ينعم عليه برحمته.