مستشارة وزارة السياحة: تراجع الاقتصاد الروسى لا يؤثر بالضرورة على انخفاض السياحة الوافدة إلى مصر

- حادثة تونس تقلص معدل النمو السياحى المستهدف إلى 12.5% خلال العام الجاري
قالت المستشارة الاقتصادية لوزارة السياحة المصرية عادلة رجب، إنه ليس بالضرورة أن يؤثر تراجع أداء الاقتصاد الروسى على معدلات السياحة الروسية الوافدة إلى مصر خلال الفترة الحالية.
يأتى ذلك بعد انكماش الاقتصاد الروسى بنسبة 4.6% خلال الربع الثانى من العام الحالى، وهو الأعلى منذ عام 2009، بسبب انهيار العملة التى أثرت على معدلات الطلب على السلع الاستهلاكية، فى الوقت الذى تهدد فيه عمليات بيع النفط فى الأسواق إلى اتجاه البلاد إلى ركود أعمق.
وأضافت رجب ل(مال وأعمال) أنه نظريا يؤثر التراجع الاقتصادى لأى بلد على معدلات السياح الوافدين منها، لكن التجارب العملية أثبتت عكس ذلك. وتابعت: «مصر استطاعت تحقيق أعلى معدلات للسياحة الوافدة خلال عام 2009 وقت الأزمة الاقتصادية العالمية، حتى من دول أوروبا الغربية التى تأثرت بشكل كبير من هذه الأزمة».
وأشارت إلى أن السياحة الوافدة إلى روسيا تأثرت بشدة خلال شهرى ديسمبر ويناير الماضيين، مع تراجع الروبل، وحظر السفر الذى فرضته روسيا على بعض الموظفين الحكوميين وظباط الجيش، إلا أن الفترة التى أعقبت شهر يناير إلى مارس، عادت تلك السياحة، وحققت معدلات أعلى من ما كانت عليه عام 2010، وهو العام الذى شهدت فيه البلاد أعلى عدد من السياح الوافدين إلى البلاد.
ووصل عدد السياح الوافدين إلى مصر فى عام 2010 إلى 15 مليون سائح، بإيرادات بلغت 12 مليار دولار، إلى أن هذا المعدل بدأ فى التراجع بحلول عام 2011 بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التى مرت بها البلاد، ليصل عدد السياح الوافدين إلى مصر فى عام 2014 إلى 10 ملايين سائح، مقابل 9.5 مليون سائح بنهاية 2013، فيما بلغت الإيرادات خلال العام الماضى نحو 7.5 مليار دولار، مقابل 6 مليارات دولار فى عام 2013. فيما ارتفعت معدلات السياحة خلال النصف الأول من العام الحالى بنسبة 8%.
وأشارت إلى أن مصر تستهدف السياح متوسطى ومنخفضى الدخل من روسيا، وتلك الفئة لم تتأثر كثيرا من تراجع الاقتصاد الروسى.
وذكرت أن هناك فرصة لجذب السياح الروس مرتفعى الدخل، بعد أن أثرت الأزمة الأوكرانية على سفر تلك الفئة إلى المقاصد السياحية فى أوروبا خاصة سويسرا والدول الإسكندنافية.
ومن المتوقع أن تعلن وزارة السياحة فى 20 من أغسطس الحالى عن شركة الإعلانات والتسويق والعلاقات العامة المسئولة عن الترويج السياحى لمصر، وستتولى هذه الشركة مسئولية إطلاق أكبر حملة تسويقية لمصر فى العالم للترويج للسياحة المصرية داخل أكثر من 27 سوقا عالمية خلال الثلاث سنوات المقبلة.
وأشارت رجب أن الوزارة كانت تستهدف زيادة معدلات السياح الوافدين خلال العام الحالى بنسبة 15%، إلا أن حادثة تونس قد تؤثر على تلك المعدلات. وقالت: «حادثة تونس أثرت على معدلات السياحة الوافدة فى بلدان المنطقة كلها، كان من الممكن أن نحقق هذا العام معدلات نمو بأكثر من 15% لولا تلك الحادثة».
واستهدف ارهابيون بنهاية يونيو الماضى، منتجعا سياحيا بمدينة سوسة التونسية، وراح ضحية الهجوم 39 شخصا، وإصابة 40 آخرين أغلبهم من السياح الأجانب.
«قديما كنا نتأثر إيجابيا من تراجع معدلات السياحة فى البلدان المجاورة، مثلما حدث أثناء الحرب الأهلية فى لبنان، أما الآن فحادثة تونس تثير تخوفات السياح من كل دول المنطقة» أضافت رجب.